من مسرحية محمد لفولتير


مازن كم الماز
الحوار المتمدن - العدد: 6448 - 2019 / 12 / 27 - 22:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

المشهد الأول
زبير و فانور

زبير :
لا تعتقد أيها الصديق أني سأحني ركبتي
أمام ذلك المنافق المدعي , هل أركع
و أعبد ( إلهه ) , و أنا الذي طردته من مكة ؟
كلا : لتعاقبني السماء فقط كما أستحق
لو أن هذه اليد , صديقة البراءة
و الحرية , انحنت لتمجد ثورة ملوثة ,
أو تساعد الدجال في خداع البشرية !

فانور :

إن حماستك نبيلة , و قد أصبحت بفضلها رئيس
مجلس اسماعيل المقدس , لكنها قد تكون
مدمرة للقضية التي تريد أن تخدمها :
لمحمد , إنها فقط ستستثير نقمته و رغبته في الانتقام
كان هناك وقت عندما كان من الممكن أن ترفع بأمان
سيف العدالة , لتدافع عن حقوق
مكة , و تمنع لهيب الحرب من أن ينتشر
كالهشيم في البلاد , كان عندها محمد
ما يزال مجرد مواطن جسور و مثير للشقاق
لكنه اليوم فاتح و ملك ,
دجال مكة , يجلس الآن على عرش المدينة
نبيا مقدسا , تنحني أمامه الشعوب
و تتعلم كيف تعبد الجرائم التي نبغضها
حتى هنا , جماعة من المتحمسين الجامحين , و قد أسكرهم
التعصب الغاضب , يؤيدون أوهامه الأثيرة
حكاياته الخاملة و معجزاته الخيالية
ينشرون الفتنة في الجموع
يدعون قواته للقدوم , و يؤمنون بإله
يلهمه و يجعله لا يقهر
من يحب هذه البلاد يعتقدون أنك
الأكثر حكمة بين كل المستشارين , لم تتبع دائما
الحماسة المزيفة و الخوف و حب الابتداع
قد حذرت الجماهير , لكن نصف مدينتنا اليوم
قد أصبح بلا سكان , مكة تصرخ عاليا
لأباها , طالبة السلام

زبير :
السلام مع الخائن ! يا للشعب الجبان , ماذا
يمكنك أن تنتظر من طاغية إلا العبودية !
اذهبوا , انحنوا و خروا ساجدين
للصنم ( الوهم ) الذي بيده القامعة
سيسحقكم جميعا , أما بالنسبة لي , فإني أكره الخائن
إن جرح هذا القلب أكبر من أن يسامح ,
لقد سرق مني هذا القاتل المتوحش زوجة
و طفلين , و ليس غضبه أقل من غضبي
لقد لاحقت الجبان إلى خيمته , و قتلت ابنه
نار الكره تستعر بيننا
و لن يطفئها الوقت أبدا

نقلا عن
https://en.wikisource.org/wiki/Mahomet_(Voltaire)/Act_I

تذكير برأي فولتير في الإسلام أو إهلاسات محمد التي أصبحت دينا يقتل الناس و يستعبدون بعضهم البعض على أساسه :
"يعلم القرآن الخوف و الكراهية و احتقار الآخرين , و القتل كطريقة شرعية أو قانونية لنشر هذا المبدأ الشيطاني و الحفاظ عليه . إنه يتحدث بالسوء عن النساء و يصنف البشر إلى طبقات و يدعو إلى سفك الدم و المزيد من الدماء . لقد أثار تاجر الجمال ذلك الاضطراب في قبيلته لكي يجعل مواطنيه يعتقدون أنه يتكلم إلى الملاك جبرائيل , و أنه قد أخذ إلى الجنة و تلقى هناك جزءا من كتابه غير قابل للهضم الذي يتحدى فيه المنطق السليم في كل صفحة , و لكي يفرض احترام كتابه ذلك على الجميع , واجه بلاده بالحديد و النار بحيث أنه خنق الآباء و أخذ منهم بناتهم و خير الجميع بين الموت و بين اعتناق مذهبه : هذا كله بكل تأكيد مما لا يمكن لأي شخص أن يبرره ما لم يأت إلى هذا العالم كتركي , فقط إذا خنقت الخرافة كل نور طبيعي للعقل داخله"

تعليق المترجم
المسرحية مكتوبة بلغة أدبية قديمة يصعب علي أحيانا ترجمتها بدقة و أمانة , لكن مغامرة ترجمتها بدت لي مغرية جدا , لا يمكن للإنسان أن يمنع نفسه عن التساؤل : من يحتاج الخرافات و لماذا ؟ هكذا تبدو كلمات فولتير آنية جدا حتى لو وصلت بدرجة أقل من الدقة , عندما يمجد الجميع إهلاسات شخص واحد و يخيروننا , كما فعل هو من قبل مع أهل زمانه , بين الركوع و العبودية أو الموت , لا بد من صرخات فولتير على لسان زبير , ضد جميع السجون , القديمة و الجديدة , أن إلههم و نبيهم , جميعهم , مجرد سجانين , جلادين و طغاة .. كل ما فعلوه من قبل و كل ما يريدونه اليوم و سيحصلون عليه هو موتنا , الفعلي أو الرمزي , كعبيد , "الحق" في إقامة سجونهم و قتل البعض و سحل البعض , لبعض الوقت ..