تصعيد الانتفاضة بعد رفع الحجر الصحي الأسباب والاهداف والاليات


صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن - العدد: 6549 - 2020 / 4 / 28 - 00:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

انطلقت دعوات كثيرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي لمظاهرات مليونيه بعد رفع الحظر تحت شعار "وعد ترجع الثورة"، ومن المتوقع أن يكون تصعيدا كبيرا لعدة أسباب، منها ان الوضع الاقتصادي والاجتماعي البائس الذي خرجت بسبه الجماهير المنتفضة لم يتغير، رغم دخول الانتفاضة شهرها السادس، وكذلك ازدياد الأوضاع السيئة للكادحين والمعطلين عن العمل بسب الحظر الصحي, فضلا عن الانخفاض الكبير في أسعار النفط الذي ستتبعه إجراءات تقشفية تمس حياة غالبية المواطنين، ولاسيما القطاع العام، لذا من المتوقع ان تشارك فئات اجتماعية بأعداد اكبر ، ومنها شريحة العمال والموظفين في القطاع العام، علاوة على ذلك المماطلة والتسويف من قبل الحكومة، وتكليف مرشح لرئاسة الوزراء من داخل المنظومة السياسية الفاسدة ، واستمرار الاعتداءات المتكررة على المنتفضين المتواجدين في الساحات، كل هذا أوصل المنتفضين الى قناعة ان لأحل الا بإزالة هذا النظام القمعي الفاسد.
نتيجة لذلك تكونت حالة جديدة، او بالأحرى مستوى اعلى في الصراع ضد قوى الإسلام السياسي الحاكمة، يتوجب ان لا تقتصر الأهداف كما في السابق على تحديد مواصفات لرئيس الوزراء المكلف تختاره الأحزاب الحاكمة ويصوت عليه البرلمان المقاد من قبل قادة هذه الأحزاب، بل ينبغي ان تتعداها الى الهدف الأساسي و الا وهو اسقاط النظام الطائفي القومي المحاصصاتي الفاسد، وانهاء سياسته الليبرالية الجديدة التي جرت الويلات على المجتمع من بطالة وافقار وتهميش، وطرح الاشتراكية بوصفها بديلا عن النظام الرأسمالي الحالي , لان التحولات السياسية الحالية لا يمكنها تحقيق الحرية و المساواة الا بقدر تطور قوى البروليتاريا الاشتراكية فيها بحيث تنظم نفسها و تقدم على ثورة مستمرة لإرساء حكومة عمالية و بناء الاشتراكية أي أنشاء نظام سياسي جديد قائم على الحرية والمساوة، ويوفر حياة حرة ورغيدة للجماهير.
وللوصول لهذه الأهداف لابد من اتباع اليات جدية وعملية تتناسب ومستوى الصراع الحالي، تبتعد عن العفوية، وتنطلق من تنظيم الجماهير لأنفسهم في ساحات الانتفاضة، في مجالس ثورية تنسق فيما بينها، وتنتخب مجلس مركزي تتفق على أهدافه الرئيسية الجماهير في اجتماع علني وفق رؤية سياسية تخدم المصالح الطبقية للعمال، وتكون له صلاحيات تشريعية وتنفيذية، ويمكن عزل أي مندوب فيه إذا خالف البرنامج المتفق عليه في اجتماع عام وعلني للجماهير، وتعميم هذا النموذج في الاحياء السكنية وأماكن العمل والجامعات.
بهذا سوف تستلم الجماهير السلطة تدريجيا ويزاد انعزال أحزاب الإسلام السياسي، كما تسمح هذا الالية أيضا بانضمام قطاعات واسعة من المجتمع، لم تساهم بشكل فاعل لحد الان بسب عفوية الانتفاضة وعدم وجود قيادة ورؤية سياسية واضحة، وهنا ستتحول الانتفاضة الى ثورة وتنتصر وتحقق أهدافها. اذن الحركة بحاجة الى أن تكون متمحورة حول السياسة و ان تكون منظمة و تقرر و تقدم على تشكيل المجالس الثورية بمثابة أداة حكم و سلطة في كل مكان.