وجه الدعوة الحقيقي للمقارنة ..


حمدى عبد العزيز
الحوار المتمدن - العدد: 6533 - 2020 / 4 / 9 - 16:20
المحور: ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات     

أمام حالات المقارنة التي تم تداولها عبر منصات الرأي العام ومواقع التواصل الإجتماعي بين موقف رجل الأعمال المصري محمود العربي الذي رأي عدم تخفيض أجور عمالة مصانعه في ظل الظروف التي طرأت علي أثر تفشي وباء الكرونا وانكماش النشاط الإقتصادي ، وبين موقف الميلياردير المصري الشهير نجيب ساويرس في ظل هذا الظرف والذي رأي تخفيض رواتب عمالته ومستخدميه إلي النصف مع مطالبة الدولة بالمزيد من دعم رجال الأعمال ..
أمام هذا وذلك أري نفسي ضد لوي عنق المقارنة بين العربي وساويرس وعقدها علي أساس الوطنية أو الدين أو الذهاب بها لأي معني طائفي أو أخلاقي ..
فمن وجهة نظري الشخصية أن الفارق بين العربي وبين ساويرس هو الفارق بين رأسمالي ذكي ينظر في مسعاه لتحقيق الربح إلي ماهو أبعد من المكسب العاجل بحكم تملكه لعملية اقرب إلي القطاعات الرأسمالية الإنتاجية ، وبين رأسمالي آخر اقرب إلي قطاعات المضاربة افقدته شدة الحرص علي المزيد من الربح والربح السريع ميزة النظر للأمام ..
هو فارق بين الرأسمالي الذي يري أن انهيار العمل الأجير هو انهيار للإستهلاك ومن ثم تعذر الإنتاج إلا بوتيرة أقل وصولاً لانهيار الأسوق ، وتعثر معدلات الحصول علي فائض قيمة إن لم يكن تعذرها نهائياً ..
، وبين رأسمالي لايري إلا من موقعه كمضارب ومقامر غارق في الكمبرادورية حتي أذنيه حيث لاشئ يهم سوي الربح المتدفق قياساً علي عداد دقائق ساعة يده ، وبالتالي هو يري أن كل جنيه يتم دفعه لقوة العمل الأجير هو خصم من حقه المقدس في مراكمة الربح والثروة ..
هناك رأسماليون أذكياء يدركون أن بقائهم مرهون ببقاء المنتجين والمستهلكين .
، وهناك رأسماليون غير ذلك يقولون (أنا.. ومن بعدي الطوفان) ..
كذلك فإن هناك فارق هام بين رأسمالي يحصل علي فائض القيمة من ناتج طبيعة نشاط التصنيع الرأسمالي (حتي ولو كانت صناعات تجميعية) ، وهذا ماهو في جوهر حالة العربي ، وبين من رأسمالي يقتنص فائض القيمة عبر انخراطه في عملية رأسمالية تقوم طبيعتها في الغالب علي المضاربة وأسواق الأوراق المالية .. وهذا ماهو جوهري في حالة ساويرس ..
كل حالة تنتج قيمها ، وسلوكها ، وطابعها الإجتماعي ..
وتنتج ثقافتها الخاصة
وتؤثر علي مجالات الرؤية ..