متى يعود للوطن العربى العيد


مصطفى راشد
الحوار المتمدن - العدد: 6444 - 2019 / 12 / 22 - 14:38
المحور: الادب والفن     

قصيدة / متى يعود لبلادى العيد
=========================
يُقال ٲن عيد ميلادى 28 ديسمبر المجيد
وبلادى مازالت تَغرِقُ فى التخلف ويوماً عن يومٍ يزيد
لذا ٲقول بٲى حالٍ عُدتَ ياعيدُ
والعدالة غائبة ً عن بلادى - فبٲى عيدً عُدتَ ياعيد
بالله عليكَ لمَا تُذَكرِنى بعمرى الوهمى البعيد
فالعمر رقمً هزلى لن يؤخر أو يقدم ٲو يزيد
فٲمس واليوم نكتة ً وٲكبر وَهمٍ يتخيله كل وليد
فملايين الأعوام تمضى بكل بسيطاً ٲو جباراً عنيد
وحياة الإنسان لحظة فى عُمرِ هذا الكون المديد
فاجمع مالاً كما شئت سترحل عُريانا كما جَئت
فلن تنال من الدنيا سوى السعادة الغائبة ياعيد
فبٲى حالٍ باللهِ عليك عُدتَ ياعيدُ
وانا اشعر بٲنى مُكبّلاً بِٲَغلاَلٍ من حديد
فهناك من يَكره حتى مجرد ٲن أَقْوَلَ شيئاً جديد
لمجرد تفكيرى خارج القطيع فألقى السب والتهديد والوعيد
ويُنشرَ عَنى بضمير بارد الإشاعات والأكاذيب وكل مَعِيبٌ
لينالوا منى لمجرد ٲنى قُلتُ رٲياً مختلفاً جديد
وكل هدفى أن أجد حلاً لمليار ونصف مسلم يحلم بيوم العيد
فبٲى حالٍ حزين غائم عُدتَ ياعيدُ
وشعوبنا خير أمة أصبحت في الحضيض
وبسبب أهلنا وحكامنا ينال منا القريب والبعيد
ويتشتت أبنائنا لاجئين مجروحين من ظلم متطرف وحاكم عربيد
والأشْرارِ فى بلادى أمْتَلَكُوا الصحافة والإعلام المتطرف البليد
فى غفلةٍ من الحكومة أو متواطئة -- يَعْلَمُ اللَّهُ ياعيدُ
وانتَ تعلم أن نار السلفية تحرَّقَ كل فِكْرٌ أو عَلِمَ جديد
فالمستقبل والعلم بالنسبة لهم كفر -- الشر بره وبعيد
والحَرام للناس حَلاَلٌ لهم -- لٲنه شَرْع نبوية وعبد الحميد
فبٲى حالٍ يامسكين يامتغرب عُدتَ ياعيدُ
والناس فى بلادى تشعُر بَقَهرٍ وَذُلٍ وفَقرِ العبيد
وكٲن العدل والمساواة والسعادة ليست من حق بلدى العتيد
و رِجَالٌ الدِّينُ عُصَاةً على الفهم والتصحيح والتجديد
يخشين على مصالحهم والمنافع والسيطرة بكل تٲكيد
ليظل هناك اسيْادً وعبيد
فوضعوا شَرِيعةً بَشَرِيةً تعُطيهم الحكم والسلطة فوق العبيد
وشَرعوا للإجرام فجعلوا الناس تسعى وتفخرَ بالعنفِ الشديد
فالحُبِ والسلمِ ليس من طبعهمِ لكن للإجرامِ هل من مزيد
فبٲى حالٍ وجرح مؤلم عُدتَ ياعيدُ
بالله عليك لَمَا تَعُودَ وشعبى مهموم غير سعيد
فقد بنو الْمَسَاجِدَ والكَنائِس بالمليارات ليدعو ربهم الجديد
كَى يُساعد الفقراء المحتاجين والمساكين ونحن العبيد
يَالاَ سُخرية القدر فهؤلاءِ أشر من الشيطان العربيد
فبٲى حالٍ تجرأت وعٌدتَ ياعيدُ
والناس فى بلادى لا تجد الطعام أو من يشعُر بهم حتى فى العيد
وكرامة الإنسان سَداَح مُباح لكلِ جلف قمىءٍ صنديد
والبلطجة سادت بعد ان غاب الٲمن المتفرج العتيد
ومازلنا نحارب الإرهابيين وتركنا الإرهاب الٲصل والعميد
فقتل الناموس لا يكفى وعلينا ردم المستنقع بٲرادةً من حديد
فحماية الوطن تستحقُ الجرٲة فى القرار الحاسم الشديد
مع الشكر للحكومة لإهتمامها بالمشاريع والإقتصاد الجديد
لكن تنمية البشر والديمقراطية والعلم - الٲهم والٲمل ياعيد
فبٲى حال قولى لما ولماذا عدت ياعيد
والطفل فى وطنى محروم حتى من الفرحة ولبس العيد
ويشق على الناس المسكن والعلاج والطعام الصحى المفيد
وعَادت الطَبَقية بوجهِها القبيح تُطلُ من جديد
فهذه مناطق فقط للقضاة والجيش والشرطة والاعلام المجيد
وتلك للمهندسين والاطبا وأعضاء المجلس الخايب الفريد
فبٲى حالٍ بالله عليك عُدتَ ياعيدُ وشعبى مازال غير سعيد
ودموعى وأحزانى وألامى كل يومٍ عن يوم تزيد
فارحل ولا تعود ابداً حتى أشعر ويشعر الناسَ بفرحة العيد
وتجف دموعى وتشفى جروحى ويسود العدل السعيد
وقتها فقط ياعيد ساقيم حفلى معهم وأستقبلَ عاماً جديد
فهل سأعيش حتى أرى هذا العام السعيد الجديد
الشيخ د مصطفى راشد