اوهام العقل


عدلي عبد القوي العبسي
الحوار المتمدن - العدد: 6558 - 2020 / 5 / 8 - 01:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

هناك عده مضللات او مشوشات تجعلك بعيدا عن الموضوعية أوالمقاربة الصحيحة عند تناولك لاي موضوع او اصدار حكمك او عرض رايك او موقفك بصدد موضوع ما
لهذا استغرب انا من حديث البعض بثقة عالية !!! عند تناولهم قضايا خلافية او مواضيع حساسة وشائكة او ظواهر معقدة واحداث غامضة تحتاج الى الكثير من الجهد العلمي والبحث والتقصي وجمع المعلومات الكافية والدقيقة من اجل فك اسرارها
هذه الحواجز او المضللات او المشوشات (لا اعرف بالضبط ماذا يمكن تسميتها علميا )
هي عوامل تقف وراء الافكار الغير سليمة والمواقف الخاطئة المتشنجة الواهمة !!
منها :

- الجيو ثقافة (تأثير الجغرافية الثقافية التي تنتمي اليها : خليجية ، شاميه، مصريه،الخ ) وما يرافقها هنا من قيم ثقافية وفكرية وتمترسات وانطباعات وتصورات مسبقة مشوهة او مغلوطة عن الاخر المختلف الذي هو بالضروره الردئ او الشرير او الادنى ، الخ

- الوضع الاجتماعي الطبقي والتفكير الايديولوجي المنعكس عنه (بدلا من الاستعانة بالمنهج العلمي ) يزيف الواقع ( الذهنية والنفسية الاجتماعية التي تحددها المصالح والتنشأة او البيئة المحيطة ) بورجوازي ،اقطاعي ، بروليتاري ، فلاح او منحدر او منسلخ او بقايا ترسبات منها

- السيكوباتية ( الحاله النفسيه المرتبطه بعامل السن ، العامل الصحي الجسماني وانعكاساته السيكولوجية ، العقد المدفونة في اللاوعي ، الخ)
- تدني المهارات الذكائيه والقدرات الذهنيه المطلوبه للتعاطي العلمي مع الموضوعات التي يتم تناولها

- القصف الاعلامي الثقافي الفكري بتاثير الميديا الامبريالية الجبارة وما يصنعه من تشوش حتى لدى كبار العقول ناهيك عن الانسان العادي !! وهنا ينبغي ان نبتعد عن تهريج وسائل الاعلام بانواعها وترديد ما يقوله الاخرين المرتبطين والمجندين او الموظفين في خدمة مواقف ومصالح معينة لجهة معينة خصوصا اذا كانت في الضد من مصالح الشعوب او تنتقص منها
واغرب واقسى شئ هنا هو العنف الاعلامي المتبادل وحملات التشويه لاغراض سياسية التي يشنها طرف سياسي ضد طرف اخر خصوصا لحظات اشتداد الازمات واندلاع الحروب بدلا من الموضوعية والانصاف والتنافس الديموقراطي الشريف والتمترس خلف الحقوق والمواقف الانسانية العادلة في تصديك ضد اي معتدي داخلي او خارجي ويكون لك الحق في الدفاع عن النفس واستخدام لغة السلاح ضد المستعمر والمعتدي لكن في اطار من الموضوعية والايمان بعدالة القضية من دون التجني او اللجوء الى الكذب والتشويه كما يفعل الاعداء والمستعمرون

من المهم مقاربة واقع الخصوم والاعداء كما هو من دون اي مبالغة او تشويه !! بعيدا عن الميكيافيللية التي لا تليق الا بالانذال !!
لا اقصد المثالية هنا ولكن النزاهة والموضوعية والانصاف وعدم المبالغة وتحري الدقة عند تناول الوقائع او مواقف الاخرين وارائهم وعند تحليل الاحداث والوقائع والسياسات والتخفف قليلا من غلواء وشطحات الاساطير السياسية ونظريات المؤامرة بانواعها
والتركيز اكثر على دوافع المصالح الطبقية الواقفه خلف اي سياسة تعادي الشعب.

- نقص المعلومات (وفي الغالب لديك نقص شديد في المعلومات حول ما تتناوله ايا كان : ظاهرة حدث ،نظام ،حركة ،حزب ، جماعة ،شخص ،قضية ، مجتمع ، الخ)
ثمة الكثير من هذه العوامل قد لا استطيع في هذه العجالة ان اسردها

لهذا انصح كثيرا الرفاق وغير الرفاق في اليمن او العالم العربي التروي والحذر عند تناول شئ لا يحيطون به عن دراية كافية او عند اتخاذ موقف او عرض راي او اصدار حكم او التعبير عن مشاعر حيال شئ يجهلونه او يبدو غامضا او ملتبس بالنسبة لهم
واغتنم غرصه الحديث للتنبيه على ان ما نكتبه من مقالات تتناول موضوعات شتى هو من قبيل الرأي ووجهه النظر
والتحريض والتحفيز والرغبه في اقناع الاخرين بصوابيه ما نراه الاصح في مصلحه المجتمع والوطن،والانسانيه وقضيه التقدم الاجتماعي.
بمعنى ان مانكتبه في الغالب نحن ورفاقنا ليس بالضروره هو المستوى العلمي الذي يتناول هذه الموضوعات بدقه وموضوعيه وشمول.
وقد اكون انا هنا تجرأت ووقعت في ذات الفخ عند تناولي هنا لموضوع سوسيولوجي وسيكولوجي يحتاج للمتخصصين العلميين في هذين العلمين وتفرعاتهما للتصدي له كعلم الاجتماع الماركسي
ولكم محبتي وخالص تقديري .