حول الحرب من منظور الماركسية اللينينية - الأطروحة الأولى


امال الحسين
2019 / 9 / 25 - 18:21     

كتب لينين في تعليق على مواقف البرجوازية والانتهازية حول الحرب : "تفحصوا من قريب موقف المدافعين عن نزع السلاح."، لينطلق لتقديم "البرنامج العسكري للثورة البروليتارية"، الذي بناه انطلاقا من فضح مقول الانتهازيين "الدفاع عن الوطن"، التي اتخذوها لتبرير الحرب الإمبريالية الأولى التي شاركت فيها بلدانهم الإمبريالية، وهم يستهدفون تغيير النقطة القديمة في الحد الأدنى للبرنامج الاشتراكي ـ الديمقراطي : "ميليشيات" أو "تسليح الشعب"، بنقطة جديدة بعنوان : "نزع السلاح".

ومن أجل ذلك أطلقوا بروباكندا انتهازية بحجة "نزع السلاح" التي اعتبروها تستهدف "أي حرب"، وهم يرتكبون، حسب لينين، خطأ كبيرا، إذ لا يمكن للاشتراكيين الموافقة على "نزع السلاح" دون اتخاذ موقفهم المحدد حول الحرب الإمبريالية وكيفية مواجهتها، مما يحيلنا إلى تحديد موقفهم من "الحرب الثورية".

وأكد لينين أن الاشتراكيين "لن يكونوا أبدا ضد الحروب الثورية" كما لا يمكن أن يكونوا في صف برجوازية القوى الكبرى الإمبريالية الغارقة في الرجعية، واعتبر أن هذه الحروب التي تقودها البرجوازية هي "حروب رجعية، عبودية وإجرامية"، وبالمقابل هناك حروب ضد البرجوازية وهي حروب ثورية، حروب الشعوب المضطهدة ضد الاستعمار من أجل التحرر من نير المستعمرين البرجوازيين.

ومن أجل تسويق مقولة "نزع السلاح" يتم تبرير منطلقات الانتهازية بأن "في هذه الحقبة التي أطلق فيها عنان الإمبريالية، لم تعد أي حرب وطنية ممكنة"، هذا الحكم الذي وصفه لينين بالكذب، واعتبر أن القرن 20 عبارة عن قرن "الإمبريالية المطلوقة العنان"، لكون الحروب الاستعمارية تنتشر فيه، لهذا وجب على الاشتراكيين الأوروبيين أن يواجهوا الدعاية للحرب الاستعمارية التي تطلقها "الشوفينية الأوروبية"، فهذه الحروب تواجهها غالبا حروب وطنية وانتفاضات وطنية ل"هذه الشعوب المضطهدة" من أجل التحرر من اضطهاد البرجوازيين لهم.

ورغم أن الإمبريالية في البلدان المضطهدة تعمل على تسريع "التنمية الرأسمالية بهذه البلدان جد المتخلفة" فإنها بالمقابل، تقوم بقمع "النضال ضد الاضطهاد القومي"، وهكذا تقوم الإمبريالية بإشعال الحروب الوطنية في غالب الأحيان من أجل خدمة مصالحها.

ويلجأ الانتهازيون في الدفاع عن أطروحاتهم الشوفينية إلى مقولة جينيوس : "في حقبة الإمبريالية أي حرب وطنية ضد إحدى القوى الإمبريالية الكبرى تتدخل قوة كبيرة أخرى منافسة للأولى وأيضا إمبريالية، وفي كل حرب كونية تتحول إلى حرب إمبريالية"، وقام لينين بدحض هذه المقولة الرجعية واعتبرها خاطئة، حيث يمكن أن يحدث ذلك ولكن "ليس في هذه الحالة"، في الحرب الإمبريالية الأولى، واستشهد في ذلك بالعديد من الحروب "التي اتخذت مسارا آخر" في سنوات ما بين 1900 و 1914، ونفى عدم امكانية اندلاع "حروب وطنية تقدمية" لما تبلغ الحرب الإمبريالية الأولى "حدها الأقصى في الدول المتحاربة"، حيث تندلع "حروب وطنية" تجريها البلدان المضطهدة ضد الدول الإمبريالية وهي حروب ثورية.

ووصف نفي إمكانية حدوث حروب وطنية في عصر الإمبريالية بالخطأ "نظريا وتاريخيا"، وهو موقف تروجه الشوفينية الأوروبية، وهو كذلك "خطأ واضح : ممارسة"، لكون انتماء الاشتراكيين إلى أمم إمبريالية تضطهد "مئات الملايين من الناس بأوروبا، إفريقيا، أسيا، إلخ ..."، فمن الواجب عليهم أن يتضامنوا مع هذه الشعوب المضطهدة، ولا يمكن أن يروجوا لعدم إمكانية حدوث حروبهم/الحروب الوطنية ضد حروب أممهم الإمبريالية على هذه الشعوب.