في ذكرى د. حيدر عبد الشافي سيرة عطرة دائمة التجدد


محسن ابو رمضان
الحوار المتمدن - العدد: 6361 - 2019 / 9 / 25 - 11:14
المحور: القضية الفلسطينية     


في هذا العام تزامنت الذكري الثانية عشر لوفاته مع مئة عام علي ميلاده.
الملاحظ باحتفالات إعادة إحياء الذكري من قبل العديد من مكونات المجتمع السياسية والأهلية والثقافية انها تميزت بالشغف والرغبة المتزايدة والمتصاعدة للتعرف علي العديد من مفاصل حياته الشخصية بأبعادها السياسية والاجتماعية والحقوقية .
فهناك رغبة شديدة خاصة من أوساط الشباب والجيل الصاعد بالتعرف علي هذا الإنسان الذي تميز بالنزاهة ونظافة اليد والاستقامة والحرص علي الوحدة الوطنية .
تميز ايضا بالربط المحكم ما ببن الكفاح الوطني والاجتماعي الرامي اي الاخير لتعزيز صمود الشعب عبر العديد من المنظمات الأهلية التي أنشئها و كذلك بالبعد الديمقراطي الذي كان يعتبره الراحل الكبير أحد القيم والأدوات الهامة لتحقيق التماسك المجتمعي وثقافة احترام التعددية والمواطنة المتساوية المتكافئة .
المفارقة المثيرة للانتباه بإحياء الذكري انه كلما زادت السنوات التي تبعدنا عن يوم وفاته زاد تعلق الناس به وذلك بخلاف قانون الطبيعة والمجتمع حيث كما يقال فإن الموت يبدأ كبيرا ثم مع الزمن يصبح صغيرا .
ان حالة د. حيدر تختلف تماما عن هذا القانون فهناك علاقة طردية ما بين وقت الوفاة والتفاف الناس حولة سيرة وقيم ومبادئ فكلما زاد الوقت الزمني الذي يفصلنا عن يوم الوفاة زاد تعلق الناس به .
يعكس هذا الالتفاف الحاجة الي النموذج والمثال والذي تفتقده الجماهير بصورة كبيرة لكي يعطي دروسا بالحكمة وتحمل المسؤولية والنزاهة والعمل التطوعي ونكران الذات في زمن تراجعت به هذه القيم بصورة كبيرة لصالح مفاهيم النفعية والزبائنية والنزعة الذاتية والفئوية كما تعكس الحاجة الي الوحدة الوطنية والتي كانت أحد المبادئ الرئيسية والتي كان دائم العمل لتحقيقها للراحل الكبير بديلا للانقسام والشرذمة والتفتيت وكذلك الحاجة الي الديمقراطية والتي تقلصت ايضا بصورة ملحوظة .
ان إحياء ذكري الراحل الكبير ابو خالد هذا العام بهذا الزخم النوعي في قطاع غزة يؤكد انه ترك بصمات من المبادئ التي أثرت وما زالت تؤثر بالثقافة المجتمعية .
علينا استلهام هذه التجربة المجيدة والتعلم منها وإعادة إنتاج ما كان يردده من قيم ومعان عبر العمل علي ربط النظرية بالتطبيق وبهذا نكون قد حققنا رسالة الوفاء لطبيب الفقراء وضمير الشعب د. حيدر عبد الشافي .