تمديد الحظر ومعيشة الكادحين وسلطة الإسلام السياسي القبيحة


صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن - العدد: 6524 - 2020 / 3 / 27 - 01:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

تسوء أوضاع الكادحين يوما بعد آخر، وتزداد معاناتهم واسرهم بشكل قاس جداً، فالعمل الذي كان بالكاد يسد حاجتهم اليومية، تلاشى وانتهى مع فرض الحظر الشامل؛ من كان يعيش على مبلغ العشرة الاف دينار، هو اليوم قد فقدها، وهؤلاء يشكلون نسبة عالية جدا مما يسمى بقطاع "العمل الهش"، الذي يفتقد لأي ضمان اجتماعي، فالذين يعملون سائقي تاكسي او اصحاب "الچنابر" او من الذين يعملون "حمالين" في "الشورجة" او "جميلة" او "الكفاح"، او من يعملون في "علوات" الرشيد او التاجي، او عمال المطاعم والمقاهي والنوادي، او عمال "المساطر" الذين كانوا يفترشون الأرض في ساحة "الطيران" وساحة "55" وساحة "العروبة" في الكاظمية، او الذين يبيعون الشاي والسكائر والملابس البالية، او الذين يعملون في المولات الكبيرة، او الذين يعملون على جمع النفايات و "الدواره"، كل أولئك وغيرهم الكثير ممن قد سد مرض كورونا الأبواب بوجهم، وهم الان يعانون الامرين، بسبب تكلفة الحياة، فكيف سيدفعون بدلات ايجار السكن او تسديد أجور "مولدة الكهرباء"، واجور الماء الصافي، واجور الانترنت او كارت الموبايل، كيف يمكن ان يديموا بقائهم او وجودهم وحال المواد الغذائية في تصاعد، هل يستطيعوا ان يذهبوا الى الطبيب اذا ما لحق بهم او بعوائلهم مرض ما.
ان هذه الفئة الواسعة جدا من الكادحين يعيشون اليوم ظروفا قاسية جدا، فلا يلوح بالأفق أي شيء يمكن ان ينقذهم من وضعهم المزري والبائس، وسلطة الإسلام السياسي لا يرتجى منها شيء، فهؤلاء مجموعة عصابات وبلطجية ومرتزقة وقطاع طرق ولصوص، ولا يمكن ان يكونوا عونا للكادحين يوما ما، بل انهم باتوا يتاجرون بقضية هؤلاء الكادحين والمحرومين، بأرسال سلال من مواد غذائية بسيطة لبعض العوائل الفقيرة جدا، بشرط التصوير ورفع صور قادتهم وزعمائهم، في خطوة لتحسين مظهرهم القبيح والقذر؛ سلال غذائية مع صور، يا للقذارة، في بلد فاقت موازناته اكثر من الف مليار.
لكن الجميع يعلم ان هذه السلطة الميليشياتية النهابة قد احترقت ورقتها مثلما يقال بين أوساط الجماهير، وفي يوم ما ستكنسهم هذه الجماهير، وترميهم في مزبلة التاريخ.