خواطر رمضانية كورونية


مازن كم الماز
الحوار المتمدن - العدد: 6547 - 2020 / 4 / 26 - 11:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

يصوم عشرات أو مئات الملايين حول العالم اليوم بسبب إهلاسات شخص واحد اسمه محمد .. لو أتيحت لك الفرصة لتفعل مثله بهذه الملايين اليوم و بالمليارات التي قبلها و بعدها , ماذا كنت تود منهم أن يفعلوه ..

هل كان محمد واع أنه كان يكذب بكل قصد و تعمد , على تلك المليارات , لكي ينال كل ذلك التقديس في حياته من عشرات , ثم مئات ثم آلاف فمليارات , تنظر إليه بتقديس لدرجة أنها مستعدة دون تردد لذبح رسام مغمور في شارع باريسي مقفر أو ذبح طفل شتمه في شوارع حلب "الحرة" , فقط كرمى عيني محمد هذا .. و خمس الغنائم , و غنائم , و غنائم , ذهب و بيوت بناها آخرون و ثمار حقول زرعها آخرون و حسناوات قتل أزواجهن ثم ضاجعهن .. كل من يعرف قيمة و ثمن هذه اللذات لا شك أنه سيرى أن كل ما فعله محمد و ما فعل بعده و سيفعل باسمه كان يستحق كل ذلك الألم و الدماء و اللهاث الهستيري .. هذه الملذات لشخص واحد أو لحفنة من البشر الذين ينتسبون إليه تستحق كل هذه الدماء و الآلام و التضحيات من كل هذه المليارات التعيسة التافهة

لا شك أن من بدأ مسيرته الكهنوتية و هو يحاول أن يكون قسا أيروسيا ( نسبة للقس آيروس لا الإله الوثني إيروس ) يشبه في ذلك كبار لاعبي كرة القدم و الكتاب المشهورين الذين يجدون أنفسهم فجأة و قد أصبحوا معبودي الجماهير و هم ينتقلون من نصر لآخر .. لكن وعي محمد باستغفاله للآلاف التي أخذت تقدسه و المليارات التي ستتلوها كان قد وصل مستويات مرعبة أو إجرامية مع كل نجاح كان يحققه , كان يطلق العنان لشهوته للسلطة و ذبح رقاب أعدائه و اغتصاب أجساد السبايا , الشيء الذي سيلتصق باسمه مدى الدهر ..

يتمسك البشر عادة بما يعتقدون أنه مفتاح نجاحاتهم , غير المفهومة في نهاية المطاف , و يعيدون تكرارها دون توقف , يصبحون أسرى لها , عبيدا لها … و لأنهم يعرفون قيمة و أهمية الصدفة في هذا كله فإنهم يسجدون لها , تماما كما يفعل لاعبو الأهلي المصري أو المنتخب المصري عندما يسجلون هدفا , لقد كانت الصدفة الحاكمة لكل شيء , مرة أخرى إلى جانبهم .. خلافا لخصومهم , الذين تخلت عنهم الصدفة أو الحظ أو ما شئت .. في زماننا أو في الزمان المعاصر عموما , كان الاقتراب من سلطة ما , ليس بالضرورة سلطان بلادك , هو ما قد يمنحك حياة كحياة محمد .. يفكر المثقفون الرائجون و يكتبون أو يصنعون تماما كما يريد منهم سلطان ما في مكان ما أن يفعلوا .. بعضهم يصبح سلاطينا هم أنفسهم , هذا هو الحلم الذي يستحوذ عليهم أو على بعضهم طوال الوقت ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا

على الطرف المقابل هناك كافكا , نيتشه , فان غوخ , أشخاص لم يقدسهم أحد بل لم يعرفهم أحد من بين معاصريهم , لكن بعض من الملايين التي جاءت بعدهم و ربما ما قد يعد في وقت لاحق بالمليارات , أخذت تستمع إليهم و تقرأهم بشغف أكبر ليصبحوا بالنسبة للبعض بداية عصر جديد , فكرة جديدة , مغامرات جديدة … هناك آخرون كانوا أقل نصيبا كجورج باتاي و دي ساد , اللذين لم يصبحا و لن يصبحا في وقت ما من معبودي الجماهير المليونية لكن اللذين سيذكرهما على الدوام حفنة من المجانين و الحالمين في كل عصر .. يؤسفني أن أخبر معبودي الجماهير اليوم , من فئات معبودي الآلاف فما فوق , أنه مع اختفاء سلطان من يكتبون و يدعون له , من يتكسبون في بلاطه , سينتهي سحرهم و يختفون هم أيضا .. هذا ليس محاولة انتقامية من شخص تافه كي يعوض عن تفاهته , إنها محاولة من شخص تافه للسخرية من تفاهة البشر كلهم , نفسه قبل الجميع , من تفاهة كل ما يقدسونه و يؤمنون به , من أولئك الذين لم يدركوا بعد تفاهة أن تقتل رساما لأنه رسم إلهك أو نبيك كمهرج و لا غباء أن تقتل كل من لا يؤمن بما تؤمن به … سيؤمن أولادنا بآلهة جديدة و أكاذيب جديدة . نحن البشر أذكياء بما فيه الكفاية لنحسن أكاذيبنا و نجعلها أكثر قابلية للتصديق مع الوقت

يقول كريستوفر هيتشنز أن أحد أسوأ الأشياء التي حدثت في التاريخ هو ثورة المكابيين ضد الثقافة الهيلينية .. يقول هيتشنز أن كل شيء سار على نحو سيء منذ ذلك الوقت عندما انتصر اليهود المكابيون , السلفيون , التوراتيون , على اليهود الهيلينيين , الحداثيين , العقلانيين .. أما كيف انتصرت المسيحانية اليهودية فالمسيحية فالمحمدية على العقلانية , اكيف انتصرت لخرافة على العقل : صدفة عجيبة و تافهة في نفس الوقت , أن زيتا يفترض أن يحترق ليوم واحد , بقي يحترق لثمانية أيام , هلللويا .. من يومها و العالم يلد مخلصين يذبحون و يسبون و يستغفلون مليارات تسير و تعيش كالبهائم أو أضل سبيلا