الحقيقة لا يحجبها غربال السلطة


صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن - العدد: 6490 - 2020 / 2 / 12 - 14:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

منذ انطلاق انتفاضة أكتوبر وبعد مرور ما يقارب الخمسة أشهر، تتعمق أزمة النظام يوما بعد آخر، وتسقط الأقنعة واحدا تلو الآخر، كل الذين يدّعون انهم مع الجماهير تبين وجههم الحقيقي وكشروا عن انيابهم، فجميع من في معسكر السلطة في مركب واحد وفي المرحلة الحالية يعمل هؤلاء بكل وسائلهم وأساليبهم من أجل القضاء على الانتفاضة.
انهم يوظفون اعلامهم وجيوشيهم الإلكترونية في تشويه صورة المنتفضين فقنواتهم الفضائية، تفبرك الأفلام وتلتقي المأجورين على مدار الساعة، لتقول لمشاهديها انظروا كيف ضيع المخربين والجوكرية وأولاد السفارات مستقبل البلاد!!
انهم اغبى من ادراك أن هذا الإعلام انما يأتي بما لا يشتهون، فالقتل والخراب والنهب الذي مارسوه طوال فترة حكمهم، جعل من يشاهد ويقرأ اعلامهم، يسخر ويتندر على هكذا طرح.
في وسائل التواصل الاجتماعي، عمل الشباب والشابات على تعرية وفضح أقطاب الطائفية والعنصرية والسرقة، ودعموا الانتفاضة بشكل منقطع النظير، ما دفع الأحزاب والتيارات في الحكومة والبرلمان لانشاء مواقع ممولة موازية تعمل على التسقيط والتقليل من فعل المنتفضين ودورهم.
ان النتائج التي افرزتها انتفاضة أكتوبر العظيمة ولا تزال، رسم ملامح إسقاط النظام تمهيدا للخلاص منه، وقد خلقت وعيا متسارعا بأتجاه رفض كل رموز واقطاب العملية السياسية الحالية.
تحاول الأحزاب والجهات المأزومة في السلطة ان تعيد عقارب الساعة إلى الوراء، عن طريق العزف على أوتار كانت مؤثرة في فترات سابقة، مثل الطائفية والتغني بالرموز الدينية والسياسية التي وظفوها في أوقات سابقة، لكن هذا الأمر لا يأتي الا بنتائج عكسية في ظل ممارسات الخراب التي جلبوها، فتعطيل نصف شباب العراق عن العمل وحرمان الشعب من السكن والصحة والتعليم اللائق ناهيك عن نهب الثروات وعمليات القتل والتهجير، بالإضافة إلى المجازر التي ارتكبتها أجهزة السلطة ومليشياتها، لا يمكن لأي إعلام حجبها وطمس الحقيقة او تزويرها، فالشمس لا تغطى بغربال.