التجربة الثورية الفيتنامية : تأسيس جيش - في اتجاه الكفاح المسلح - 1


امال الحسين
الحوار المتمدن - العدد: 6374 - 2019 / 10 / 9 - 15:46
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية     

إذا كان هجوم العدو قد قلص قواعدنا، فإنه قد صلبها أيضا. بعد فترة من الزمان، في كثير من المناطق، استأنفت الحركة حيويتها وسارت في اتجاه الكفاح المسلح. أعطت اللجنة الإقليمية لكاوـ باك ـ لانغ التوجيهات للأنوية السرية من أجل أن "تتعسكر"، يعني أن تجهز نفسها لحمل السلاح والذخيرة، وتكثيف التدريب العسكري، على الأنشطة العسكرية أن تكون موازية للأنشطة السياسية. وعلى الأنوية السرية إعداد نفسها للتعايش مع "حالة حرب العصابات"، يعني أن تكون في حالة تأهب دائمة، تحمل معها معداتها، في استعداد تام للسير في أول إنذار.

شكلت الدواوير ملحقاتها العسكرية من سبعة إلى عشر مقاومين، معفيين من كل عمل له علاقة بالإنتاج، وحيثما تخوله الشروط، تكوين وحدة عسكرية. تتكلف هذه الوحدات بالحماية العسكرية للمناطق، بالقيام بتصفية الرجعيين الخطيرين جدا، بنشر مكامن للدوريات الصغيرة من أجل التأكد من مراقبة الجبال والغابات. لكن، من أجل تفادي الانتقام من السكان من طرف العدو، يجب أن تكون مجالات أنشطتها بعيدة أكثر ما يمكن من تنظيماتنا بالقواعد، وأن تعمل كذلك، على وضع حدود لأنشطتها.

كانت "طريقنا إلى الجنوب" مقطوعة في عدة نقاط. قمنا بإرسال لحظة بلحظة مجموعات الهجوم للوحدات المهددة من أجل حماية السكان المحليين والمحافظة على تنظيماتنا بالقواعد، لكن دون الحصول على نفس النتائج السابقة.

في بداية 1944، شكلت علاقتنا مع الدلتا ضرورية ملحة. تحت توجيهات الحزب، قمنا بتجميع عدد كبير من الوحدات العسكرية المحلية من أجل تكوين وحدة "المسيرة في اتجاه الجنوب". وجب علينا اتخاذ قرار التقدم في سرية تامة عبر الغابات من أجل الوصول إلى تحقيق العلاقة مع تنظيماتنا بالقواعد بأسفل جبل فيا بووك.

في طريقنا، وجدنا العديد من القرى تم تدميرها. بالدواوير المراقبة من طرف المراكز، هناك حراسة أكثر تشددا. انطلاقنا من كيم ما، وحدتنا في اتجاه الجنوب، نمشي ليلا، نستريح نهارا. تحقيق التقدم شيء مؤلم. كانت تساقطات الأمطار في استمرار دون انقطاع. مما جعل فيضانات الوديان تغمر الممرات. وهي غارقة في الوحل، توقفنا في فترات بالكهوف، نشعل بها نارا قليلة للتدفئة وتجفيف الألبسة. ونواصل المسيرة.

في مسيرتنا وبشكل عام، حوالي السابعة أو الثامنة صباحا، نبحث عن مكان صالح للإقامة لنستريح هناك، منشورين على أوراق اللطنيي latanier. في بعض الأحيان، من أجل الوصول إلى إحدى قواعدنا، يجب علينا السير ليلتين أو ثلاثة ليالي متتالية، عبر قرى جد مراقبة من طرف الرجعيين، تكون فيها الممرات التي يجب المرور منها قريبة من مراكز المراقبة. نتقدم إذن بكل حذر، نتفادى أقل صوت، خشخشة خطواتنا على التراب، صدام عصا بصخرة.

ترجمة كتاب "سرد حول المقاومة الفيتنامية" 1925ـ 1945، (FM/petite collection maspero)
سرد فو نغوين جياب (الجنرال جياب) عن علاقته بالقائد هو شي منه.