يا مولانا ..


حمدى عبد العزيز
الحوار المتمدن - العدد: 6526 - 2020 / 3 / 30 - 01:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

يامولانا ..
تزرف دموعك علي إيقاف شعائر صلاة الجمعة في المساجد لمحاصرة خطر إنتشار وباء الكرونا ، وتنتفخ أوداجك حين ترفع عقيرتك مستنكراً ، صارخاً في وجوهنا
- إنكم بذلك تمنعون علاج الله !!!!

، يامولانا
تدعوا الله في كل خطبة صلاة جمعة أو أي خطبة في قنواتك الفضائية ، وعلي كافة منابرك المتعددة .. أن يشفي مرضي المسلمين قاصراً شفائه ورحمته عليهم ..

، وأنا كشخص لايدعي لنفسه الورع ولا التدين الأفضل .. يحمد الله علي أنه قد جعل أسباب الشفاء في يد الأطباء والعلماء ، لافي يد العمائم ..

قد لاتدري يامولانا
(ووقتها تكون ساذجاً عظيماً أو واهماً أعظم)
أنك حين تتضرع بهذا الدعاء
وتطلب من التابعين ترديد كلمة (آمين) .. فأنت وقتها تسئ إلي الخالق - الذي يمسك بميزان العدل والرحمة - في هذه الحالة حين تدعوه أن يقصر منح الشفاء إلي أتباع ملة دون غيرها أو للمؤمنين به دون غير المؤمنين ، وكأنك تفترض أنه ولابد أنه سيوزع رحمته علي عباده وفقاً للمحسوبية التي تطلبها لنفسك ولأتباع ملتك علي منابر الصلاة ، والمنابر الأخري ..

الحمد لله ، والشكر لله
الرحيم بالجميع ..
الله المحبة ..
الذي لم يرهن رحمته علي مشيئة أصحاب العمائم أو حملة صكوك الغفران ..
نحمده علي أنه لايستجيب لدعوات الرجال الجوف ، المحشوة رؤوسهم المعممة بالقش ..

(ومعذرة علي الإضطرار إلي استعارة وصف الرجال الجوف من الشاعر الإنجليزي الخالد توماس إليوت) ..