بيلا تشاو


عدلي عبد القوي العبسي
الحوار المتمدن - العدد: 6571 - 2020 / 5 / 23 - 15:29
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي     

هي اشاره الى بدء صفحه جديده في النضال ضد الفاشيه
من اجل الحريه
عندما صدحت كلمات الاغنيه الثوريه من مساجد مدينه ازمير
لم يكن صاحب فكره وحادثه الاختراق يقصد الاساءه الى الاديان
بقدر ما انه اراد ايصال رساله متعدده مفادها:

- ان الفاشيه والمسجد لا يستقيمان
فهي اذا نعمل معا ونناضل من اجل تحرير الاسلام من اولئك الذين شوهوا الاسلام ومارسوا الارهاب الفاشي و الاستبداد والعنف ضد مخالفيهم في الرأي والعقيده ودعوه الى العوده الى رساله المسجد العظيمه بوصفه منبر الروحانيه والتسامح والسلام ونبذ العصبيات والعنصريه
فالنظام السياسي التركي للاسف يمارس الفاشيه بمعاقبته للخصوم السياسيين وقمعه للحريات وتنكيله للاكراد في تركيا وتنكره لحقوقهم وشيطنتهم وتخوينهم وممارسه التمييز ضدهم وكذلك عبر دعم الارهابيين الفاشيين كداعش والقاعده وغيرها في سوريا وليبياوغيرها من الدول العربيه.

- ان رساله الاسلام في الاساس هي رساله ثوريه ضد الاستعباد والاستكبار ومن اجل الحريه وضد المحتلين والغزاه وما يمارسه النظام التركي في سوريا هو احتلال فاشي صريح مدعوم باحتلال استعماري اطلسي
ان الاحتلال الفاشي موجود في كل مكان في المنطقه الاحتلال التركي والصهيوني والاميركي
الفاشيه الامبرياليه الاميركيه الاسرائيليه التركيه هي كلها حلف واحد تستخدم نفس الاساليب وتوزع الادوار فيما بينها وتستخدم نفس الادوات والاسلحه وتنسق فيما بينها ضد مصالح شعوب المنطقه ككل
وتسعى لتحطيم التضامن الاممي بين الشعوب عرب وفرس وكرد واتراك

العدو الفاشي واحد والنضال ضد الفاشيه المعاصره برؤوسها المتعدده ينبغي ان يستمر
من اجل نيل حريه الشعوب والاوطان ودحر الفاشيين الغزاه الاجانب واعوانهم من فاشيي الداخل

الهجمه الفاشيه الجديده تستهدف تدمير مقاومه الشعوب في المنطقه واحتلال الاراضي والسيطره على الثروات
وتدمير الدول وعلى قائمه الاستهداف الشعب الفلسطيني
بيلا تشاو هي اغنيه ثوريه جميله من التراث الثوري الايطالي تعدمن روائع الغناء الثوري ونالت اعجابا شديدا في جميع انحاء المعموره
تذكير بزمن المقاومه الثوريه الجميل ضد الفاشيه منتصف القرن الماضي وعند الاستماع اليها تعود بالاذهان الى ذلك الزمن الجميل وتقرع جرس الذكرى في عالم قد اكتسحه النسيان.

لاشك ان دلاله الاذان القصيرالمتعمد باغنيه ثوريه هنا في هذه الحادثه البسيطه والمدهشه لم يكن القصد منه النيل من الاسلام والدين بقصد ما انه فعل رمزي بسيط موجه ضد الارهاب واعوانه وضد كل الفاشيين المحتلين ولتذكير الغافلين .

كما يمكن قراءته بتفاؤل اكثر على انه اعلان عن بدء مرحله جديده من النضال الثوري المقاوم يخرج فيها اليسار من غفلته وبياته الشتوي الطويل
اعلان عن بدء موجه جديده اجتماعيه بنفس ثوري مقاوم
تسرع من قدومها ربما كارثه الوباء العالمي كورونا التي فضحت تداعياتها والفشل في في التعاطي معها سياسات اليمين المتطرف الفاشي في كل مكان
واظهرت كارثيه سياساته وخطرها على مصالح الشعوب.