من هو الرئيس الفعلي للعراق؟


صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن - العدد: 6483 - 2020 / 2 / 5 - 00:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

دخلت انتفاضة اكتوبر مرحلة جديدة من عمرها الذي سيدخل الشهر الرابع، مرحلة معقدة ودقيقة جدا، تكثر فيها الاحتمالات، ولا يمكن التكهن بما ستؤول اليه، فالدول الراعية للعصابات التي تحكم اتفقت على تسمية شخص ما لمنصب رئيس الوزراء، وقد بدأت هذه الدول بكتابة فصول المسرحية التي بها ينهون الانتفاضة، او يوقفونها عند هذا الحد، فظهر الفصل الاول منها بدخول ميليشيا مقتدى الصدر الى ساحة التحرير، بعد ان توافقت علية تلك الدول، هذه الميليشيات كانت مدججة بالأسلحة والهراوات، وهي تتبع التعليمات بدقة شديدة، فقامت باحتلال المطعم التركي، مستخدمة كل وسائل البلطجة التي تربت عليها منذ تأسيسها. ثم ليبدأ الفصل الثاني بإعلان محمد علاوي رئيسا للوزراء، وضرب كل من يعترض او يعلن عن رفضه، لقد رمت احد الناشطين الرافضين لترشيح علاوي من الطابق الرابع. الفصل الاخر من المسرحية، وبناءاً على تعليمات الرئيس الفعلي للعراق مقتدى الصدر، ستقوم هذه الميليشيات بمعاقبة المعلمين والطلبة المعتصمين، والذين لا يحضرون الى المدارس، لأن هذه العصابات تدرك جيدا انهم العمود الفقري للانتفاضة، وايضا ستقوم بفتح الطرق والجسور، ومعاقبة –اي قتل- كل شخص يقطع طريق، كل ذلك يجري بأوامر من الرئيس مقتدى لميليشياته ولكل القوى "الامنية"، وهناك فصول اخرى ستأتي اعدتها الدول الراعية.
ان هذا السيناريو الجديد الذي تلعبه العصابات الحاكمة، ليس الاول، لكنها هذه المرة بدأت فعليا بإزالة القناع الذي كانت ترتديه، وتكشف وجهها القبيح امام الجماهير، فهي ايقنت انها على مفترق طرق مع الجماهير، فأما وجودها واستمرارها بالسلب والنهب والتخريب، او نهايتها ومحاكمتها، لا طريق ثالث لهم.
القمع والترهيب والترويع الذي يستخدموه اليوم سوف لن يمر مرور الكرام على الجماهير المنتفضة، وحتما ستجد هذه الجماهير بدائلها الاحتجاجية، وستصعد من وتيرة الانتفاضة، وستذهب كل سيناريوهاتهم المظلمة الى مزبلة التاريخ، فهذه الجماهير لن تقبل بواقع يفرضه عليها الرئيس الجديد وميليشياته وعصاباته وقواهم الامنية.