موسوعة مندلي /169قصص2


احمد الحمد المندلاوي
الحوار المتمدن - العدد: 6505 - 2020 / 3 / 3 - 03:48
المحور: الادب والفن     

**تكملة بموضوعنا السابق و المنشور في هذا الموقع الممتاز يوم 14/2/2020م ،هنا ننشر بعض القصص القصيرة إتماماً للفائدة ..حيث لنا كوكبة جيدة من كتاب القصص القصيرة،سنسرد لكل واحد منهم قصة في هذا الإطار:
ليزا و صاحب الغيتار..
بقلم/د. سجى داخل المندلاوي
** يحكى قديماً في بلدة ، في زمن ما ؛أن هناك طفلة جميلة كانت وحيدة لأبيها و أمها تدعى (ليزا) ؛كانت ليزا مرحة جداً ؛ و في يوم من الأيام اجتاح البلدة مرض خطير .. و مرضت ليزا كما والداها الا أنهم استطاعوا النجاة من المرض و تجاوزوه كما حدث مع أغلب سكان البلدة ؛ألا أن ليزا قد تعرضت للمرض بشكل خطير .. وأصبحت حالتها سيئة ..و ظل الأطباء يحاولون علاجها..فهي تحت الرعاية الصحية أملاً بشفائها .
في تلك الأثناء كان دائماً منشدو الأغاني يحاولون إبهاج الناس و كذلك الموسيقيون عملوا على نفس النهج ؛ و كان من ضمنهم صاحب الغيتار ؛ ألا انّه كان ليس بارعاً في اللعب على الأوتار .. و كانوا يسخرون من أغانيه و يضحكون عليه ؛ ولا يحبذون سماع أغانيه و موسيقاه ..و لكنه كان مستمراً في سعيه الفني و عزفه على آلة الغيتار بالرغم من سخرية الجميع منه.
في أحد الأيام بكى قرب بيت ليزا و كان يضرب على الغيتار و يغني قالت ليزا :
- أماه أريد أن أسمع أغاني من هذا الرجل صاحب الغيتار . أريده يا أمي أن يغني لي و يعزف على غيتاره !!..
وقبل أن تذهب الأم الى صاحب الغيتار ،لتدعوه الى البيت ..فردّ أبوها و لكن يا ابنتي انه غير بارع،سيزعجك بأغانيه القبيحة،أن أردتِ سأحضر لكِ الأفضل من هذا العازف.. فقالت ليزا:
- أبي لم يبقَ لي الكثير من الوقت؛و حياتي أصبحت قصيرة جداً، أرجوك أسرع إليه لن أكمل يوماً آخر من عمري،و فعلاً كان يبدو عليها سوء الحال و غلب عليها المرض ..و لم تكن لتتجاوز تلك الليلة .. فجاء الأب محضراً صاحب الغيتار معه الذي لم يكن ليتصور انَّ أحداً سوف يدعوه و يأجره ليعزف فنه و ينشد أغانيه؛ الآن حان الوقت بان يعزف أحلى ما لديه لانَّ ابنته مريضة ..ففكر صاحب الغيتار بعدما رأى الطفلة المريضة و كان وجهها شاحباً و يائساً من الحياة.. ففكر بما يبدأ بالعزف ، بدأ بعزف أغنية طريفة ؛ ضحكت ليزا ..و ظلت تضحك بعد ذلك مع الأغنية حتى قامت من الفراش من كثرة ضحكها بكت .. خرج أبواها لرؤية ابنتهم تنهض من فراش المرض بصورة اعتيادية ..لما رأوا هذا المشهد ،و سعد الجميع ،ثم أقاموا احتفالاً كبيراً بهذه المناسبة السعيدة و على شرف صاحب الغيتار.
و هكذا أصبح صاحب الغيتار مشهوراً من ذلك اليوم بقطعته المضحكة الشافية من الأمراض. و هكذا لابد لنا أن نرى آراء الناس دوماً صحيحة فربما تكون فكرة واحدة قادرة على انجاز المستحيل.