الصدفة تحكم العالم


مازن كم الماز
الحوار المتمدن - العدد: 6509 - 2020 / 3 / 9 - 09:07
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات     

الحقيقة أن الصدف مهمة جدا بالحياة , أهم بكتير مما نتوقع .. مثلا لو صمد شوية عسكر بسيناء و ما كانت الهزيمة بيونيو مذلة بهذا الشكل , لو اتردد شارون أمام المضايق و قرر ينتظر أو أبسط كثيرا : لو أن عبد الحكيم عامر غلط و قال لعبد الناصر ألا يغلق المضايق , ما الذي كان سيكتبه نجم و يغنيه إمام و متى كان فيلم الكرنك و العصفور سيتم تصويرهم .. لو أن حافظ الأسد لم يدخل لبنان عام 1976 , كيف و متى كان رفاقنا بالمكتب السياسي و حزب الاتحاد الاشتراكي اللي صار ديمقراطي رح يكتشفوا الديمقراطية و يبطلوا قوميين و يغادروا الجبهة الوطنية التقدمية و البرلمان و الحكومة الأسدية .. لولا أطفال درعا و عاطف نجيب وين كان العريضي و سليم ادريس و الجولاني اليوم .. أكتر من هيك , لو واحد من قادتنا أو زعمائنا التاريخيين وفقه الله و "فتح" القدس , كم من السنين و العقود سيحكمنا هو و أحفاده و كيف سينجح أولادنا أو أحفادنا في إسقاط أو تغيير حكم سلالته و بماذا سيستبدلون حكم سلالته التي سيبدأها محرر المسجد الأقصى ذاك .. يكفي أن نذكر أن آخر دولة وطنية مستقلة قبل الدولة الحديثة التابعة كانت دولة المماليك التي استمرت من عين جالوت 1260 حتى مذبحة القلعة عام 1811 و أن حكم السلاطين العثمانيين استمر بعد فتح القسطنطينية عام 1453 حتى عام 1918 .. بالمناسبة لو لم يأت نابليون إلى مصر و بعده محمد علي متى و كيف كنا سنتخلص من المماليك و ما الذي كان سيحل مكانهم .. و متى يمكن للكوريين الشماليين أن يتخلصوا من حكم آل كيم إيل سونغ و كيف و ما الذي سيأتي بعده