في الذكرى السنوية العاشرة لاغتيال سردشت عثمان


مؤيد احمد
الحوار المتمدن - العدد: 6554 - 2020 / 5 / 4 - 04:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

قبل عشرة سنوات وفي 4 أيار 2010 قامت مجموعة مسلحة في وسط مدينة أربيل وفي وضح النهار باختطاف الطالب الجامعي الشاب سردِشت عثمان وتم العثور على جثته في الموصل مساء اليوم التالي. وهكذا، أصبح سردشت عثمان مثل نزير عمر وسوران مامه حمه والكثيرين الاخرين ضحايا جرائم العصابات الميليشية في كوردستان.
ان هذه الجريمة البشعة بحق الشاب الكاتب عقابا على مقالاته الانتقادية بوجه القوى الحاكمة في كوردستان، والتي ارتكبت في مدينة كان ولا يزال يحكمها الحزب الديمقراطي الكوردستاني (البارتي) وميليشياته واجهزته الأمنية، اثارت موجة واسعة من الاستياء والغضب الجماهيري محليا واحدثت صدى اعلامي كبير على مستوى عالمي. وباتت ذكرى يوم اغتيال سردشت عثمان رمزا للنضال من اجل الحرية في كوردستان.
نحيي اليوم هذه الذكرى وراية سردشت عثمان عالية بأيدي جميع محبي الحرية بثبات واصرار أكثر ومجتمع كوردستان يحمل في احشائه بركان نهوض جماهيري بوجه مجمل السلطة البرجوازية القومية والميليشية العائلية الحاكمة. ان ذكراه ستبقى احدى المحطات البارزة في تاريخ النضال السياسي والاجتماعي من اجل تحرير هذا المجتمع من قبضة القوى القمعية والقتلة المجرمين من كل صنف ونوع.
ان جماهير العمال والكادحين واغلبية المواطنين يعيشون هذه الأيام في أحلك الظروف الاقتصادية وهم يواجهون الفقر وصعوبات معيشية مدمرة. لم يتم دفع أجور ورواتب العمال والموظفين من قبل حكومة الإقليم منذ حوالي 60 يوما، هذا بالإضافة الى تراكم مستحقاتهم لأشهر ولم تدفع لحد الان. كما وان الحجر الصحي نتيجة جائحة كورونا جعل مئات الالاف من الكادحين والعمال الذين يعملون في قطاع العمالة الهشة وعمال البناء والمطاعم والأسواق والنقل وغيرهم بدون أي مورد معيشة وبدون أي دعم مالي من حكومة الإقليم.
تسعة وعشرون سنة من حكم الحزبين الحاكمين "البارتي" و "الاتحاد الوطني الكوردستاني" هو من حيث الأساس تاريخ القمع ونهب ثروات الإقليم وفرض الحرمان على أكثرية الجماهير. ان الصراعات على تقسيم المغانم والسلطة وشن الحروب الداخلية فيما بينهم وتشديد التقسيم الإداري الحزبي لكوردستان وسفك دماء أبناء وبنات العمال وكادحي هذا المجتمع من اجل ذلك، تشكل السمات البارزة التي ارتسمت الوضع السياسي في ظل حكم هؤلاء.
لقد أصبحت مقدرات الجماهير السياسي ومعيشتها وامانها في كوردستان رهينة بايدي هؤلاء البرجوازيين القوميين المسلحين منذ عقود ويتعاملون بها كيفما يشاؤون في بورصة عقد الصفقات لمصالح الجيو -سياسية لهذه الدولة او تلك، لإيران، تركيا وأمريكا، وفي سوق المحاصصة السياسية والاقتصادية داخل النظام السياسي القائم في العراق.
بوصفهم أعداء طبقيين لبروليتاريا كوردستان، ان تاريخ حكم البرجوازية القومية في كوردستان العراق لـ 29 السنة الماضية هو المعادة المستميتة للاشتراكية والشيوعية وقمع نضال العمال والكادحين ضد راس المال والرأسمالية. كما ولم يخلو هذا التاريخ للحظة من تأجيج نار التعصب القومي داخل أوساط الجماهير في كوردستان والسعي لسد الطريق امام تحقيق التضامن الطبقي بين نضال العمال والكادحين في عموم العراق. هذا في حين لم يخلو هذا التاريخ من تقاسم الغنائم بين هذه القوى والسلطات البرجوازية الإسلامية و القومية الحاكمة في بغداد وحتى غض النظر عن تحركات الإرهابيين الداعشيين وامثالهم وتحديدا سنة 2014 لتحقيق مطامحهم السياسية و الحزبية.
هذا، وان معادة المرأة وخنق حرياتها وحقوقها شكلت و لا تزال السمة المشتركة لجميع الأحزاب القومية الحاكمة بما فيها "حركة التغيير". في ظل حكم هذه القوى راح عشرات الالاف من النساء ضحايا القتل والحرق والانتحار، وهي لم تترك يوما حلفها المقدس البرجوازي مع تيارات الإسلام السياسي واحزابها في كوردستان وذلك بالأساس للتحكم بمصير الشغيلة والعمال والكادحين ونشر الاوهام والخرافات في اوساطهم.
نناضل مع جميع التحررين ومحبي الدفاع عن قضية سردشت عثمان لانتزاع الحرية ولكشف مرتكبي جريمة اغتياله ومحاكمتهم. ان حكومة إقليم كوردستان مسؤولة عن كشف والقاء القبض على المتهمين بالجريمة وتقديمهم الى المحاكم.

ستبقى ذكرى سردشت عثمان رمزا للنضال من اجل الحرية.