عشتار الفصول:111726 متى يكون ما تُنادي وتُطالب به حقاً ممكناً للتطبيق ،ومتى لايكون ؟!!!


اسحق قومي
الحوار المتمدن - العدد: 6365 - 2019 / 9 / 30 - 21:02
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم     


متى يكون ما تُنادي وتُطالب به حقاً ممكناً للتطبيق ،ومتى لايكون ؟!!!
سواء في الدول المشرقية. أو في الدول الدستورية ،المدنية ،الديمقراطية.
أما في الدول المشرقية .
فكلّ مشاكلها تتلخص في مطلب واحد. هو إقامة دول مدنية ديمقراطية .حتى يمكن أن نقترب من حل نصف مشاكل قهرنا، وظلمنا ،وفقرنا واضطهادنا.أقول النصف لكون الحياة بحد ذاتها عملية معقدة. يُنتج عنها الظلم بشكلٍّ أو بآخر..
وأما إقامة الدولة المدنية. فأُجزم بأنها من المطالب المستحيلة في منطقة المشرق .مستحيلة الوجود مادام هناك 95% من الغالبية لايتخلون عن ماحفظوه بصماً دون أن يُعملوا العقل به.
لهذا فثقتي بعدم تحقيق الدولة المدنية، يرتبط بمبدأ جوهري أساسه العقيدة .وهذا السبب يؤدي إلى استحالة إقامة مثل هذا الطموح .
ويُضاف إلى ذلك موضوع الأمن الوطني . وتقديس غير المقدس ولايهم لو قُتل الإنسان وسحقت شعوب وقوميات. وهاجرت مكوّنات.المهم هو أن يبقى الوطن. ولكن أيّ وطنٍّ ولمن هو مثل هذا الوطن؟!! أغلبنا يتبجح بوطنية مزيفة ، كاذبة .وننادي بشعارات خُلبية. وحين تميل بالوطن الأمور ترانا نحن أول الناس الذين يبيعونه بحفنة من الدولارات. أو نتآمر عليه بسبب أنّ حاكمه ليس من مذهبنا. أو أنّ هناك فساداً.أو أنّ أحدنا حاسبته أجهزة أمنية على جرم اقترفه.والمثال على هذا الأمر بدون مبالغة لو كتبنا عنه لطال بنا الوقت .
أما نحن في سورية . أقدم جزءً من توصيف حقائق واقعية .نحن ندعي بأننا من التبعية السورية ويجب أن يكون ولاءنا للعلم السوري والحكومة السورية مها كانت .لكنّ في الحقيقة هناك غالبية هي سورية ولكن ولاءها ليس لسورية .بل لوطن يقترب أو يبتعد عن سورية .المهم ذاك البلد يتوافق مع رغباتنا الطائفية والمذهبية .
وأما أننا نشعر بما يُعانيه ابن المكوّن الأثني من قهرٍ وظلم ٍ واضطهادٍ .فهذا من المحرمات. بل هو ودعواه يمثلان نكران المعروف والمعاملة التي يتلقاها من الغالبية ولا بدّ من أنه يخون الأمانة فهو يستحق أن نصفه بالخيانة العُظمى .ويجب محاسبته. هو ومن يتطلع بهذا التطلع.
لكن يحق للغالبية دينية كانت أم عرقية .يحق لها أن تستعبد العباد إلى ماشاء ربها ماداموا أقلية ولايسعون إلا للأمان والحرية.
إن قراءة الواقع المشرقي قراءة نقدية وحيادية سيتبين لنا بكلّ تأكيد على أن َّ بوادر مايُشبه الحياة في ظل دولة قانونية وإعطاء الحقوق لأصحابها ، وتحقيق شخصيتها القومية من الأمور غير المعقولة لابل نرى أن عنوان المرحلة القادمة. هو البقاء على ماتريده الأكثرية، وترتاح له الأكثرية غير المستعدة على إحداث خرق ٍ فيقيمها ومنظومتها الفكرية لحساب الحق والعدل .وأما مايطرحه هذا الكاتب ويوصف عدالة المجتمعات المشرقية فهو لايتعدى كحبوب مخدرة .وهنا يكمن مقتل الأوطان . فالوطن الذي لايُساوي حقيقة بين جميع مكوّناته وطن ستتم خيانته وسيتمزق، وسيتم نهبه إن شئنا أم أبينا.
وسوف تتغير معالمه السكانية( المورفولوجية). إن شاء ت العقلية العاطفية أو رفضت. فالحقوق لاتتجزأ ،والعدالة لاتتجزأ. ولا تحيا الأوطان بغير أن نسن قوانين رادعة بحق المجرمين فالإرهاب له أشكاله، وأنواعه، وأساليبه وطرقه .ولن يستيقظ الشرق من سباته بغير قرار وإيمان ٍ جماعي بأن الحاضر والمستقبل يستلزمان تغييراً في المناهج كل المناهج دون استثناء . تتضمن حالة مغايرة لما هو عليه 180درجة عكس ما نحن عليه .وإلا فنحن أمام مأساة إنسانية ومجازر لن تتوقف ورعب لن يهدأ مفتعليه ….
وأما في الدول الغربية
فمنْ يظن بأنَّ في الدول المدنية .لايوجد مظلومين، ومقهورين ،وبائسين ومحرومين .فهو واهم. ولم يدخل إلى أعماق المجتمعات. ويتفهم دور الصراع الطبقي، والتناقضات الاجتماعية والمناهضات التي لو دخلنا وشرحنا حقيقتها ومآسيها .فسنجد مايجعلنا سنصرخ حالا ونقول ليتنا نعيش في دولة دكتاتورية. وليس أمام وحشية أصحاب الأعمال الذين لايملكون أية رحمة ولا رأفة. ثم من قال بأن الدول الديمقراطية والمدنية. ليس فيها من القهر مايكفي ليسقي شعوب العالم الثالث؟!!
هناك حرية، وهناك كرامة، وهناك قوانين تحميك. لكن لاتحميك من المافيات القانونية ومكاتب الضرائب التي تُشكل أكبر السارقين لجهد وتعب الإنسان .عدا أنكَ معرض لكلّ أشكال القهر من الأقوياء والمتسلطين الخارجين على القوانين بحجة الحرية..
ثم من قال لكَ بأن في الغرب هناك كرامة وحياة سعيدة؟
يمكن أن نشعر بهذا نحن القادمين من الشرق .القادمين من عمق مآسينا.لكوننا نتلقى مساعدات لايمكن وصفها إلا بعمل يدل في أعماقه على الاتكالية وتوفير كل مستلزمات أن نكون جماعات تشبه المافيات لكوننا نمتلك المال وهناك حرية مطلقة . أما لو دققنا في حياة الإنسان الغربي فهو يستيقظ قبل أن تشرق الشمس، وينام قبل غروبها. ليتهيأ للعمل الذي يأخذ منه زهرة عمره ، وقد لايتوفر له أن ينام مع زوجته لعدم وجود الوقت الكافي ليصنع معها حبا كما تقول اللغة الإنكليزية...تصوروا يعمل كالآلة حتى عمر ال65 وهناك دولا حتى عام 67 سنة وهو ولايعرف طعماً للراحة غير شهر واحد كلّ عام .يقولون أنه كافٍ ليذهب لدولة ما .ويتمتع هناك بعضاً من الوقت .ولكن كل جهده يصب في دفع فواتير لاتنتهي حتى أن أغلب الكبار في السن لايُشعلون الكهرباء ليلاً بل يعيشون ليلتهم على الشموع .ليوفروا بعضا من النقود لتكفيهم من أجل أمور أخرى.هذا الإنسان العامل يدخل سن التقاعد بعد أن قارب على الموت والبقية من حياته سيقضيها في المشافي ،لايتمكن حتى أولاده في الغالب من رؤيته...وأما راتبه فلايكفي للكهرباء والماء والمسقفات( للبلدية) . المرأة العاملة مظلومة، والرجل العامل مظلوم أيضا...والطفل المولود ضمن هذه الظروف ليس بمظلوم وإنما في حالة مأساوية. فلا يرى أمه إلا في الصباح حيث تُجهزه للذهاب إلى الروضة أو المدرسة ولاتراه إلا في المساء. وفي عطلة الأسبوع الذي لا يكون نصيبه منها غير ساعة أو ساعتين .
وأما عن موضوع شعوره وقيمه ودينه ومذهبه فهذا يستلزم مجلدات. لكن نقول إن الإنسان في الغرب مُهان حتى العظم في حقيقة الأمر وكلّ منا سيتحدث عن الجانب الذي قد رآه. لكن الحقيقة
التي نبحث عنها غير موجودة بجهوزيتها في كلا العالمين الشرقي والغربي.
يستلزم شباباً يؤمن بحق غيرهم بالحياة.
وإنهاض ونهوض الشرق أراه أفضل أن نضيع في الغرب ليقترب مني أخي الآخر خطوة وأقترب منه خطوة ونصنع وطنا للعمل والصدق والحق والإخاء.
هكذا أرى .
ولكم كل التقدير.