عزيزي القناص لماذا قتلتني؟


عبدالرزاق دحنون
الحوار المتمدن - العدد: 6379 - 2019 / 10 / 14 - 09:36
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية     

نشرت جريدة "طريق الشعب" العراقية لسان حال الحزب الشيوعي العراقي هذا النص المُدهش أمس الأحد 13/10/2019 في ذيل صفحتها الأخيرة نقلاً عن صفحات الفيسبوك. تحريت عن مصدر النص من خلال مختلف مواقع التواصل الاجتماعي لم أصل إلى نتائج مرضية عن صاحب هذا النص الذي يهز الوجدان هزاً عنيفاً. وجدتُ النص منشوراً في موقع وكالة أخبار العرب بتاريخ 10/10/2019 بقلم علي رمثان، بحثت عن علي رمثان في محركات البحث الالكترونية على الشبكة العنكبوتية لم أجد خبراً عنه.
المهم، تمَّ تناول هذه النص في وسائل التواصل الاجتماعي على نطاق واسع مع الاحتفاظ بعفوية النص وحرارة كلماته المؤثرة في الضمير الإنساني، وحتى الأخطاء الإملائية تم الاحتفاظ بها في النص المتداول.

عزيزي القناص
أهلاً بك
أنا الضحية التي قتلتها قبل أيام،
معذرة أيها الصنديد، لا أستطيع أن أعرفك بنفسي، لأن عمري هو حفنة صغيرة من السنين، ولا أملك تاريخاً او موقفاً أو شيئاً مميزاً افتخر فيه، فأنا اصلاً كائن هامشي في هذه الحياة.
ولكن ببساطة، أنا شاب صغير، يحب الوطن، ولا يعرف أي شيء في عالم السياسة.
أود أن اخبرك بشيء مهم،
أحييك على هذا التصويب الدقيق، يبدو أنك مدربٌ بشكل جيد، والأرجح أنك كنت متفوقاً وحريصاً ومواظباً على التدريب.
أنا فخور بك، كعراقي يجيد القنص بهذه الدقة، فقد جاءت رصاصتك بمنتصف جبهتي بالضبط، وكأنك تريد فلقها الى نصفين.
رصاصتك كانت ساخنة، وحينما اخترقت جمجمتي لم يتسن لي لمسها، أحييك بشدة، فقد سقطت بسرعة مغشياً عليّ.
أنا على يقين ان رئيسك فخور ببسالتك، ومؤكد أنك ستحصل على كتاب شكر على هذه الشجاعة.

أود أن أسألك هل لديك عائلة؟! هل أنت مشتاق إليها، مؤكد أنك الآن في انذار ومنزعج، ستنزل في أقرب اجازة، لا تقلق، وستجلس بين اطفالك وزوجتك.
هل ستحدثهم عن الرصاصة التي اخترقت رأسي؟!
حاول ان تقول لهم إنك قتلت شابا أعزلاً من دون سلاح.
وحاول ان تشرح لهم أكثر، حتى يصير لقصتك سيناريو أجمل. قل لهم إنه كان صغيراً بعمر أحمد أبن أخي، أو بعمر علاء أبن أختي، كان يقف مع أصدقاء يهتفون حباً للوطن.
قل لهم إن الشاب الذي قتلته كان ينوي إصلاح الاعوجاج العظيم الذي أصاب الدولة والمجتمع.
وقل لزوجتك، وأكد لها أرجوك، وهي تضع ابنتها الصغيرة في حضنها، أن الشاب الذي قتلته كان يؤسس لرعاية صحية محترمة لأبنتنا هذه، هكذا سيكون لقصتك طعماً مميزاً، خاصاً وفريداً.

صديقي القناص
حدثني عن أبنتك؟ هل تحبها؟ مؤكد أنك الآن تضعها في حجرك، ومؤكد ايضاً أنها الآن تبتسم وأنت تمرر أصابعك بين خصلات شعرها، شيء لطيف، أريد منك أن تمرر أصبعك وتمرغه بنعومة على جبهتها، وحاول أن تثبت أصبعك بالمنتصف؟ أضغط على جبتها قليلاً، أضغط أكثر؟ لا تستطيع؟ لماذا؟ لأن هذا الضغط الرقيق يؤلمها وأنت تخاف عليها؟! تماماً، وبالضبط، هذا هو حال أمي وأبي الآن في المقبرة، رغم أنني ميت، لكنهم يتحسسون برفق ولين مكان رصاصتك التي اخترقت رأسي، يا لحنان ألام، ويا لرأفة الأب ورقته.

عزيزي القناص
لا تنسى أن تخبرهم بأن الشاب الصغير الذي قتلته كان عدواً مسكيناً، بريئاً، صادقاً، طيباً، خلوقاً، مهذباً، محترماً، واجهك بكمامة أنف وصدر عار، وأنت واجهته بسلاح فتاك.
سؤال اخير ايها القناص
لماذا قتلتني؟!

فيديو عن النص في اليوتيوب:
https://www.youtube.com/watch?v=D0MBd7-UzS8