الأول من مايو .. أعياد الألفية الثالثة ..


حمدى عبد العزيز
الحوار المتمدن - العدد: 6554 - 2020 / 5 / 4 - 17:08
المحور: ملف 1 ايار-ماي يوم العمال العالمي: العمال والكادحين بين وباء -الكورونا- و وباء -الرأسمالية- ودور الحركة العمالية والنقابية     

بالرغم من أن أعياد العمال في العقود الأخيرة علي الغالبية الساحقة من أجراء العالم ، وهم في حال من الإنسحاق ، وافتقاد العيش الكريم ..
وعيد هذا العام أكثر صعوبة من أعياد الأعوام السابقة نظراً لما تمر به الإنسانية من خطر انتشار وباء الكرونا الذي يضع العالم الآن علي حافة أزمة إقتصادية ربما سيدفع الثمن الأكبر فيها أولئك الذين يبيعون قوة عملهم الجسمانية أو الذهنية سواء أمام الميكينات أو أمام شاشات الحواسيب والمعدات الصناعية ، والنظم التكنولوجية الحديثة ، أو في المكاتب أو المشافي أو مواقع العمل المتعددة والمتنوعة في المدن والأرياف والصحراوات والسواحل ، وأي مكان من بقاع الأرض ، أو البحار والمحيطات تؤجر فيه قوة العمل من عمال تقليديين أو كتبة ومحاسبين أو مهندسين أو فنيين أو أخصائيين أو أطباء أجراء أو طواقم عمل متخصصة أو مايماثلهم من تنوعات أخري تمثل شكل من أشكال تأجير قوي العمل الحديثة المتطورة ..
ولذلك فالشد علي الأيادي في الأول من مايو هذا العام لابد وأن يكون مرتبطاً بالمفهوم المتطور والأوسع لقضية العمل الأجير في عصر وصل فيه التطور التكنولوجي إلي نقلات نوعية غيرت وجه العمل عما كان عليه في القرون السابقة ، وغيرت أيضاً من أوضاع ملكية العمل وإدارته عما كانت في القرنين التاسع عشر والعشرين ، ووصلت فيه الرأسمالية إلي مستويات غير مسبوقة من الإستغلال والإنحطاط والتوحش والهيمنة ..
هذا العام لابد أن يكون نداءنا بالتوحد ليس وفقاً للشعار الذي طرح في القرن التاسع عشر ((ياعمال العالم اتحدوا)) ..
يجب أن يتسع هذا الشعار ليعبر عن المناداة بالتوحد لكل أجراء قوي العمل البدنية والذهنية .. الواقعين في حيز أسواق العمل المتنوعة أو المطرودين خارجها .. قوي العمل المشتغلة بالفعل أو العاطلة ، أو الغير منتظمة التشغيل ..
فكما كان عمال العالم في القرن التاسع عشر هم القوي الثورية الدافعة للتطور البشري ، فقد تطور هذا الدور ، واتسع ليصبح مرجعه لكل من يقدم قوة عمل بدنية أو ذهنية للاستئجار في أية عملية إنتاج ..
ياأجراء العالم ..
ياكل أصحاب العمل الأجير ..
أحييكم
وأشد علي أياديكم ..