جولة بوتين العلنية في دمشق وزيارة ترامب خلسة لقاعدة الأسد تمثلان الإعلان الرسمي عن ولادة العالم الجديد المتعدد الأقطاب


حزب اليسار العراقي
الحوار المتمدن - العدد: 6460 - 2020 / 1 / 9 - 14:52
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق     

مثل ارتباك القيادة الأمريكية بشأن رسالة منسوبة لقيادة العمليات المركزية إعلانا عن الصراع الدائر في كواليس القيادة الأمريكية بشأن الوجود الأمريكي في العراق.

فالرسالة تقول إن الجيش الأمريكي يعتزم "الانسحاب" من العراق.. لتأتي التصريحات متناقضة بشأنها من قبل وزير الدفاع الأمريكي الذي نفى وجود الرسالة فيما أكدهها رئيس أركان جيشه، ناهيكم عن تصريح مسؤول بالبيت الأبيض بأن " ترامب سأل مساعديه عن الرسالة المتعلقة بسحب القوات من العراق وطلب توضيح الأمر."...!!

إضافة إلى إعلان ال سي إن إن عن مسؤول بالبيت الأبيض ان " ترمب شعر بالقلق من الخطأ الذي أدى لتداول رسالة عن سحب القوات من العراق"...

فيما أعلنت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأمريكية" ليس هناك تغيير في سياسة الولايات المتحدة الخاصة بوجود قواتها في العراق.... نواصل التشاور مع حكومة العراق بشأن هزيمة تنظيم الدولة ودعم القوى الأمنية العراقية.....وواشنطن ملتزمة بالتحالف الدولي وبضمان مستقبل آمن ومزدهر للشعب العراقي "..!!

غير أن رئيس أركان الجيش الأمريكية وضع النقاط على الحروف بإعلانه " الرسالة الرسمية الأمريكية التي أبلغت العراق بأن الجنود الأمريكيين سيبدأون بالانسحاب صحيحة لكنّها ما كان يجب أن تُرسل في هذا التوقيت....وان خطأ ارتكبه قائد القيادة الأمريكية الوسطى الجنرال فرانك ماكينزي "..!


ومع اقتراب ترامب من معركته الانتخابية لولاية رئاسية ثانية، يجد نفسه مجبرا على تنفيذ تعهده لناخبيه في الإنتخابات الماضية بالانسحاب من العراق...!

فالصراع الداخلي الأمريكي الكامن بين اتجاهين إستراتيجيين مختلفين حول الدور الأمريكي العالمي الراهن والمستقبلي، قد تفجر مع اقتراب معركة الإنتخابات.

وقد منحت محاولة خامنئي-سليماني ابتلاع العراق بتنفيذ خطة انقلاب مليشيات الحشد الإيراني بقيادة سليماني من خلال إستغلال الصراع بين جناحي الصراع في القيادة الأمريكية، منحت الفرصة لجناح ترامب بضرب عصفورين بحجر واحد.

إنهاء أوهام خامنئي- سليماني بشأن الهيمنة الكاملة على العراق بتصفية رأسه المدبر والمنفذ سليماني، وقطع ذراع ولي الفقيه في العراق لصالح الجناح الإصلاحي في النظام الإيراني « روحاني- ظريف» لإقامة علاقات متوازنة بين البلدين الجارين..

وبدء عملية الانسحاب من العراق الذي سيضعف التيار المعارض له في امريكا، الذي يتوهم إمكانية استمرار حالة الحروب العدوانية حول العالم، ويرفض الإعتراف بميزان القوى الدولي الجديد الناتج عن الدور الروسي الصيني المشترك في حسم معركة سوريا لصالحه.

ان نزهة الرئيس بوتين المنتصر العلنية في دمشق في 7/1/2019 وزيارة ترامب المهزوم خلسة إلى جنوده في قاعدة الأسد وضعت النهاية لحرب عالمية ثالثة مثلت سوريا والعراق جبهتها الرئيسية .

نهاية هيمنة القطب الأمريكي الأوحد على العالم لصالح عالم متعدد الأقطاب، يشكل القطب الروسي الصيني ومشروع طريق الحرير مركزه الأعظم على الإطلاق.

وسيسجل التأريخ إنّ عملية تصفية سليماني، ستشكل ستاراً دخانياً كثيفاً لتغطية عملية انسحاب أمريكي لا تشمل العراق وحده، وإنما سوريا وافغانستان ومواقع أخرى في العالم.

إن محاولة مليشيات الحشد الخامنئي للاستيلاء على الحكم في العراق قد إنتهت بمقتل رأسها المدبر سليماني.

كما أن محاولة تصفية ثورة تشرين الشبابية الشعبية الوطنية السلمية على وقع تداعيات تصفية سليماني وذيله العميل الإيراني جمال جعفر، قد انكفأت إثر رجحان كفة الجناح الإصلاحي في النظام الإيراني « روحاني- ظريف» على الجناح المتطرف« خامنئي-سليماني»..

بل وغدت الفرصة مؤاتية ذاتيا وموضوعيا لإعلان سلطة الشعب العراقي الإنتقالية المؤقتة حتى خوض معركة الإنتخابات المبكرة.


تصريح رسمي / حزب اليسار العراقي
منسق الأمانة العامة
بغداد
9/1/2020