كلمة الأمين العام للحزب الشيوعي الفلسطيني في الذكرى الثامنة والعشرون لإعادة التأسيس وذكرى مرور 100عام على تأسيس او خلية شيوعية في فلسطين


الحزب الشيوعي الفلسطيني
الحوار المتمدن - العدد: 6437 - 2019 / 12 / 14 - 08:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

الحضور الكريم الرفاق والرفيقات الاعزاء
لقد تعرضت مسيرة حزبنا منذ نشأته ولغاية اليوم للكثير من المنعطفات وكثير من التشكيك في محاولة لطمس الفكر الشيوعي في فلسطين وها نحن نقف اليوم بكل ثقل الواقع ومرارة الخيانة التي تعرض لها حزبنا وقضيتنا الوطنية لنقول بصوت عالٍ إن فكرنا وحزبنا باق ما بقيت الفكرة والفكرة حية لا تموت .
الحضور الكريم منذ أن دخل الفكر الشيوعي الى فلسطين والذي تصدت له قيادات اقطاعيه دينية برجوازية كان همها الاول التآمر على القضية والوطن تحت مسمى معاداة المد الشيوعي هذا الشعار الذي رفعته الامبريالية البريطانية وسلمت زمام تنفيذه لحكام الرجعية العربية ومن نصبتهم نيابة عن شعوبهم مستغلين العاطفة الدينية لجماهير أمتنا.
ان مسيرة حزبنا بدءً من سنه نشوءه 1924 مروراً بتعريب الحزب وقيام عصبة التحرر الوطني، رغم عمرها الزمني القصير استطاع حزبنا رسم معالم الواقع الفلسطيني وارتباطاته العالمية، وادراك حجم المؤامرة الدولية على شعبنا بفهمه العلمي الذي عبر عنه في مواقفه الصلبة تجاه ما خُطط للبلاد والتي كانت مفاعيلها أقوى وأعتى من قدرات شعبنا ونضوجه في التصدي لها في حينه، وما لحق ذلك بعد حرب 48، وقيام دولة الكيان الصهيوني على الجزء الاكبر من أرض فلسطين هذا الواقع الذي شتت وهجر فيه شعبنا الفلسطيني عن أرضه والذي وقف فيه حزبنا وبكل شجاعة متصدياً للتهجير وإقناع الفلسطيني بالبقاء والتشبث بالأرض.
تبع ذلك عمل الشيوعيين بواقع ربط ما تبقى من فلسطين بالتبعية لانظمة الحكم الرجعية العربية سواء في قطاع غزه والضفة الغربية والتي اثبت فيه الشيوعيين حضورهم في التصدي لمؤامرات تذويب شعبنا وقضيته، فسجون مصر والجفر وشهداء المواجهات مع هذه الرجعيات ثابتة في تاريخ مسيرتنا كسطوع الشمس .
في ظل الواقع الذي فرض على شعبنا بقي حزبنا الشيوعي فاعلاً سواء في الضفة أو القطاع وأرض الشتات لكن جغرافية التقسيم وتشتيت الشعب بقيي لها اثر معيق مما دفع حزبنا للعمل في ظروف الواقع الجديد ومسمى جديد وهو الحزب الشيوعي الاردني حتى عام 1982 وبإعادة الهوية الوطنية لحزبنا بناء على الخصوصية والمهام الملقاة على عاتق الحزب القيام بها فكان إعاده تشكيل الحزب الشيوعي الفلسطيني والانفصال عن الحزب الشيوعي الاردني لضرورات الواقع النضالي .
لقد شكلت مرحلة ما بعد خروج الثورة الفلسطينية من بيروت منعطفاً حاداً على قضيتنا الوطنية والذي قادته البرجوازية الفلسطينية المهيمنة على منظمة التحرير والتي حولت بنهجها امكانية قيام الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران من إمكانية واقعية في حينه إلى مستحيله على أرض الواقع وقد سعت هذه القيادة بكل الوسائل منذ اعلان قيام الدولة الفلسطينية (اعلان الجزائر ) مروراً باتفاقات اوسلو لأن تكون شريكا للاحتلال على حساب القضية الوطنية وطموحات شعبنا والتفريط بالارض والتنازل عن حق العودة مما أعطى الاحتلال الفرصة والوقت لتنفيذ مخططه بكل يسر وسهولة بفرض الامر الواقع وبالتالي اجهاض فرصة حل الدولتين عملياً وواقعياً وذلك بتعزيز زراعة المغتصبات بأرضنا وتهويد القدس بحيث أصبح هذا الاحتلال أرخص احتلال عبر التاريخ .
ان اتفاقات اوسلو وافرازاتها منذ 1993، قد انجزت للاحتلال شريكا كومبرادوريا همه الاول والاخير التساوق مع الاحتلال مقابل امتيازات شخصية لا أكثر تحت وهم سلطة فارغة المحتوى بل عصا بيد الاحتلال على رقاب شعبنا الفلسطيني.

وفي ظل هذه المرحلة الحرجة وغداة انهيار المنظومة الاشتراكية تعرض حزبنا لطعنة قوية وتمثل ذلك في تخلي قيادة الحزب التحريفية عن المبادئ الماركسية اللينينية عام 1991 ، ان تعاطي القيادة اليمنية للحزب الشيوعي في حينه قد طغى عليها روح الفريق الانتهازي الذي تساوق مع اوسلو وتناغم معها، حيث خرجت علينا هذه الزمره تحت شعار الواقعيه بتغيير اسم الحزب والتخلي عن تاريخه، وفكرة هذه الانتهازية المتساوقة مع المشروع الاوسلوي والذي سطى على مقدرات الحزب وكرسها لخدمه نهجه بتوزيع العطايا للحصول على أغلبيه تؤهله البقاء ضمن الساحة السياسية لا اكثر ولا اقل.
الحضور الكريم الرفيقات والرفاق على ضوء ما آلت اليه الامور فقد انبرى رفاقنا المخلصين والقابضين على جمر الفكر الماركسي اللينني، الاوفياء للقضية الوطنية والأممية، ولأماني شعبنا بالتحرر والانعتاق للاعلان عن إعاده تاسيس حزبنا الشيوعي الفلسطيني من مرحلة الصفر بنفس ثوري لا يلين .

إن ما افرزته أوسلو وما فرض على أرض الواقع من معطيات جيوسياسية ومن قرائتنا العلمية لهذا الواقع أعاد حزبنا في مؤتمره العام الثاني عام 2016 صياغه البرنامج السياسي وطرح شعار تحرير كل فلسطين وقيام دوله فلسطين الديمقراطيه الواحده .
ان هذا الواقع يملي علينا ضرورة التصدي لكل ما هو مفروض علينا بمنطق القوة فلدينا فريق أوسلوي متناغم مع الاحتلال في طمس الهوية وقتل الروح النضالية لشعبنا وتفريغ كل مؤسسات شعبنا من محتواها الثوري كما هو حاصل مع م.ت.ف
ومن هنا تنتصب أمام شعبنا وقواه الحية والثورية مهام تاريخية جديدة فقد بات واقع اليوم أسوأ بكثير من واقع قرار التقسيم أو اتفاقات كامب ديفيد .
الرفاق الأعزار، الحضور الكريم
لقد تبين بشكل جلي لشعبنا ان كل نداءات الوحدة الوطنية لطرفي الانقسام تصطدم بواقع المصالح الفئوية الضيقة لكلا التنظيمين فتح وحماس، وإن مصلحة الشعب والوطن هي آخر اهتماماتهم لذا وجب على كل الشرفاء افرادا وتنظيمات فلسطينية، واجب فرض وحدة القوى الثورية والشعب، لهدف خلق جسم ضاغط ذو وزن وهذا يتطلب وحدة جديدة من نوع جديد أولى حلقاتها وحدة القوى الثورية، وقوة وفعاليات شعبنا ضمن برنامج اجماع يلبي أماني وطموحات شعبنا في التحرير الكامل، هذا البرنامج الذي سيتمخض عنه قيام جبهة وطنية ثورية قادرة على لجم تغول طرفي الانقسام على الساحة الفلسطينية اليوم، ولكي نخرج من دائرة النظرية إلي حيز التطبيق العملي فإننا في الحزب الشيوعي الفلسطيني اليوم وبهذه المناسبة نجدد دعوتنا لاجتماع فصائلي وشعبي لرسم خريطة الخروج من وحل المرحلة الحالية ولنعيد مسيرة شعبنا الى سكته الحقيقية فلم تعد الدعوات والتمنيات قادرة على رسم معالم مستقبل مشرق لشعبنا وليكن ذلك تحت عنوان:

1-آليات الوحدة الوطنية لخلق قطب ثوري وفرضه واقعا حيا.
2-آليات النضال الواجبة واستعادة ثقة الجماهير بالفعل النضالي المقاوم.
3-آليات الضعط لاستعادة منظمة التحرير وإعادة هيكلتها على أسس وطنية ثورية كفاحية وفاعلة.
4-رسم استراتيجية كفاحية قادرة على صنع تراكمات نوعية للتحرير وليس للتبرير.
5-رسم فواصل وآليات التعاون الكفاحي بين مكونات القطب الكفاحي الجديد.

وشكرا لاصغائكم