ان كنت ناسي افكرك


عدلي عبد القوي العبسي
الحوار المتمدن - العدد: 6491 - 2020 / 2 / 13 - 13:38
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية     

ممارسه النكران او الجحود و تصنع النسيان وفقد الذاكره نجدها عند الكثير من المتعلمين والمثقفين
ثمه من يردد كالببغاء لماذا 11 فبراير ؟
وكأنه يعتبر الحدث انما هو فعل غوغاء وحماقه ارتكبه جمع جاهل مغرر به فعل لا لزوم له ذهب بالبلد الى مهالك الجحيم او جزء من المؤامره الكبرى على الامه وووو غيرها من الاحاديث السخيفه التي تنم عن غباء وجهل فضيع او نسيان وتناسي في احسن الأحوال
أقول لهؤلاء ان

11 فبراير هي انتفاضه شعبيه ترتيبها الثاني في سلسله انتفاضات شعبيه ثلاث قامت في اليمن بين اعوام 2007 & 2014 ضد نظام سياسي عسكري قبلي هيمنت فيه قبيله حاشد وحلفائها على السلطه بدعم سعودي اميركي
وذلك عقب التخلص من نظامين وطنيين في الشمال والجنوب هما نظام الحمدي القومي الناصري في الشمال 1978ونظام الحزب الاشتراكي الثوري الماركسي في الجنوب 1986وهما النظامان السياسيان اللذان نتجا عن ثورتي سبتمبر واكتوبر في الستينات( ثوره التحرر الوطني)
سيطر الاخوان والسلفيون على مؤسسات الهيمنه الايديولوجيه وعلى المجال العام
وسيطرت الشركات الاجنبيه والكمبرادور والبيروقراطيين الفاسدين والعسكر على الاقتصاد وتم تدمير كل المكتسبات الاجتماعيه تدريجيا وحسب املاءات صندوق النقد الدولي وسياساته الراسماليه المتوحشه
فكانت النتيجه افقار اجتماعي وتمايز اجتماعي وتفاوت حاد في الدخل وتدهور مستوى المعيشه للسواد الاعظم من الشعب وانهيار للطبقه الوسطى وبطاله وفساد ونهب للمال العام وتكوين اقطاعيات للرموز الكبرى وعنف وحروب و واحتكارات مخصصه للبعض وغلاء اسعار وتدهور في التعليم والصحه والاخلاق وتعاظم ظاهره التطرف الديني ونزعه التكفير وتعاظم سطوه الاستبداد وقمع الحريات المدنية والسياسية بل و تراجع شامل على كل المستويات وانحطاط عام ونشوء ازمه وطنيه اجتماعيه سياسيه واقتصاديه تعاظمت مع بروز صراع مراكز القوى وتزايد الاطماع الاستعماريه.
في الواقع البلد كانت تحكمه اللجنه الخاصه السعوديه منذ مطلع السبعينات عبر عساكرها ومشايخها في اليمن بالتحالف مع التجار الفجار وبتطبيل واحتفاء شديد من قبل المثقفين الليبراليين المتأمركين الانتهازيين والتكنوقراط المنحدرين من الطبقه الوسطى
كما شاركت السفاره الاميركيه في حكم البلد منذ مطلع الثمانينات
وتم تعبئه من يسمون بالجهاديين لمحاربه النظام الوطني الثوري التقدمي جنوب البلاد تحت ستار الدين
في الوقت الذي جرى فيه تصفيه وابعاد الالاف من الكوادر الوطنيه من جهازي الدوله العسكري والمدني
خاصه اعقاب حرب 94الظالمه
ساكتفي بهذا القدر من الحديث عن السلبيات والاخطاء والانتهاكات التي لا تكفي المجلدات الضخمه لاحتوائها و اظن ان ما قلته لا يمكن ان ينكره الا غبي او جاهل او شاب غر صغير السن او مصلحي منتفع حقود كان ينتمي الى السلطه الساقطه او ايديولوجي خاضع لسطوه التضليل والوهم والخداع والتعبئه الاعلاميه الموجهه لاعلام السلطه.
واذا كان هناك من ينتقص من قيمه فبراير بسبب انحرافها وركوب تنظيم الاخوان الاسلامي الرجعي العميل الذي كان جزءا من النظام السابق واحد عناصر الثوره المضاده ضد ثوره الستينات هذا الانضمام والاحتواء اللاحق لا ينقص من قيمه انتفاضه فبراير الشعبيه ولا يضيف لها شيئا فهكذا هو الحال دائما مع جميع الانتفاضات ذات الطبيعه المشابهه والتاريخ ملئ بالقصص الشبيهه
صحيح ان انتفاضه فبراير انحرفت عن مسارها الوطني الصحيح وفشلت في تحقيق الهدف
لكنها دشنت تاريخا جديدا من النضال الجماهيري الشعبي رأيناه في الانتفاضه الشعبيه التاليه في21 أيلول والتي كانت اكثر إنجازا وحسما وقطيعه مع مكونات النظام السابق والتي يتم هي أيضا محاصرتها وتعريضها لشتى أنواع الهجوم والاختراق الخشن والناعم بالاضافه الى الموروث الثقيل الاجتماعي والسياسي للعهد السابق
وسنراه ايضا ( النضال الشعبي الجماهيري ) يستمر الى المستقبل القريب في هبات نضاليه مستمره وصولا الى الثوره الحقيقيه الكبرى التي نتوقع حدوثها في منتصف الثلاثينات او الاربعينات
أرى انه لا يصح اطلاقا النظر الى حدث جلل كفبراير بمنظار اكاذيب السلطه السابقه او اجهزه المخابرات التابعه لها
او الاعلام الموجه المغرض حيث فبركه الكثير من التشويهات و الافكار المزيفه استنادا على نظريه المؤامره وتلاوينها كاسطوره سياسيه تفسر الاحداث بشكل خيالي مجاف للواقع او مبالغ فيه استغلالا لبعض الاحداث والظواهر الغامضه والملتبسه او التقاطعات والتدخلات السلبيه والشريره للادوات الامبرياليه الفوضويه الخلاقه وحلفائها من ادوات القوى المضاده قبيل واثناء وبعد انتفاضه فبراير
وكما نقول مرارا وتكرارا هناك فرق ما بين المؤامره بحسب ذلك المنظور وبين التآمر كنشاط امبريالي رجعي معروف
تتوازى المسارات وقد تتقاطع ويحدث الاختراق والحرف عن المسار او السيطره والتوجيه السيء لاحقا لأغراض سلطويه ضيقه او استعماريه او حتى صهيونيه!!
ولكن في التحليل الموضوعي والاعمق نجد الجواب على سؤال لماذا حدث فبراير 2011
وقبله الحراك الجنوبي في تموز 2007وبعده انتفاضه 21ايلول 2014
يكمن في علم الثوره في الفكر العلمي الاجتماعي المادي التاريخي
ويمكن،الاستفاده ايضا من علم الجيوسياسه والجيواستراتيجيا وادماج الصراع الجيوسياسي الجيواستراتيجي لدول الاقليم والدول العظمى في لوحه التحليل
لكن في الاساس نحن بصدد انفجارات اجتماعيه كانت حتميه الحدوث في مسار تطورها التاريخي الاجتماعي
كما يجدر بنا ان نتذكر ان 11فبراير بما هو حدث جماهيري شعبي يشكل نمطا جديدا في الثوره
قد بدأ بالاساس مع ثوره شعبيه كبيره حدثت في العام 1978 وانتصرت في 11 فبراير 1979
في ايران والهمت شعوب المنطقه فيما بعد باهميه الحراك الشعبي في التغيير والنضال ضد الانظمه الفاسده المستبده والعميله.

يمكنك قراءه وجهه نظري كمواطن يمني بسيط من تعز شارك مع جموع فبراير التظاهر والاعتصام والتحريض ضد الظلم وضد الوصاية الخليجية الرجعيه وسياسه صندوق النقد الاميركيه المتوحشه جنبا الى جنب مع الرفاق الصادقين في ساحه الحريه من دون أي دوافع انانيه او ارتباطات سلطويه او حماس أيديولوجي طوباوي كما كان يقال دائما عن جموع الناشطين الحزبيين او غيرهم .
وجهه نظري تجدها مكتوبه في سلسله مقالات بعنوان (الحراك الشعبي في اليمن) موقع الحوار المتمدن
تحيه احترام وتقدير لكل من شارك في انتفاضه فبراير وكان صادقا مخلصا في نواياه ودوافعه
المجد للشهداء والجرحى.
عاش نضال الشعب اليمني