بعد الجريمة المروعة في مدينة هاناوا/ المانيا: احتجاجات واسعة ومطالبات بنزع سلاح النازيين الجدد رشيد غويلب


رشيد غويلب
الحوار المتمدن - العدد: 6497 - 2020 / 2 / 22 - 23:53
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر     

في ليلة العشرين من شباط الجاري عاشت المانيا جريمة جديدة ارتكبها النازيون الجدد راح ضحيتها 9 أبرياء. لقد هاجم توبياس راثين، البالغ من العمر 43 عامًا، مقهى للأركيلة في وسط مدينة هانوا القريبة من مطار فرانكفورت، وقتل أربعة من رواده. وبعدها هاجم كشكًا في أحد احياء المدينة واثناء مروره هاجم سيارتين. لقد قتل خمسة أبرياء آخرين، كلهم من المهاجرون، قبل ان يقتل والدته البالغة من العمر 72 عامًا وينتحر في شقته، والجاني، وفقا للمحققين، من هواة الصيد، ويملك بندقية مرخصة، ولكن ليس من الواضح، حتى ساعة اعداد هذا التقرير، نوع السلاح الذي استخدمه في تنفيذ الجريمة. وبعد 8 ساعات على تنفيذ الجريمة تم الكشف عن رسالة اعتراف، وتسجيل فيديو، وتبين أن الجاني نازي ومهيأ لممارسة القتل. في البداية، تكهن مراسلو الصحافة اليمينية الشعبوية، فتحدثوا مرة أخرى عن أسباب الجريمة المحتملة مثل محاولة ابتزاز المال، او ان الجريمة حدثت تحت تأثير المخدرات، في الوقت الذي احتفل فيه أنصار النازيين الجدد في الانترنيت مذكرين بجرائم سابقة مماثلة، مع كثير من الاطراء على الجناة. والحقيقة ان الجريمة رغم بشاعتها لم تكن شيئا مفاجئا، فالكثير من النازيين مسلحون وينتظرون ساعة الصفر، "يوم الثأر"، او حالة طوارئ، لينطلقوا لتنفيذ جرائمهم. في العام ونصف العام الفائتين وحدهما، نفذ هؤلاء عدة جرائم، وتم الكشف عن العديد من الجماعات والخلايا النازية، التي قيل إنها كانت على وشك ارتكاب جرائم. وينتمي الى بعض هذه المجموعات افراد من جهاز الشرطة والجيش، وهؤلاء يتعاملون بحرفية عالية مع السلاح، فضلا عن توفر إمكانية وصولهم الى ترسانة الأسلحة.

جرائم متواصلة
ان جريمة الأربعاء ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة ويمكن الإشارة الى السلسلة الأقرب من هذه الجرائم:
في بداية تشرين الأول 2018 تم الكشف عن الخلية الإرهابية اليمينية "ثورة كمنتس"، نسبة الى اسم المدينة. وفي الثاني من حزيران 2019 تم قتل رئيس حكومة منطقة كاسل فالتر ليبكه من الحزب الديمقراطي المسيحي. وفي حزيران ايضا، وفي جولة التفتيش الثانية لمنزل ضابط الشرطة السابق ماركو ج. في ولاية مكلنبورغ- فوربومن، تم العثور على مسدس رشاش مع كاتم للصوت ، وضبط أكثر من 25 الف اطلاقة ، وقنابل تدريب تعود الى مخازن عتاد الجيش الالماني. وماركو ج هو رئيس مجموعة " صليب الشمال" ومسؤول صفحة الدردشة الالكترونية التابعة لها. وفي تموز قام أحد المجرمين بإطلاق النار على مواطن ارتيري واصابه بجروح بليغة في مدينة فشترباخ في ولاية هسن. وفي أيلول تم الأعداء على مواطن ذي ملامح اجنبية بواسطة كرات حديدية. في 9 تشرين الأول، حاول قاتل ارتكاب مجزرة في معبد يهودي في مدينة هاله، مستخدما سلاح صنعه بنفسه، وتسبب في قتل اثنين من المارة. • في ليلة رأس السنة، يطلق سياسي محلي من حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي في مدينة كولون النار على مهاجر شاب ويؤدي إلى إصابته بجروح خطيرة ، ويبقى غير معروف لعدة أيام ، ولا تصدر بحقه مذكرة توقيف.
وفي كانون الثاني 2020 تطلق النار على مكتب عضو البرلمان الأسود عن الحزب الديمقراطي الاجتماعي كارامبا ديابي. وفي منتصف شباط تم اطلاق النار على مجمع يسكنه لاجئون ومطعم تركي في مدينة هالة، وهو نفس المكان الذي تم فيه قتل مواطن في تشرين الأول عام 2019. • وفي هذا الأسبوع، تم إلقاء القبض على 12 من النازيين من مدن المانية مختلفة ، يمثلون نواةً لمجاميع لتنفيذ هجمات على مجموعة من المساجد.
وتزداد حدة المزاج السائد في البلاد بسبب التحريض العنصري المستمر على وسائل التواصل الاجتماعي - يمكن رؤية مرتكب جريمة هاناو ، على موقع يوتيوب وهو يتحدث عن أوهام مؤامرة قاسية ، بالإضافة الى البيان الذي نشره والمؤلف من 24 صفحة. بالإضافة الى الخطاب العنصري اليومي الذي تنشره أحزاب ومجموعات النازيين الجدد مستغلة وجود بعضها كحزب "البديل من اجل المانيا" في البرلمانات المحلية وفي البرلمان الألماني. والتحريض موجه ضد المنظمات والأشخاص وأعضاء البرلمانات الذين يدافعون عن اللاجئين، والناشطين في المشاريع الاجتماعية والمشاريع الخاصة بالدفاع عن النساء، وكل الذين لا يناسبون المخيلة العنصرية للنازيين الجدد.
وهناك أسلحة، والآلاف من الجناة المحتملين ينتظرون لحظة الضربة. البعض يفعلون ذلك بالفعل. حتى لو لم يتوقع المرء الكثير من المؤسسات الحكومية في الحرب ضد النازيين الجاهزين للقتل ومساعديهم "المدنيين" والمحرضين، فإن رد الفعل الوحيد الممكن الآن هو التركيز باستمرار على نزع سلاح هذه المجموعات المستمرة في التخطيط لجرائم مقبلة. وبالمقابل يجب أن يتحول التضامن مع الضحايا الى عمل ملموس، وان تتوفر الحماية الكافية والأمان للمجموعات السكانية التي يستهدفها النازيون الى جانب الضغط السياسي المطلوب معهم إلى عمل: يجب أن نضمن أن تحصل الفئات المستضعفة في المجتمع، والتي هي محور الفتاك للنازيين، على الحماية حتى نتمكن من العيش بأمان ودون خوف في هذا البلد. علينا أن نوفر الضغط السياسي الذي سيكون له عواقب وخيمة.