ناديجدا كروبسكايا: المتطوعون الصغار (مقال مترجم)


حسين محمود التلاوي
2019 / 9 / 30 - 21:01     

هذه ترجمة لمقال "المتطوعون الصغار: كيف يمكن للمرأة العاملة أن تمد يد المساعدة؟" بقلم ناديجدا كروبسكايا كاتبة ومعلمة ثورية روسية، ومسئولة في حزب العمال الديمقراطي الاجتماعي الروسي. شغلت منصب نائب وزير التعليم في الاتحاد السوفييتي منذ عام 1929 إلى وفاتها عام 1939. كانت زوجة الزعيم السوفييتي "فلاديمير لينين" منذ عام 1898 إلى وفاته عام 1924.
نُشِرَ المقال في دورية العمال الأسبوعية، عدد 3 يوليو 1925؛ وهي من منشورات الحزب الشيوعي في بريطانيا العظمى. وجاءت الترجمة عن النص الإنجليزي؛ وهو مأخوذ من موقع الأرشيف الماركسي على الإنترنت Marxists Internet Archive. وترجع أهمية المقال إلى كونه يتناول مقترحات لتفعيل دور المرأة والطفل في بناء المجتمع السوفييتي، والآليات التي تنظم تنفيذ تلك المقترحات.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يفهم البرجوازيون في مختلف البلدان تمامًا مدى تأثير خبرات الطفولة على الناس. ولهذا السبب يسعى البرجوازيون إلى أن يتشرب الأطفال الروح البرجوازية منذ سنوات عمرهم الأولى.
ويسير بحماس محموم في هذا الاتجاه رجال الدين والمعلمون العبيد للحكومة البرجوازية ومؤلفو كتب الأطفال الذين يتقاضون أجورهم بالكلمة وملاك دور السينما الجشعون.
وخلال السنوات الأخيرة، لجأ البرجوازيون إلى منظومة صبية الكشافة لتنظيم الأطفال في فرق مخلصة للنظام الاجتماعي القديم؛ فالتخييم والمعسكرات المؤقتة والألعاب الممتعة والرياضات كلها أدوات تستحوذ على تفكير الأطفال بدرجة لا تجعلهم يعرفون أنهم في هذه الأطر التنظيمية يقعون في شباك الأفكار البرجوازية، وأنهم يُدَرَّبُون كعبيد مخلصين للرأسمالية. وتستند منظمة الأطفال الفاشية في إيطاليا والمعروفة باسم بيليلَّا Belilla على المبادئ نفسها التي تستند إليها منظومة صبية الكشافة.

مليون متطوع روسي
على الجانب الآخر، لدينا الشبيبة الشيوعية العالمية المدعومة من الأحزاب الشيوعية تناضل لتأسيس حركة الأطفال الشيوعية.
في ألمانيا تتسم مجموعات الأطفال بالتنظيم الجيد للغاية، ولا يترك الأطفال أنفسهم ليقبعوا في مدارسهم، ويرفضون أن يتلوا الأدعية، ويساعدون العمال عند الإضراب، ويجمعون المال للأطفال الجياع، وبسبب كل هذه الأنشطة، يُقتادون إلى أقسام الشرطة؛ حيث يتعاملون هناك مع وضعهم بكل بسالة. تنظمهم حركة الأطفال بشكل جيد للغاية، وتدربهم على البسالة والرغبة في النضال.
وهنا في روسيا بدأت حركة الأطفال في النمو، ويتراوح سن المشاركين في الحركة بين الحادية عشرة إلى الرابعة عشرة، ويُطْلَقُ عليهم "المتطوعون الصغار"، والذين يوجد منهم حاليًّا نحو مليون متطوع.
من المهم أن تكون حركة الأطفال مرتبطة بأكبر قدر ممكن بالمنظمات العمالية بخاصة المنظمات العمالية النسائية.
ما الذي يمكن أن تفعله النساء العاملات لـ"المتطوعون الصغار"؟ قبل كل شيء يمكن للنساء العاملات الواعيات أن يثرن حماسًا كبيرًا بين النساء العاملات والفلاحات اللائي يفتقدن إلى الوعي الطبقي، ويشرحن لهن ما يعنيه تعبير "المتطوعون الصغار".

شرح الحركة
وتضفي المشاركة في منظمة "المتطوعون الصغار" على صداقة أطفال العمال مع رفاقهم الكثير من الخبرات السعيدة، كما تمنحها وعيًا بالصراع الطبقي، كذلك فإنها تثير فضولهم. ويتعين أن يُشْرَحَ كل ذلك إلى النساء العاملات والفلاحات اللائي لا يفضلن انضمام أطفالهن إلى حركة "المتطوعون الصغار" ، ويوبخن أطفالهن على الانضمام إلى المنظمة.
ويجب أن يُشْرَحَ لهن أنه من المهم للفتيات كما هو مهم للفتيان تمامًا أن ينضممن إلى الحركة؛ حيث لا يتعين أن تُقَيَّدَ الفتيات في المنزل، بل يتعين أن يتعودن منذ سن صغيرة أن يكنَّ في منظمة واحدة مع الفتيان بحيث يقفن معهم على قدم المساواة رفاقًا ورفيقات.
يرغب "المتطوعون الصغار" في العمل، ويريدون أن يصبحوا من الأيدي العاملة في المصانع. وفي واقع الأمر فإنهم يريدون أن يصبحوا قادرين على أداء قدر كبير من المهمات، وأن يجري إعدادهم لأن يتعلموا من أي شخص يمكنه أن يعلمهم. تستطيع النساء العاملات أن يفعلن الكثير. لذا، لنسمح لهن بأن ينقلن معرفتهن إلى "المتطوعون".
يمكن للمرأة العاملة أن تجد ألف طريقة تساعد بها "المتطوعون الصغار" على أن يكبروا مقاتلين راسخين مخلصين، وعمالًا مؤهلين ذوي كفاءة، وشيوعيين حقيقيين.