الوحدة ضرورية للطبقة العاملة


خليل اندراوس
الحوار المتمدن - العدد: 6552 - 2020 / 5 / 2 - 01:08
المحور: ملف 1 ايار-ماي يوم العمال العالمي: العمال والكادحين بين وباء -الكورونا- و وباء -الرأسمالية- ودور الحركة العمالية والنقابية     


"والوحدة لا يحققها غير منظمة واحدة يطبق جميع العمال الواعين قراراتها بدافع الضمير لا بدافع الخوف" (لينين)

الأول من أيار، عيد العمال العالمي، لا يُعتبر عيدًا سنويّا فحسب، بل يومًا نضاليًا يُعطل فيه العمال في كافة المجالات والميادين وفي الغالبية الساحقة من دول العالم. يُعزى أصل هذا اليوم الى الاضراب الكبير في مدينة شيكاغو بالولايات المتحدة عام 1886، حيث تطوّرت الولايات المتحدة ودول أوروبية عديدة في ذلك الوقت من الرأسمالية الى الإمبريالية.



واستمر أصحاب رأس المال في ذلك الوقت في زيادة وقت العمل وقوته لتحفيز تطوّر الاقتصاد الرأسمالي وتراكم رأس المال في أيدي الطبقة البرجوازية المسيطرة على مؤسسات الدول الرأسمالية. كما تفعل هذه الطبقة الرأسمالية في الدول الإمبريالية في عصرنا الحاضر. ففي ذلك الوقت أي عام 1886 كان العمال يعملون يوميًّا من 14– 16 ساعة، وينالون أجورًا ضئيلة فيما أثار هذا الاضطهاد الشديد غضب العمال، وأكدوا أن اتحادهم وكفاحهم ضد الرأسماليين من خلال الإضرابات، هو الطريقة الوحيدة لنيل ظروف معيشية معقولة وطرحوا شعار الإضراب، وهو "نظام العمل لثماني ساعات" وفي عام 1877 بدأ أول إضراب على المستوى الوطني في تاريخ أمريكا، ونظّم العمال مظاهرة كبيرة، واندفعوا إلى الشوارع وطالبوا الحكومة بتحسين ظروف العمل والعيش. ولتقصير دوام العمل إلى ثماني ساعات يوميا، وازداد عدد المتظاهرين والمضربين بسرعة في بضعة أيام، مما جعل الحكومة الأمريكية ترضخ لهذه الضغوطات الكبيرة وتقوم بسنّ قانون تحديد دوام العمل اليومي بالساعات المطروحة، غير أن الرأسماليين لم يلتزموا بهذا القانون، بل واصلوا استغلالهم للعمال، وفي تشرين الأول عام 1884 اجتمعت ثماني نقابات كندية وأمريكية في شيكاغو وقررت الدخول في إضراب شامل في الأول من أيار عام 1886، من أجل إجبار الرأسماليين على تطبيق قانون العمل لثماني ساعات.

وبالفعل توقف في الأول من أيار 350,000 عامل في أكثر من 20,000 مصنع أمريكي عن العمل، وخرجوا إلى الشوارع في مظاهرة ضخمة، مما أجبر الحكومة الأمريكية على تنفيذ قانون العمل لثماني ساعات بفعالية.



وفي تموز عام 1889، افتُتح مؤتمر النواب الاشتراكيين الدولي في باريس الفرنسية، وقرّر المؤتمر تحديد الأول من أيار من كل سنة عيدًا مشتركا لجميع البروليتاريين (الطبقة العاملة ) في العالم. وفي هذا اليوم من عام 1890 بادر العمال في أمريكا وأوروبا بتسيير مظاهرات كبيرة للاحتفال بنجاح كفاح العمال، ليصبح الأول من أيار يومًا لكل عمال العالم.

وهنا نذكر بأن في العقد الثامن من القرن التاسع عشر كانت ظروف العمل في الولايات المتحدة مريعة والأجور متدنيّة وساعات العمل طويلة وكان من بين قادة الحركة العمالية الأمريكية عدد كبير من الاشتراكيين والشيوعيين وغيرهم من اليساريين الذين كانوا يؤمنون بضرورة القضاء على النظام الرأسمالي من أجل إنهاء الاستغلال. وكان العديد من هؤلاء القادة مهاجرين من أصول ألمانية، وكان من أبرز منظمي المظاهرات التي انطلقت في الأول من مايو 1886 لوسي وألبرت بارسونر. وُلدت لوسي في ولاية تكساس في عام 1853، من أصول أفريقية ومكسيكية. عملت في مكتب فريدمان بعد الحرب الأهلية. انتقلت بعد زواجها من ألبرت الى شيكاغو حيث حولت انتباهها الى كتابة نشرات تتناول أوضاع العمال وتنظيم النساء العاملات في الخياطة. كان ألبرت عاملا في مطبعة ومحررًا لورقة العمل THE ALARM وأحد مؤسسي جمعية شيكاغو للتجارة والعمل.



وفي تلك الفترة بعد سقوط كمونة باريس عام 1871 هاجر أيضا كثيرون من فرنسا الى الولايات المتحدة منهم الشاعر البطل أوجيه بوتيه مؤلف النشيد البروليتاري الشهير "الأممية". وقد تُرجم هذا النشيد إلى جميع اللغات الأوروبية وإلى اللغة العربية أيضا. وكما كتب لينين بمناسبة الذكرى السنوية الخامسة والعشرين لوفاة أوجيه بوتيه: " وأيا كان القُطر الذي يدفعه إليه الدهر والقدر، ومهما شعر بأنه غريب، بلا لغة، ولا معارف، بعيدًا عن الوطن، ففي وسعه أن يجد لنفسه رفاقا وأصدقاء بفضل لحن الأممية المعروف". (ولد الشاعر الفرنسي أوجيه بوتيه في باريس في 4 تشرين الأول/ أكتوبر عام 1816. وفي الرابعة عشرة من عمره نظم نشيده الأول. بعنوان "عاشت الحرية". وفي عام 1848 اشترك كمناضل على المتاريس في معركة العمال الكبرى ضد البرجوازية. ولد بوتيه في عائلة فقيرة وبقي طوال حياته كلها فقيرا،بروليتاريًّا، كاسبا خبزه بتوضيب الصناديق، وفيما بعد بالرسم على القماش ومنذ عام 1840 استجاب لجميع الأحداث الكبيرة في حياة فرنسا بأناشيده الكفاحية، موقظًا إدراك المتأخرين، داعيًا العمال إلى الوحدة، نازلًا بسياط النقد على البرجوازية والحكومات البرجوازية في فرنسا وفي زمن كومونة باريس العظمى عام 1871 انتُخب بوتيه عضوًا فيها فقد نال 3352 صوتا من أصل 3600. واشترك في جميع إجراءات الكومونة،هذه الحكومة البروليتارية الأولى. أكره سقوط الكومونة بوتيه على الهرب إلى إنجلترا وإلى أمريكا. وقد كتب نشيد "الأممية" الشهير في حزيران عام 1871، بعد هزيمة أيار الدامية حين اقتحمت قوات حكومة تيير المعادية للثورة باريس ونكّلت بعمال باريس تنكيلًا وحشيًّا فقد قُتل حوالي 20000 شخص واعتقل 50000 وأُرسل الآلاف الى سجون الأشغال الشاقة) بيوم واحد. كما يمكن القول.. لقد قُمعت الكومونة... ولكن "أممية" بوتيه نشرت أفكارها في العالم كله، وهي الآن حية أكثر من أي وقت مضى.

في عام 1876 كتب بوتيه في المنفى قصيدة:" من عمال أمريكا الى عمال فرنسا". وقد وصف فيها حياة العمال تحت نير الرأسمالية، وبؤسهم، وعملهم الشاق للغاية، واستثمارهم، وثقتهم الراسخة في انتصار قضيتهم العادلة . ولم يرجع بوتيه الى فرنسا إلا بعد مرور تسع سنوات على الكومونة فانتسب على الفور الى "حزب العمال" وفي عام 1884 صدر ديوانه الشعري الأول . وفي عام 1887 صدر ديوانه الثاني واسمه "أناشيد ثورية". ثم صدرت جملة من أغاني الشاعر العامل الأخرى بعد وفاته. وفي 8 تشرين الثاني عام 1887، شيّع عمال باريس جثمان أوجيه بوتيه الى مقبرة بير لاشيز حيث دُفن رجال الكومونة الذين أُعدموا رميًا بالرصاص إلا أن البوليس قام بمعركة لكي ينتزع الراية الحمراء منهم . اشترك جمهور ضخم في الجنازة المدنية، ومن جميع الأنحاء كانت تتعالى الهتافات: "عاش بوتيه". مات بوتيه في أحضان البؤس ولكنه خلّف نصيبًا فكريًّا حقًا وفعلًا ، وقد كان واحدا من أعظم الدعاة بواسطة النشيد . فعندما ألّف نشيده الأول، كان عدد العمال الاشتراكيين يُقاس في أفضل الأحوال، بالعشرات، أما الآن فإن النشيد التاريخي لأوجيه بوتيه يعرفه عشرات الملايين من البروليتاريين..) اليوم 3,451 مليار شخص هم العمال المعنيون اليوم بمناسبة الأول من أيار، وهم يمثلون حجم القوة العاملة في العالم وفق تقديرات البنك الدولي لعام 2017. (لينين – أوجيه بوتيه لمناسبة الذكرى السنوية الخامسة والعشرين لوفاته).



يوم الأول من أيار " اليوم الذي يحتفل فيه عمال العالم كله بُعيد استيقاظهم على الحياة الواعية يحتفلون به باتحادهم في النضال ضد كل عنف وكل اضطهاد للإنسان من قبل الإنسان. في النضال من أجل تحرر ملايين الكادحين من الجوع والفقر والذل. وفي هذا النضال العظيم يقف عالمان أحدهما ضد الآخر! عالم الرأسمال وعالم العمل، عالم الاستثمار والعبودية وعالم الأخوة والحرية . إلى جانب، حفنة من الطفيليين الأغنياء. لقد وضعوا أيديهم على المعامل والمصانع والأدوات والآلات. وجعلوا ملايين الديسياتينات، (الديسياتين – مقياس مساحة روسي قديم يساوي 1,092 هكتارًا) من الأرض وجبالا من النقود مُلكا خاصًّا لهم. وأجبروا الحكومة والعساكر على أن يكونوا خدمًا لهم، وعلى أن يكونوا حراسًا أمناء على الثروة التي كدّسوها.

وفي الجانب الآخر، ملايين المحرومين، أنهم ملزمون بأن يَستجدوا من الأغنياء الأذن بالعمل في صالح الأغنياء. إنهم يصنعون بِكدحهم جميع الثروات، في حين أنهم بالذات يكدحون طوال حياتهم كلها من أجل كسرة الخبز ويطلبون العمل كأنما يطلبون الحسنة. ويقوّضون قواهم وصحتهم بكدح فوق طاقتهم، ويتضورون جوعًا في الأكواخ القروية، وفي أقبية وعليّات المدن الكبيرة.

إلا أن هؤلاء المحرومين والكادحين قد أعلنوا الآن الحرب على الأغنياء والمستثمرين. فإن جميع البلدان تناضل من أجل جميع البلدان ، تناضل من أجل تحرير العمل من العبودية المأجورة، من الفقر والعوز. إنهم يناضلون في سبيل تنظيم لمجتمع توضع فيه الثروات التي يصنعها الكدح المشترك في صالح جميع الكادحين، لا في صالح حفنة الأغنياء وهم يبذلون جهدهم لأجل تحويل الأرض والمصانع والمعامل والآلات الى ملكية عامة مشتركة لجميع العاملين وهم يريدون أن لا يكون ثمّة أغنياء وفقراء، بل أن تعود ثمار العمل إلى الذين يعملون، أن تتحسن جميع مكاسب العقل البشري وجميع التحسينات في العمل لتحسين حياة أولئك الذين يعملون، لا أن تكون أداة لاضطهاد من يعمل.

إن النضال العظيم الذي يخوضه العمل ضد الرأسمال قد كلّف عمال البلدان كافةً جملةً ضخمة من التضحيات . فقد بذلوا الكثير من الدماء دفاعًا عن حقهم في حياة أحسن وفي الحرية الحقيقية. ولأعُد لتلك الملاحقات التي تسلطها الحكومات على المناضلين من أجل قضية العمال. (وهنا أذكر ما كانت تقوم به حكومات اسرائيل المتتالية من ملاحقات ضد الحزب الشيوعي من نفي واعتقال وتحديد حرية التنقل، يكفي أن أذكر ما جرى خلال مظاهرة أول أيار عام 1958 حيث تم نفي عشرات الرفاق الى صفد وأماكن أخرى في البلاد ومنهم والد كاتب هذه السطور. د.خ) ولكن الاتحاد بين عمال العالم كله يتعاظم ويتوّطد، رغم جميع الملاحقات . والعمال يتحدون بصورة أوثق فأوثق في الأحزاب الاشتراكية والشيوعية.



والطبقة العاملة في عصرنا الحاضر تعرف هذا الواقع وتناضل وتكافح وبدون خضوع رافعة الراية الحمراء في أول أيار، لأنها ترى النور، وترى حتمية شروق شمس حرية الطبقة العاملة وحرية الشعوب.

ومن أجل الانتصار في هذا الكفاح، كفاح ونضال طبقة العمال ضد الرأسمالية القوة الشريرة وخاصة في عصرنا، والتي تستغل حتى مرض الكورونا في التّحريض على الصين وكوبا وإيران وفنزويلا وسوريا، على الطبقة العاملة من خلال الأحزاب الشيوعية القادرة على تحديد المهام النضالية الكفاحية الثورية للطبقة العاملة.

ومن أجل تحقيق هذه الأهداف مهم جدًا المحافظة على وحدة الحزب أو أحزاب الطبقة العاملة فكما كتب لينين في مقال حول وحدة العمال يقول: " الوحدة ضرورية للطبقة العاملة، والوحدة لا يحققها غير منظمة واحدة يطبّق جميع العمال الواعين قراراتها بدافع الضمير لا بدافع الخوف". ومهم جدًا رفض كل أشكال عبادة الفرد. وحول هذا الموضوع كتب ماركس في رسالة الى ولهلم بلوس في هامبورغ لندن في 10 تشرين الثاني عام 1877 ما يلي: ".. "أنا لا أغضب" (كما يقول هينيه – في حلقة "الفاصل الغنائي"، القصيدة الثامنة عشرة)، وكذلك انجلس فكلانا لن يدفع، وإن متليكًا عتيقًا، من أجل الشعبوية. اليك مثلا، برهانا: لاشمئزازي من كل عبادة للفرد، لم أسمح يومًا، طوال وجود الأممية، بنشر الرسائل العديدة التي كانت تعترف بأفضالي والتي أزعجوني بها من مختلف البلدان، بل أني لم أرد عليها أبدًا، إلا أني في حالات نادرة قارعت مُرسليها. وعندما انتسبنا إنجلس وأنا للمرة الأولى الى جمعية سرية للشيوعيين (عصبة الشيوعيين) وضعنا شرطا لا محيد عنه، وهو أن يشطب من النظام الداخلي (المقصود هنا النظام الداخلي لعصبة العادلين. اشترك ماركس وانجلس اشتراكا فعالا في وضع النظام الداخلي لعصبة الشيوعيين. وضع النظام في حزيران عام 1847 في مؤتمر العصبة الأول. بعد مناقشته من قبل محافل العصبة، بحثه المؤتمر الثاني من جديد وصادق عليه نهائيا في 8 كانون الأول عام 1847) كل ما يسهم في عبادة أعاظم الرجال الخرافية".

وللأسف الشديد عانت لا بل وقعت الحركة الشيوعية العالمية بأخطاء وممارسات عبادة الفرد، ونجد حتى اليوم بعض الذين لم يستفيدوا من تجارب التاريخ.

ولا يمكن تنفيذ هذه المهام دون قطع الصلة مع الانتهازية داخل الأحزاب وفي المجتمع، بكل حزم، والعمل على إفهام الجماهير أن إفلاس الانتهازية بكل أشكالها القومجية والدينية والفئوية والشخصية أمر محتوم لا مناص منه، ودون إقناع وإفهام الجماهير الواسعة، وخاصة الطبقة العاملة بأن الأحزاب الشيوعية ترفض الطائفية، والعائلية، والتكتلات على أساس المصلحة الشخصية وترفض ممارسات عناق وقُبَل يهوذا الإسخريوطي والبكاء على كتف هذا الرفيق أو الصديق كذبا ونفاقا.

لذلك نقول ولمصلحة الطبقة العاملة ولمصلحة الأحزاب الثورية مهم جدًا الاعتراف الصريح الصادق بالخطأ السياسي لأن ذلك بحد ذاته عمل سياسي كبير.

وكما قال لينين في مشروع مُقدّم في 15 كانون الثاني عام 1904 لمجلس حزب العمال الاشتراكي الديمقراطي في روسيا، بشأن التدابير لإعادة السلام في الحزب: " وبقدر ما نبتعد عن الانعزالية والروح الحلقية الصغيرة، والحسابات المحلية الضيقة – بقدر ما يتعين علينا أن نسعى بمزيد من العزيمة والهمة لكي نناقش الخلافات بين أعضاء الحزب بهدوء ومن حيث جوهر الأمر، لكي لا يُمكن لهذه الخلافات أن تعيق عملنا، ولكي لايُمكن لها أن تثير التشوش في نشاطنا. ولكي لا يُمكن لها أن تكبح نشاط مؤسساتنا المركزية الصحيح".



كتب لينين في كتابه " في الايديولوجية والثقافة الاشتراكية – ص 29 ما يلي: " إن الحزبية الصارمة هي رفيقة ونتيجة النضال الطبقي العالمي المتطور. والعكس بالعكس فإن تطوير الحزبية الصارمة ضروري في مصلحة النضال الطبقي السافر والواسع. ولهذا يُحارب حزب البروليتاريا الواعية، وتحارب الاشتراكية الديمقراطية، على الدوام، وبصورة طبيعية تماما، ضد اللاحزبية، وتعمل باستمرار على تأليف حزب عمالي اشتراكي شديد الُّلحمة ثابت مبدئيا، وهذا العمل يحرز النجاح بين الجماهير بقدر ما يشق تطور الرأسمالية الشعب كله بصورة أعمق فأعمق إلى طبقات، مؤزِّمًا التناقضات فيها".

وبمناسبة أول أيار نقول بأن على الأحزاب اليسارية، وخاصة الأحزاب الشيوعية أن تعمل بشكل دائم ومثابر ومبرمج ومدروس من أجل التطوير الواسع والعميق لوعي الجماهير الشعبية وخاصة الطبقة العاملة، السياسي والاجتماعي والثقافي والفني، وممارسة الأخلاق الشيوعية الراقية والمخلصة ونشر وتعميق دراسة الفلسفة الماركسية وتطويرها وممارستها على أرض الواقع، من خلال النضال والكفاح بمشاركة أوسع شرائح المجتمع وخاصة الطبقة العاملة.

وفي عصرنا الحاضر من المهام الأساسية لكل الأحزاب الشيوعية والاشتراكية الديمقراطية النضال ضد الاستغلال الطبقي وضد طبقة رأس المال العالمي وضد الشوفينية والعنصرية والصهيونية والوهابية وضد كل من يريد أن يستغل الدين كل دين من أجل خدمة طبقة الرأسمال العالمي والصهيونية العالمية ("المؤخرة اليهودية") وطبقة رأس المال الكمبرادوري (الوسيط) ومثالا على ذلك مملكة أمريكا – السعودية.

في عصرنا الحاضر تجري أحداث تاريخية عميقة وإيجابية، يكفي أن نذكر نجاحات الصين الاشتراكية من الناحية الاقتصادية والإنسانية وخاصة في الفترة الأخيرة وقيامها بمساعدة العديد من الدول حول العالم في مكافحة مرض الكورونا، وكذلك دور روسيا الإيجابي في سوريا وقيام وصمود وتحدي محور المقاومة في غرب آسيا، وهذه الأحداث تؤدي إلى حدوث انعطاف في قلب جماهير الشعب اللاحزبية وفي هذه الحالة من واجب أحزاب الطبقة العاملة الاستفادة من هذا الانعطاف، ومساندته، والعمل على تحفيزه في الأوساط والفئات ذات العلاقة وكيف نبذل كل ما بإمكاننا لكي نصل الى اتفاق مع هذه العناصر التي لا تنتمي للطبقة العاملة، وقيام ونجاح القائمة المشتركة داخل اسرائيل مثال على ذلك، لكي نسهّل أحداث تراكمات كمية تقدميّة ثوريّة، فالحياة لا تعرف الجمود، من أجل الوصول بأسرع وقت الى نقطة القفزة النوعية، الثورة الاجتماعية، وبناء مملكة الحرية على الأرض.

وفي النهاية " فقط مادية ماركس الفلسفية بيّنت للبروليتاريا الطريق الواجب سلوكه للخروج من العبودية الفكرية التي كانت تتخبط فيها حتى ذاك الوقت جميع الطبقات المظلومة. فقط نظرية ماركس الاقتصادية أوضحت وضع البروليتاريا الحقيقي في مجمل النظام الرأسمالي" (لينين – مصادر الماركسية الثلاثة وأقسامها المكونة الثلاثة).

ولذلك علينا أن نتمسك بكلمة شيوعية وأن نرفعها بجرأة وكفاح ونضال رافعين العلم الأحمر.

عاش الأول من أيار ولتبقى الراية الحمراء مرفوعة خفاقة رمزا للنضال.

يا عمال العالم اتحدوا



المراجع:

لينين – في الايديولوجية والثقافة الاشتراكية

لينين – في الأممية البروليتارية

لينين – ضد الجمود العقائدي والانعزالية في الحركة الشيوعية

ماركس – إنجلس – مختارات