عشتار الفصول:111953 سورية والاجتماع الأشوري الموسع لتأسيس برلمان في المنفى .


اسحق قومي
الحوار المتمدن - العدد: 6494 - 2020 / 2 / 18 - 13:51
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم     

عشتار الفصول:111953
سورية والاجتماع الأشوري الموسع لتأسيس برلمان في المنفى .
الوطنية الصادقة ليست انفعالات هوجاء.وردود فعل عمياء بل نصف الصبر حكمة ونصف الحكمة صبر.
وطني سورية وكفاحي من أجله منذ أن كنتُ يافعا (الحرس القومي ).وحتى اليوم لا أبيعه، ولا أبدله بكلّ كنوز الأرض، وهذا ليس بكلام استهلاكي وإنما هو الحقيقة التي لا تقبل النقاش ، وأتذكر جيداً حين دعوني لباريس يوم بدأت الأحداث المأساوية في وطني في عام 2011 م . رفضتها جملة وتفصيلا .رغم أنهم قالوا ليّ الكبار يدعونك ياسيدي .ــ والكبار هنا المقصود بهم كبار المعارضة ــ.يومها رفضت ُ أن أجلس مع أيّ كان .ولكون الأمور ليست واضحة في وطني واستغربتُ يومها أن تحدث في وطني مايحدث .ولأننا كُنا وسنبقى. نقرأ الأحداث ومجريات الأمور بشعور المسؤولية التاريخية وعقل نافذ نقول بأنّ ووطننا سورية خط أحمر فاقع بالنسبة لخياري ووجهتي .ولا أقبل أن يزاود علي أيّ قزم أو تاجر ٍ أو مراهق فكري أو سياسي ومن كان .وخاصة تجار الوطنيات المكشوفة وأصحاب الأقلام الصفراء والسوداء.أو أولئك الذين خانوا تراب وطننا، أو ممن تاجر بالوطن وأمتلك البيوت والكراسي ،ويزهو كالطاوؤس ونحن نموت في اغترابنا . فأنا لم أحصل على أية ميزة من تلك الميزات التي استغلها من باعوا الوطن ،وعبثوا فيه ، وتاجروا في أرضه وعرضه.ولا أسمح لنفسي أن أكون قاضيا هنا .علي أن أكون مخلصا لوطني سورية حتى نهاية عمري وكفى بالله معتقدا. وأعلم علم اليقين بأنّ هناك المئات ممن يتربصون بي
ليلا نهار لكن هيهات وهيهات لهؤلاء الأقزام وفقاعات الصابون .
لهذا أعلنها على الملأ لستُ تاجراً ولن أكون حتى لو كان الثمن مايكون.
أما عن دعوتي إلى الأجتماع الثاني الموسع في مدينة (مانيز بألمانيا) لتأسيس برلمان أشوري في المنفى.فقد دُعيتُ كممثل ٍ عن المركز الأوروبي لدراسات الشرق الأوسط وكمستشار للمنتدى الدائم للأقليات …
والذي انعقد يوم السبت الماضي الواقع في 7/2/2020م. فأنا لستُ صاحب المشروع ، ولستُ من اللجنة المختصة في التحضير والتهيئة .كما لستُ ممن رتب له ووجه الدعوات للوفود القادمة من جهات الأرض كلها .
رغم أني أثمن للمؤتمرين عندما اختاروني في اليوم الأول لأكون أحد الخمسة الذين تشكلت منهم اللجنة المسيرة للإجتماع .وأشكرهم على أنهم اختاروني من اللجنة الموسعة أيضاً.
إلا أنّ المؤتمر كان برأي المتواضع لايخلو من منحدرات تؤدي إلى ماتؤدي إليه .في جانبه التنظيمي أولاً وإخراجه الشكلي ثانياً .ومنهجية سير المعالجات ثالثاً.
ورغم قناعتي وخبرتي ـــ حتى لا أظهر بمظهر المتمرد وغير المتزن والمتغطرس كما يفعل المراهقين .ـــ فقد أغلقت جُرحي بكمشة من ملح .وأنا أهدأُ من روع الأخ أكرم وردا الذي كان بجانبي حين قال أٍسمعتَ؟!! وكنتُ في تلك اللحظة أقرأ الكراس الذي وزعوه علينا لأن المتحدث كان يتحدث باللغة الإنكليزية فقلتُ أستغل الوقت لأرى مايحتويه الكراس عن اجتماع يريفان.
إن ثبات المرء لايكون عندما تكون اللحظة والحالة هادئة، بل الثبات يكون أثناء العواصف والملمات.وقدرة الرجل حين يتحكم بالعواصف .
لن أطيل حتى يفهم من يريد أن يفهم.
أنا مع فكرة مشروع قيام برلمان أشوري في المنفى حتى يكون مرجعية سياسية أمام المحافل الدولية كما وأُمن بأن قضية أبناء شعبي بتسمياته المختلفة بحاجة ماسة إلى مثل هذه المرجعية .لهذا لا أتحفظ على جوهر الفكرة وأصولها وأهدافها الحقيقية والسامية .وإنما أتحفظ وأرفض رفضاً قاطعاً على حيثيات قيامها ،والطرق والمناهج المتعبعة في تنفيذها .لماذا ؟
أولا ً: أيّ فكرة تؤدي إلى قيام علاقات تُخالف استراتيجية وطني(سورية) . فأنا في حلّ من هذا . ولا أكتفي بالتحفظ عليها بل أقول : عليَّ أن أُغادر المكان الذي يُخالف معتقدي ورأيي. ولهذا عندما تأكد لي في يوم الختام
بأن ذاك المتحدث باللغة الإنكليزية الذي استطعنا أن نوقفه في اليوم الثاني ولم يتحدث بشيء أو يُشارك بشيء.أنه سيتحدث في الجلسة الختامية . وقبل انعقادها بساعة طلبت من الأخ أكرم وردا أن نُغادر فوراً حتى دون أن نودع أي ّ من الموجودين الذين كانوا يتهيأون للجلسة .غادرنا لكوني لستُ على استعداد أن أتقبل إهانة فكري والعبث بوطنيتي وعمري لأيّ أمر كان .مهما كان وسورية ليست سلعة حتى أُقايض عليها .ختاماً.
ألف مهرجان، وألف مؤتمر، وألف تجمع لا يكون منسجماً مع رؤيتي الوطنية فذاك لايعنيني.ألف لقاء ، وألف راية لا تخفق من أجل سورية والسلام الحقيقي فذاك لايعنيني
ولا تعنيني أيضا المزاودة ولا التشهير.
لكنما أكتبها للتاريخ بأنني دُعيتُ وحضرتُ قسما من الاجتماع(المؤتمر) .إنما غادرته على عجل حفاظاً على مكانتي الأدبية والوطنية وعمري الذي ضاع في محطات الغربة.
لايعنيني أين انحرف المؤتمر ومتى، وكيف وما هي النهايات؟!!
لايعنيني غير شيء واحد هو أنني كنتُ متصالحا مع نفسي وتاريخي .
ولو أردتُ ميزة ما خلال ثلاثين عاماً من اغترابي لوجدتني الآن غير ما أنا فيه. لكن العزة والكرامة والوطنية الصادقة أفضل من تجارة العالم كله.
لاتعنيني أقوال المؤيدين والمعارضين ، الأقرباء والأصدقاء والغرباء .لاتعنيني أقوال السفهاء والسخفاء .لا تعنيني أقوال من يقولون عن وطني سورية فمن رمادها سيكون عهدها الجديد ..لكن هي عندي وأقسم بترابها وإنسانها هي .أُمي….أُمي...أمي..فهل رأيتم من باع أمه إلا من فقد كل كيانه وشرفه وكرامته وعزته ؟!!
عاشت سورية بتاريخها الطويل الحامل لجراحات أهلها ومكوّناتها.
عاشت سورية وعاش الشرفاء فيها وعليها.
وليسقط كل الخونة والمتآمرين والمتاجرين بها.
عاشت سورية رغماً عن نيران العالم وحربه على أرضها .
أؤمن بأنها ستولد من رمادها وستعزف سمفونية الحياة من جديد وبدماء شهداء جيشها وشعبها الأبي والمخلص والشريف ،سيولد وطننا الحبيب .
أُقبل ترابك ِ وسأبقى لكِ مهما عصفت بي الرياح الهوجاء.
ستبقين وجهتي رغما عن الغياب والموت.
أُحبك…………………………..سورية.
اسحق قومي.
15/2/2020م