ما الذي يحاول تعليمنا وباء الكورونا؟


طلال الربيعي
الحوار المتمدن - العدد: 6515 - 2020 / 3 / 16 - 10:01
المحور: ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات     

ادناه ترجمتي لمقال
What Is Covid-19 Trying to Teach Us?
by H. Bruce Franklin
https://www.counterpunch.org/2020/03/13/what-is-covid-19-trying-to-teach-us/?fbclid=IwAR2WRApHb9XGFqh7r4PuibUEtKiXPqRHOj2PB5UP2vuGzmqGC9dIxu-xQFI

H. Bruce Franklin ولادة عام 1934 لأكثر من نصف قرن ناشطً تقدميً ومؤرخً ومؤلفً شهيرً. حازت كتبه التسعة عشر الرائدة ومئات المقالات على جوائز كبرى لإنجازه مدى الحياة في مجالات متنوعة مثل الدراسات الأمريكية والخيال العلمي وأدب السجون وعلم البيئة البحرية.
https://www.hbrucefranklin.com/
--------------
يرى بعض الناس العالم على أنه عدد لا نهائي من معارك الجوائز ، لكل منها فائز واحد وخاسر واحد. بالنسبة لهم ، الحياة عبارة عن سلسلة لا تنتهي من هذه الألعاب ذات المجموع الصفري (اي ان السعادة كمية محدودة قيمتها مثلا X وسعادة الآخر ستقلل بذلك من سعادتي. ط.ا). لسوء الحظ ، أحد هؤلاء الأشخاص هو رئيس الولايات المتحدة.

أحد الأمثلة على شيء ليس لعبة محصلتها صفر هو وباء عالمي. مرض شخص آخر ليس مكسبًا لي بل تهديدًا. لا مكاسب لأمة من خسارة في دولة أخرى. لمكافحة العدوى ، السلاح الرئيسي هو التعاون ، على جميع المستويات ، من العلاقات الشخصية إلى الدولية. على المستوى الدولي ، يعد تقاسم الموارد و وتبادل المعلومات أمرًا ضروريًا ، لأن أي ضعف في أي دولة يهدد شعوب جميع الدول الأخرى.

اعتقدت الدول التي تقاتل بعضها البعض في الحرب العالمية الاولى عكس ذلك. لذا عامل كل واحد ، بما في ذلك الولايات المتحدة ، الوباء المتنامي لعام 1918 (الانفلونزا الاسبانية. ط.ا) على أنه سر عسكري. أصبح وجود الفيروس القاتل علنيًا فقط لأن إسبانيا ، التي لم تكن من الدول المتحاربة ، رفضت فرض رقابة على الأخبار حول المرض. تتراوح تقديرات الوفيات من وباء عام 1918 من 17 مليون إلى 100 مليون. قتلت الحرب بشكل مباشر 53000 أمريكي. قتل الفيروس ما بين 500،000 و 675،000 أمريكي. إن نظرة أعمق ستكشف أن خراب الحرب ، إلى جانب ثقافة الحرب المنحرفة ، كانت أعظم عوامل التمكين للوباء ، إن لم يكن من أسبابها.

اليوم لم نعد نخوض الحروب على نطاق واسع للحروب العالمية الأولى والثانية ، وحرب كوريا ، وحرب فيتنام ، وحرب العراق ، على الأقل لبضعة عقود. نحن نقاتل بشكل أساسي ما يسمى حروبًا منخفضة الكثافة وحروبا تجارية. لقد أثبتت الولايات المتحدة على وجه الخصوص مرارًا وتكرارًا قدرتها على تدمير الاقتصاد والبنية التحتية لدول بأكملها ، حتى الدول المتقدمة مثل فنزويلا وإيران ، باستخدام التخريب والرشوة والمقاطعة والتخريب والتضليل والتعريفات فقط.

ويثير هذا بعض الأسئلة التي لا يمكن الإجابة عليها جيدًا في مقال موجز. السؤال 1: ألم يكن هذا الإستراتيجية المفضلة الحالية لقتال الحرب هو ما دمر الاتحاد السوفييتي ، مما يجعل الولايات المتحدة الفائز في الحرب الباردة؟ كانت هناك ثلاث محاولات لاستخدام الجيوش التقليدية لتدمير الاتحاد السوفياتي. الاولى كان الغزو المنسق ، الذي شنته عام 1918 بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة واليابان وأستراليا وكندا وتشيكوسلوفاكيا وصربيا وإيطاليا وبولندا واليونان ورومانيا. ثانيًا ، كانت سلسلة الغزوات التي قامت بها اليابان ، بدءًا من عام 1931 وانتهاءً بالتدمير السوفييتي للجيش الياباني السادس في معركة خالكين جول التاريخية في أغسطس 1939. وأخيرًا ، جاء غزو القائد النازي الذي كان قد هزم بسهولة جميع خصومه الأوروبيين . هزم الاتحاد السوفياتي حتى هذا العملاق العسكري في المعركة الحاسمة في الحرب العالمية الثانية. ومع ذلك ، تركت 45 سنة من الحرب الباردة الاتحاد السوفييتي جثة عملاقة ممزقة. وبالتالي فإن السؤال الثاني: هل يمكن لاستراتيجية الحرب الباردة أن تدمر الصين ، وهي في أحدث منافسة لتكون أعظم دولة في العالم وأكثرها تقدمًا من الناحية التكنولوجية؟ حتى قبل وصول Covid-19 ، كانت الحرب الاقتصادية والسياسية التي خاضها ترامب ضد الصين مدمرة بشكل خطير للاقتصاد الصيني ، فضلاً عن إلحاق أضرار كبيرة بحد ذاتها. هذا يقودنا إلى الموضوعة الأهم.

بالتأكيد كان هناك خاسر في الحرب الباردة. لكن هل كانت الولايات المتحدة هي الفائزة؟ بالنظر إلى إحصاءات الرعاية الصحية السيئة لدينا (بما في ذلك متوسط العمر المتوقع ووفيات الأطفال والسمنة وإدمان المخدرات والانتحار) ، والبنية التحتية المنهارة ، وتعليمنا العام المشين والجهل العام ، وعدم المساواة المخزية بين واحد بالمائة وكل شخص آخر، و النظام السياسي المختل، يمكن للمرء أن يتساءل: بماذا فزنا؟ وماذا ستبدو أمتنا اليوم إذا ، بدلاً من الحرب الباردة ، كنا ابدينا التعاون في زمن الحرب مع الاتحاد السوفييتي؟ النتيجة الوحيدة المؤكدة للحرب الباردة هي أن كلا من روسيا والولايات المتحدة ما زالا يملكان سلاح يوم القيامة الذي يهدد باستمرار بمسح الحضارة البشرية وربما جنسنا البشري.

وهو ما يعيدنا إلى المشهد الكئيب اليوم المتمثل في انهيار أسواق الأسهم ، والانتخابات الأمريكية الكوميدية المأساوية ، ومرض يهدد حريتنا الشخصية ، وملذاتنا الاجتماعية ، وحياتنا. ارتكبت الصين ، التي أضعفتها الحروب التجارية والسياسية الأمريكية بشدة ، نفس الخطأ الذي ارتكبته الدول المتحاربة في الحرب العالمية الأولى: محاولة إبقاء Covid-19 سراً. إدارة ترامب ، من بين العديد من الأخطاء الفادحة الأخرى ، ترتكب الآن خطأً أسوأ وغير مفهوم حقًا: الحفاظ على التعريفات وبقية الحرب التجارية.

إنها ترتكب نفس الخطأ فيما يتعلق بإيران. قبل نشوب وباء الكورونا، نجحت الولايات المتحدة في تدمير جزء كبير من الاقتصاد والبنية التحتية الإيرانية ، وتركت تلك الدولة غير قادرة على احتواء المرض. بالكاد تساعدنا لعبة محصلتها صفر وراء هذه السياسة الأمريكية على الفوز بلعبة الموت التي يلعبها الفيروس ضدنا.

إن استمرار ترامب في حربه التجارية مع الصين يضر أيضًا بشكل مباشر بالاقتصاد الأمريكي والعالمي ، مما يفاقم بشكل كبير انهيار أسواق الأسهم في الداخل وحول العالم. يجب أن يكون هذا واضحا لواشنطن.

شارك النقاش في الفيسبوك
https://www.facebook.com/CounterPunchOrg/