يُفطرون على دماءِ الصائمين… شكرًا للإرهاب!


فاطمة ناعوت
الحوار المتمدن - العدد: 6556 - 2020 / 5 / 6 - 13:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     


اللهم قصاصًا عادلا من المجرمين أعداء الوطن الذين الذين يشطرون قلوبَ الأمهات ويُلقون عليهن دثارَ الثكل والوجع، وبردًا وسلامًا على قلوب ذوي الشهداء وأمهاتهم وآبائهم، وفردوسًا رغدًا ومقامًا رفيعًا في حضرتك العليّة لشهدائنا الأبطال الذين جادوا بأرواحهم وهم يذودون عن شرفنا وشرف مصر العظيمة. تحيا مصرُ والمجد للشهداء.
ومازالت يدُ الإرهاب السوداء ترعى بعماء وضلال في سيناء الطيبة. ولأن الإرهاب خسيسٌ دنيءٌ بلا شرف، اختار المجرمون لحظة الإفطار في رمضان ليقتلوا عشرة أبطال صائمين من بواسل قواتنا المسلحة في مركز "بئر العبد"، كانوا يستعدون لريّ ظمأهم وكسر جوع صيامهم الطهور. أقولُ: "صائمي رمضان" وأنا أعلم أن بين شهدائنا في بئر العبد مسيحيون. فالمسيحيون في مصر يكادون يصومون نهارَ رمضان معنا، نحن المسلمين، رُقيًّا منهم ومودّةً ورحمة. يتشاركون جوعَنا وعطشنا نهارًا، ويتقاسمون لحظةَ الفرح بالإفطار حين يأذنُ به الغروبُ. تلك إحدى معجزات مصر الطيبة الغنيّة بشعبها الجميل. لكنَّ بيننا ضواريَ ناهشةً من فصيل الضباع، يختبئون في أوكار الظلام بثنايا سيناء، ضالّين مُضلَّلين جنّدتهم شياطيُن الإخوان ودواعش الإرهاب في تركيا وقطر، تنفطرُ قلوبُهم طمعًا وحسدًا وحقدًا على مصر. يقتلهم كلَّ نهار ما يرونه من نهوض مصر على جميع الأصعدة، ليس في خطوات متسارعات، بل في وثبات متواليات أبهرت منصّات المراقبة في جميع أرجاء الأرض، حتى شهد العالم لنا: إن مصرَ تصنعُ معجزتَها الخاصة. لهذا اختار السفاحون الحاقدون مدينة "بئر العبد" هدفًا لعملية إرهابهم الأخيرة. فهي من كبريات مدن محافظة شمال سيناء، بدأت ترتسم فوق وجهها تجلّياتُ "المشروع القومي لتنمية شمال سيناء"، الذي في اكتماله بإذن الله عمّا قريب، وجعٌ وتهديد قاهرٌ لبني صهيون وبني تركيا وبني قطر؛ وأذرعهم القذرة في جماعة الإخوان الإرهابية. استُهدِفت منطقةُ "بئر العبد"، لأن فيها ما يسَرُّ العيون ويقتل الحاسدين كمدًا من نتائج خطة الدولة لتحقيق التنمية المستدامة في شمال سيناء. حيث أكبر مركز لإنتاج الثروة السمكية في بحيرة البردويل، وحيث أكبر مستشفى في شبه جزيرة سيناء الساحرة، وحيث ترعة السلام وترعة الشيخ جابر الصباح التي تستصلح الأراضي الصفراء وتكسوها بالأخضر، وحيث مطار جديد في منطقة "التلول" على حدود "بئر العبد"، التي قرر محافظ شمال سيناء اختيارها ضمن مبادرة الرئيس عب الفتاح السيسي: “حياة كريمة" للنهوض بها وتنميتها، وغيرها الكثير من وثبات الإنماء والنهوض في بلادنا الجميلة، تلك التي تملأ صدور الأعداء غلاًّ وحقدًا، فلا يجدون لهم متنفسًا إلا بتجنيد أغبياء مرتزقة لا يستحقون شرف الانتساب لمصر، ليغدروا بعناصر من نبلاء قواتنا المسلحة الباسلة.
ولا شك في أن للقوى الناعمة الراقية قوّةً لا تقلُّ أثرًا عن قوة السلاح، ودورًا حيويًّا في تثقيف النشء وتدريبهم على الإنصات الجيد لإيقاع ما يجري من حولهم. وكان مسلسل "الاختيار" الذي يُعرض الآن على شاشات رمضان درسًا توثيقيًّا ناصعًا لشباب مصر، يُعلّمهم أن الجيشَ المصريَّ العظيم هو شرفُ بلادنا، وصخرتُنا التي تحمي ظهورنا. وكذلك يفضح الكواليس الظالمة المظلمة التي تبثُّ فيها عناصرُ الإرهاب سمومَها ليكشف لنشئنا الصغير أوكارَ الظلام التي تُنبِتُ الإرهابيين، وصديد الشرّ الذي يجري في دمائهم.
وما أعظمَ الشبهَ بين الإرهابيين الخبثاء في سيناءَ الحبيبة، وبين فيروس كورونا الخبيث. فمثلما يتطفلُ الفيروس اللئيمُ على خلية في جسد إنسان، ويتخذها وكرًا سريًّا لكي ينشطَ ويدمر الحياة بكل قحةٍ وقبح وخسّة، كذلك تتطفّلُ تلك العُصبة الفيروسية الإجرامية من ميكروبات البشر الإرهابية على منازلَ في شمال سيناء وتتخذها أوكارًا سوداء لتحصد أرواح نبلاء مصر من ضباط وجنود قواتنا المسلحة الباسلة. يزعمون الجهادَ في سبيل الله كذبًا وزورًا وهم ألدُّ خصومةً لكلمة الله من شياطين الإنس والجنّ. يجولون يصنعون شرًّا فيرسمون شارات الحداد النازفة على جدران البيوت المطمئنة، ويُشعلون صرخات الثكل والترمّل واليُتم في القلوب الآمنة. ويحلمون في ليلهم ونهارهم بتصديع أسوار الأمن المنيعة التي شيّدها جيشُنا المصري العظيم حول حدود الوطن وداخل حدود قلوبنا. ولكن هيهات أن يحصدوا ثمارَ أحلامهم الخبيثة. فكلما ضَربوا صاعًا ضُرِبوا خمسين صاعًا. ولا يزدادُ جيشُنا العظيم إلا عزّة وصلابة وبأسًا، كما تاج من اللؤلؤ تُزيَّنُ جوانبُه بألماسات الشهداء. ولا يزداد شعبُنا إلا إيمانًا بالوطن. ولا تزدادُ مصرُ إلا عُلوًّا وسموًّا ونهوضًا. شكرًا ليد الإرهاب التي تُزيدنا اتحادًا وصلابةً، وتعلّمنا كلَّ يوم أن الشعبَ المصريّ والجيش المصري يدٌ واحدةٌ في وجه الإرهاب الأسود. وطوبى للشهداء الذين هم أحياءٌ عند ربّهم يُرزقون. “الدينُ لله، والوطنُ لمن يحبُّ الوطن.”

***