عشتار الفصول:111764 مسابقة شاعر زبيد. محطة إبداعية للقصيدة الشعبية


اسحق قومي
الحوار المتمدن - العدد: 6388 - 2019 / 10 / 23 - 02:45
المحور: الادب والفن     


أعتقد أنّ مسابقة شاعر زبيد .شكلت محطة إبداعية ،ولوحة أرخت للقصيدة الشعرية الشعبية في الجزيرة السّورية والفراتية .
من هنا دعونا نقرأ أهميتها من جميع النواحي والظروف الزمانية والمكانية والروحية والعقلية. لهذا لابدّ أنها سَتُسجل كمحطة ٍ عبر تاريخ الشعر الشعبي. في الذاكرة الجمعية للقبائل والعشائر الزبيدية وغيرها .ولم تكن هذه المسابقة بغير صاحب الفكرة التي أرادها ونعني به السيد محسن الصايل.وأما لو تحدثنا عن محورها الرئيسي وإعلاميها ورئيس لجنة تحكيمها لها،فلا بدّ أن نذكر السيد الباحث والعارفة الأخ سعد افنس حريث الملحم .والسيد كمال السرحان وكافة أعضاء لجنة التحكيم.نذكرهم ونبدأ بالشاعر والكاتب السوري الأستاذ محمد سعيد الغربي تلميذي في المرحلة الابتدائية بقرية السيباط عام 1972م.والشاعر راكان الزبيدي، والسيد سليمان العكيدي، والسيد ناصر الفارس وكلهم شعراء
إنّ فكرة شاعر زبيد كانت بالنسبة للساحة الجزرية. مسابقة شعرية بأمتياز حيث تنادت لها زبيد وبقبائلها وعشائرها، وفرسانها .وبفضل إعلاميها ورئيس لجنة التحكيم فيها السيد سعد افنس حريث الملحم .هذا الفارس الذي استطاع بكل ثقة ٍ وجدارة ٍ وصبرٍ وجهدٍ وعلم ٍ ومعرفة ٍ بالبشر خاصة من أبناء جلدته فقد حقق ـ ونقولها للتاريخ ــ حقق لقاءات مثيرة للجدل في سياقات المسابقة الإبداعية وبشكلها إيجابي بحيث سارت المسابقة ضمن المعايير السليمة والصحيحة لجوهر المسابقات الشعرية . وكان يستقبل القصائد ويحولها إلى لجنة التحكيم التي هي الأخرى لم تدخر جهداً إلا وبذلته في سبيل الوصول إلى نتائج لاتقبل الشك أو تؤدي إلى نزاعات لاقدر الله .فكانت اللجنة دقيقة في معاييرها ،وحريصة في رأيها بشأن هذه القصيدة أو تلك .وكم تخلت عن موقفها الشخصي في سبيل أن تكون هذه المسابقة الأولى تُشكل البوصلة التي ستتلوها مسابقات أخرى ..
وهنا لا أكتمكم سراً بأن الأخ الباحث وإعلامي للمسابقة ورئيس لجنة التحكيم فيها سعد حريث الملحم . كرمني وأيّ تكريم . كرمني في البداية حين طرح علي أن أكون في لجنة التحكيم .فاعتذرتُ لأنني لا اسمح َلنفسي أن أُقيّم شعراً لا أعرف أوزانه وبحوره .ولكوني لا البس عباءة ليست لي .ولا أجلس في مجلس لا أكبر به ويكبر بي.ولهذا فقد قَبِل اعتذاري وأعفاني فما كان يتمناه .لكنني وعدته ألا أبخل عليهم بأيّ جهد كان في النواحي الإدارية واللوجستية ولكن أُشهد الله على أن الأخ سعد افنس حريث الملحم أحد فرسان زبيد وهو الذي كرمني في المرة الثانية حيث أهداني نيشانه والدرع الذي استحقه بجدارة في الحفل النهائي للمسابقة حيث قال أهديه إلى الشاعر الأستاذ اسحق قومي .إنّ هذه المكرمة . وهذا الإهداء من قبل أخي الذي عاهدته على الإخوة ـ سعد افنس حريث الملحم ـ يُعتبر وساماً رفيعاً وكريماً أعلقه في عنقي مادمت حياً فجزاه الله خيراً على كرمه ونبل أخلاقه .
كما لابدّ أن أشكر جميع من تفاعل مع هذه المبادرة. وسهرَ، وقدم مكارم في سبيلها .والشعراء الذين تقدموا للمسابقة جميعهم اعتبرهم فرسان زبيد بقبائلها وعشائرها .ولكن كما نعلم لأنّ الجهد الأفضل يجب أن يُشار إليه .ولهذا كان لابدّ من أن يتأهل بعض الشعراء للمرحلتين. ولكن النهائية كانت حاسمة لمن رفع راية زبيد(بيرقها) كشاعر شعبي في مسابقة عام 2019ميلادية .
ونُبارك له بفوزه بالمرتبة الأولى. ألا وهو الشاعر عياض المحند ابو مطلق من الشغيطات
ونبارك كذلك للذي فاز بالمرتبة الثانية وهو الشاعر عبدالرزاق الاعرج من البو مريح
وأما المرتبة الثالثة فكانت من حظ الشاعر جمال يوسف الحوري جحيشي من العراق
وقد تم توزيع الجوائز في المملكة العربية السعودية بمدينة الرياض من قبل أصحاب الفكر وبحضور منقطع النظير لغالبية مشايخ زبيد ووجهائها وشيوخ بعض القبائل الأخرى. وكانوا جميعهم يحضرون يوم تتويج الشعراء بمراتبهم وإعلاميهم ورئيس لجنة التحكيم ومعه أعضاء اللجنة التحكيمية التي تجثمت عناء الدراسات والسماع والتدقيقوالتمحيص وتبادل الآراء وما إلى هناك .أجل لقد نجحت المسابقة نجاحاً مبهراً وذلك بمؤازرة الجمهور والمثقفين وكان يوم التتويج مهرجاناً ثقافياً كبيراً بحق زانه حضور الشيوخ والوجهاء والمهتمين .
إنّ مسابقة شاعر زبيد تؤسس لمشروع مسابقة دائمة لدى زبيد وغيرها. من القبائل والعشائر وأتمنى أن تُقام مسابقات في الشعر الفصيح .وأهيب كذلك بكلّ أبناء القبائل أن يُقيموا مسابقات كمسابقة شاعر زبيد.على أن يكون هناك تنسيقاً بين من يقومون بمثل هكذا جهود .فمثلاً كأن نُقسم السنة إلى ثلاثة مواسم. لكي يتمكن الجمهور المتابع من مرافقة الحدث بكلّ تفاصيله ـ ونقصد ـ ألا يكون هناك أكثر من مسابقة كل ثلاثة أشهر .وأتمنى أن تتبنى المؤسسات السريانية والآشورية والكلدانية والكردية والششانية في جزيرتنا السورية هكذا مسابقة .
في الختام .
لكلّ مشروع مهما كان .هناك من يُعارضه وهناك من يؤيده. وربما نجد من لايُعجبه من ذاك المشروع أية صفة كانت .وهذا يتبع لأمور كثيرة أهمها الرغبة والمعرفة والتقدير والحسد والنميمة. ورغم هذا لايمكن أن تفقد مسابقة شاعر زبيد روعتها وبهرجها وقيمتها لما حركت من هبوبٍ اللغة الشعرية في أرواح الشعراء ، وأنا على يقين هناك شعراء في مقتبل العمر زودتهم بطاقة إيجابية وحثتهم على قراءات جدية للقصيدة الشعبية .
وخير ما نختتم به قولنا
كلّ التهاني القلبية للشاعر الفائز الأول ولرفاقه الشعراء في المرتبتين . وأهنىءُ أصحاب الفكرة ومن سهر عليها وقدم لها الدعم المادي والمعنوي. وللجنة التحكيم ومحورها وإعلاميها ورئيسها أخي الباحث سعد حريث الملحم ( أبو عمر). هذا الفارس الجبوري الزبيدي . لك وللجميع كل أنهار مودتي وتقديري ..
وإلى لقاء في مسابقات أخرى.
اسحق قومي.
ألمانيا.22/10/2019م
المدّرس اسحق قومي
شاعرٌ وأديب وباحث سوري .
مستشار المنتدى الدائم لأقليات الشرق الأوسط. المركز الأوروبي.