التجربة الثورية الفيتنامية : تأسيس جيش - الرعب الأبيض بكاو باك لانغ 4


امال الحسين
الحوار المتمدن - العدد: 6368 - 2019 / 10 / 3 - 16:39
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية     

الأعوان تسللوا إلى صفوفنا. لا يمر يوم دون أن تظهر الفرق بالدواوير لإحداث مجازر، النهب، الحرائق، إرغام السكان للذهاب للعمل بدون مقابل أو توقيع وثائق الالتزام على مغادرة فييت منه.

أمام هذه الوضعية، قررت اللجنة الإقليمية لكاو ـ باك ـ لاند تحريك الجماهير للقيام برد الفعل. يجب على خلايا الحزب ولجان دواوير فييت منه تنظيم "لجان الهجوم ضد الإرهاب" بأعضاء الحزب والعناصر الجيدة من تنظيمات "من أجل الإنقاذ الوطني". موازاة، دعم العمل ضد تسلل الرجعيين إلى التنظيمات الوطنية. العمل على منع مجازر السكان. كلما دخلت فرقة العدو إلى دوار، من أجل إحداث مجزرة، يقوم شبابنا المناضل، ذكورا وإناثا بالتواجد مع السكان بمنازلهم لرفع معنوياتهم. بالمقابل، لا يمر الهجوم الوحشي للعدو بدون احتكاك محلي. يطلب السكان في بعض الدواوير بالتخلي عن أنشطة العصبة. في مناطق أخرى، ما يقارب خمسين شبابا ذكورا وإناثا لجأوا إلى الغابات.

أعطت اللجنة الإقليمية لكاو ـ باك ـ لاند توجيهات للأطر الذين مازالوا في القانونية/العلنية : تقوية الحذر حتى لا يقعوا في أيد العدو، الإعداد للمرور إلى السرية، عدم النوم بمنازلهم ليلا، بالنهار، في مرافقة دائمة بالحراص الشخصيين، التوفر على فائض من المواد الغذائية لشهرين أو ثلاثة أشهر، الحرص على العلاقة مع مسؤولي الحزب السيوعي من أجل القدرة على المرور إلى السرية في حالة الإنذار. ارتفع عدد الذين دخلوا السرية بسرعة. قررت اللجنة الإقليمية تنظيمهم في "أنوية سرية" يتكلف برفع حيوية الحركة. كل "نواة سرية" تضم رفاقا على شكل جماعة أو جماعتين، من غالبية أعضاء الحزب الذين عليهم الذهاب إلى مناطقهم للاختفاء هناك بالغابات. لديها حزبها الشيوعي مقره بكوخ كأنه لا شيء ـ بعض القطع من القصب من أجل النوم، سقف من عشب جاف أو من أوراق أشجار الموز ـ بقمة جبل، بالغابة. في الطريق إلى حزبي الشيوعي يتدفق من على الجبل واد على شكل شلال : لا يمكن المرور هناك إلا عبر تيار المياه، مما يسهل محو أي آثار، هكذا نكون غارقين في الماء كلما وصلنا إلى الكوخ.

كل "نواة سرية" تجمع عامة من أربعة إلى خمسة أشخاص، في بعض الأحيان عشرة، الذين يعيشون في انضباط صارم. جدول استعمال زمان البرنامج صارم موزع حسب دينامية الجماهير، على الدروس السياسية والتدريب العسكري. النهار مخصص للدراسة وأعمال الزراعة. نتناول الطعام في في الصبح الباكر، وحوالي الثالثة أو الرابعة بعد الزوال. لما يحل الظلام، يخرج الأعضاء العاملين في السرية إلى الغابة. لديهم كلمة سر أو صرخة متفق عليها من أجل التعرف على أعضاء الحزب أو الأعضاء الحاسمون بتنظيماتنا في تحد لحياتهم، الذين يحملون المواد الغذائية، تقديم تقرير على الوضع وطلب توجيهات حول القضاء على القمع الذي يضرب مكانا معينا، قرية معينة. في أواخر الليل، ينامون ساعات معدودة تحت النجوم الساطعة، لما يسمح الوقت بذلك. في الفجر، يسيرون في الطريق إلى الحزب الشيوعي. حتى لا يتسببوا في الإزعاج للساكنة، يجب مهما كان الثمن أن يصلوا الغابة قبل طلوع ضباب الصباح. هذه الحياة المليئة بالمخاطر والحرمان، هذه الإرادة العنيدة التي تحرص على العلاقة مع تنظيمات القواعد الخاصة بالسكان، تمنح نفسا قويا لمقاومة للجماهير الثورية.

ترجمة كتاب "سرد حول المقاومة الفيتنامية" 1925ـ 1945، (FM/petite collection maspero)
سرد فو نغوين جياب (الجنرال جياب) عن علاقته بالقائد هو شي منه.