نظام رأسمالي غير معقول و غير ضروري تماما : الجوع على - ارض الوفرة -


شادي الشماوي
الحوار المتمدن - العدد: 6543 - 2020 / 4 / 22 - 19:00
المحور: ملف 1 ايار-ماي يوم العمال العالمي: العمال والكادحين بين وباء -الكورونا- و وباء -الرأسمالية- ودور الحركة العمالية والنقابية     

رسالة قارئ – جريدة " الثورة " عدد 644 ، 20 أفريل 2020
https://revcom.us/a/644/totally-irrational-unnecessary-capitalist-system-en.html
في المدّة الأخيرة ، طالعت مقال بوب أفاكيان " وهم " الحياة العادية " المميت و المخرج الثوري "حيث أار إلى أنّ " هذه الأزمة الناجمة فيروس كورونا قد أظهرت بوضوح كبير واقع أنّ النظام الرأسمالي ليس ببساطة خارج المسار فحسب و إنّما أيضا هو في نزاع جوهري مع وهو عائق أمام ، تلبية حاجيات جماهير الإنسانيّة ".
و قد فكّرت في هذا ، أودّ أن أسلّط الضوء على حالة نموذجيّة بهذا المضمار :
في المسمّاة " أرض الوفرة " [ الولايات المتّحدة ] : وقف الناس في صفوف لمسافاة طويلة و وقفت مئات السيّارات لأميال – قصد الحصول على المواد الغذائيّة . و حتّى في " الأوقات العاديّة " ، كان ملايين الناس يعانون من إنعدام الأمن الغذائي – على الأقلّ 37 مليون ، منهم 11 مليون طفل و طفلة .( أحدث تقرير لUSDA )
و هذا الرقم يتصاعد بسرعة الآن . و واقع أنّ السود و غيرهم من ذوى البشرة الملوّنة يواجهون الجوع بصفة غير متناسبة بارز حتّى أكثر . في حين أنّ :
حوالي 3.7 مليون جالونات حليب تسكب هباء يوميّا ؛ و يلقى مربّو دواجن ب 750 ألف بيضة بدون قشرة كلّ أسبوع ، و أطنان و أطنان من المحاصيل الغذائيّة يجرى نهبها . و يتبرّع عديد الفلاّحين لبنوك الغذاء و لسلاسل تجارة الغذاء . غير أنّ مثل هذه العطايا محدودة بما يمكن أن يأخذوه نظرا للنقص في التخزين الكافي و في خدمات التبريد و التخزين . ( جريدة " النيويورك تايمز " ، 13 أفريل 2020).
يقع تدمير الغذاء لأنّ هناك " فائض كبير جدّا "- لا ، ليس أكثر ممّا يحتاجه الناس ،و إنّما أكثر ممّا يمكن بيعه فى الولايات المتّحدة أو تصديره تصديرا مدرّا للربح . و لهذا لا يمكن توزيعه اثناء هه الأزمة . و يخشى الفلاّحون أيضا أن تفسد و تتعفّن المحاصيل التي يرغبون في غنيها و مرّد خشيتهم التضييقات الجديدة التي إتّخذتها الحكومة تجاه المهاجرين المكسيكيين و غيرهم و الحال أنّهم يمثّلون العامود الفقري لقوّة عمل جمع المحاصيل .
لقد عوّلت الولايات المتّحدة على توريد أكثر من 20 بالمائة من حاجياتها الغذائيّة – و الوضع الآن يشهد تأثيرا دراماتيكيّا نتيجة أزمة فيروس كورونا العالميّة . و الكثير من الغذاء المنتج قبل إندلاع هذه الأزمة تمّ بيعه إلى المطاعم و المساحات التجريّة الكبرى و المعاهد و شركات الطيران إلخ . فنجد الان القمح الليّن في أكياس نصف كيلوغرام و الخضر في صناديق ضخمة و الكريمة الحامضة في أصيص 48 أوقية . لقد تراجع بشكل دراماتيكي طلب هؤلاء المشترين بالجملة و يكافح الآن الفلاّحون لإعادة تصوّر و إعادة توجيه أنظمتهم لتنتج و توزّع الغذاء إلى الإستهلاك العائلي . بيد أنّ العديد منهم قرّروا أنّ مثل هذا الإستثمار لا يستحقّ الجهد المطلوب .
و يترافق هذا مع مساعى لحرمان 755 ألف إنسان من قصاصات الغذاء من خلال التشديد على متطلّبات العمل ( في وقت لا يقدر فيه الكثيرون على العمل ) . (18 أفريل 2020 VOX.COM)
و بينما قد يكون كلّ هذا معقولا من وجهة نظر حاجيات رأس المال ، فإنّ سير هذا النظام و سياسات الساهرين على سيره حاليّا ، الفاشيّون ، غير معقول نهائيّا و كلّ هذا وجب كنسه – منذ زمن بعيد !
و نشعر بهذا حتّى اكثر لمّأ نعقد مقارنة بواقع أنّه في مجتمع إشتراكي حقيقي ، مجتمع كالذى وصفه بوب أفاكيان في " دستور الجمهوريّة الإشتراكية الجديدة في شمال أمريكا " : توزيع الغذاء و إنتاجه سيكون مغايرا تماما نسبة لما يحدث في ظلّ الرأسماليّة – ليس من أجب الربح و إنّما من أجل تلبية حاجيات الناس . و إبّأن أزمة ، ستوجّه الموارد و العناية إلى إعادة هيكلة و إدخال تعديلات ضروريّة لإنتاج الغذاء و حصول كلّ فرد عليه ، لا سيما أولئك الذين هم في أمسّ الحاجة إليه . و سيُقام كلّ هذا ليس للناس في هذا المجتمع وحسب بل للقدرة على تلبية الحاجيات الملحّة للبشر عبر العالم قاطبة .
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------