تهاني وأماني للتجمع الإتحادي


سعد محمد عبدالله
الحوار المتمدن - العدد: 6419 - 2019 / 11 / 25 - 11:03
المحور: ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية     

زهور السلام والديمقراطية قد نبتت وأينعت في أعين السناريين الأحرار.

بلادنا اليوم عبرت أنفاق الدكتاتورية ومضت بصمود نحو التحرر والتغيير وصولا للسلام الشامل والديمقراطية الكاملة، وحلم سودان الثورة إستنهاض القوى الحية لتدعم التحول العميق من إستبداد الحزب الواحد للتعددية الحزبية طبقا لشروط الديمقراطية والعدالة والحريات السياسية، وهنا التجمع الإتحادي كتب فصل جديد في التاريخ بعد خروجه من حالة السكون التنظيمي إلي الحركة وسط الجماهير، والتعافي الإتحادي من لدن ثورة ديسمبر المجيدة وتضحيات الإتحاديين.

طالعنا باهتمام كبيرة مخرجات وتوصيات مؤتمر التجمع الإتحادي بسنار، وهنا نرسل أطيب التهاني للإتحاديين وهم يخطون نحو ميلاد جديد لحزبهم، فالحركة الوطنية تحتاج لحراك سياسي ينسجم مع الواقع ويصنع التغيير الشامل، وعودة الإتحاديين للساحة السياسية من دلائل التغيير نحو الأفضل، وقد كان لمؤتمر التجمع الإتحادي صداه في المسرح السياسي السناري ونتمنى أن يفتح مساحة للحوار الفكري والسياسي بين كافة المكونات الوطنية من أجل سنار والسودان.

إننا نقدر نضالات الرعيل الأول من الحركة الإتحادية ومن بينهم الزعيم الأزهري الذي رفع راية إستقلال السودان من الإستعمار الإنجليزي والزعيم فضل تور الدبة الذي كان من أعظم الشخصيات السنارية وله بصمات باقية وخالدة في سجلات التاريخ السياسي السناري الحديث.

لقد نشئت وإزدهرت علاقات ودية وسياسية بين الحركة الشعبية والإتحاديين إيبان فترة السلام الشامل التي شهدت حراك سياسي كثيف، وقد سجل رفيقنا الأستاذ ياسر عرمان زيارة خاصة لمنزل فضل تور الدبة ملبيا دعوته، وقد إلتقينا بالإتحاديين في عدت مناسبات سياسية وأسسنا معا القوى الشعبية لتنمية وتطوير سنار إلي جانب قادة كثر من السناريين المناضليين لمواجهة قرار الحكومة القاضي باستقطاع وبيع أراضي المدارس التاريخية، فكانت تلك تجربة كفاح إستثنائية ضد الحكم الإنقاذي البوليسي.

لقد جاء مؤتمر التجمع الإتحادي بسنار بعد أيام قليلة من إنتهاء المؤتمر القيادي للحركة الشعبية لتحرير السودان الذي عقد بعاصمة دولة جنوب السودان، وهذه فرصة لتبادل الأوراق وفتح حوارات بين الجانبين وصولا لنقاط مشتركة تخدم قضايا السلام والتحول المدني الديمقراطي وقضايا التنمية الريفية خاصة وأن سنار منطقة معروفة بالإنتاج الزراعي والصناعي وتحتاج لتفعيل شبابها وضخ دماء جديدة في كافة المجالات، كما أن هنالك قضايا كثيرة شائكة تحتاج لنقاش وطني للخروج برؤية جديدة تساهم في بناء مستقبل سنار والسودان.