يا أمريكا أريد أن أكون ملكًا للأردن وفلسطين 3


أفنان القاسم
الحوار المتمدن - العدد: 6360 - 2019 / 9 / 24 - 21:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

شرط العائلة من شرط الدولة

في هذه المرحلة، في هذه المرحلة الانتقالية، ولشروط تفرض نفسها عليّ كملك للأردن وفلسطين، سأعمل كما هو دأبي، خلال هذه المرحلة، مع أفراد أسرتي (ليش الأستاذ ترامب أحسن مني ههههههه!!!)، لتسهيل الأمور التي آه ما أصعبها، فقوس قزح مؤسستي التي يعرفها العالم أجمع من "شغل العائلة"، شغلي وشغل زوجتي وبناتي، لكل واحد منا دور يلعبه لتشغيلها، لتفعيلها، وأنا أعتبر المملكة، كالمؤسسة، شغل العائلة، مع فرق أن المؤسسة شغل العائلة إلى ما لا نهاية بينما المملكة شغل العائلة لعدة أشهر أقصاها سنة، لتكون شغل الشعب بعد أن أرسي قواعد حرياته، وبعد أن أبني جسور أمنياته، فبعقل أفراد أسرتي تكون القدرة على فهم الأشياء أعمق إلى جانب عقول أخرى تمتلك الأسس العلمية والخبرات الإبداعية، خصوصًا في الظرف الاستثنائي الراهن، وبعقل أفراد أسرتي تكون القوة في التنسيق والسرعة في الحسم والثقة في اتخاذ القرارات، أفراد أسرتي الأقوياء بقوة مشروعي السياسي، الحكماء بحكمة سلوكهم الشخصي. لهذا سيكون أخي المحامي أيمن القاسم رئيسًا للحكومة الأردنية من أجل إنجاز مهمته الواحدة والوحيدة التي هي –أكرر- إعداد الدستور الأردني وإعلاء القانون الانتخابي وإجراء انتخابات تشريعية تؤدي إلى تشكيل حكومة كل السلطات التنفيذية بيدها بما فيها وأولها سلطة الهوية تحت مراقبة ممثلين للأردنيين انتُخبوا بكل حريةِ المجتمع المدني وبكل ديمقراطيةِ العصر الحَداثي. الشيء نفسه في رام الله حيث سيكون أخي الدكتور مهند القاسم رئيسًا للحكومة الفلسطينية من أجل إنجاز المهمة نفسها، إضافة إلى ترتيب انتهاء الاحتلال، وذلك بوضع منهج لانسحاب الجيش الإسرائيلي. أما إلى غزة، فستذهب أختي المحامية باسمة القاسم (المتحجبة والمتدينة بعقل كبير فيه مكان واسع لكل الآفاق الدينية وغير الدينية) لتعمل على إفهام زعماء حماس أن زمنهم انتهى كحكام ولم ينته كأشقاء، وأن فصل الدين عن الدولة لا يعني عزلهم أو إقصاءهم، بل هم مدعوون إلى المشاركة في الحكم الجديد لدولة فلسطين، تحت شرط تعليق الدين في الخزانة، فهم لن يحبوا الدين أكثر من الوطن، هذا الوطن الذي هو قلبنا وعمرنا ووجودنا، والذي يفرض علينا جميعًا واجب بنائه. سينسق ثلاثة إخوتي معي، وأي وقت تستعجلهم فيه مهماتهم، لأن قضيتنا التي هي قلب حركة الزمان لم تعد تحتمل الانتظار أكثر مما احتملت، ولأن همومنا التي هي مستقبل مصير الإنسان لم تعد تقبل التأجيل أكثر مما قبلت.



شرط قوس قزح من شرط المملكة

مملكتي ليست مملكة بطريركية تستند في الحكم على اللحية والكوفية والدشداشة ويا حيا الله! ستكون ولية عهدي (بعد عمر طويل ههههه!!!) ابنتي الكبرى غيداء القاسم، لتكون ولية عهدها ابنتها البكر مارجو القاسم، فالوليد البكر ذكرًا أم أنثى هو الوريث في وضع أسرتي المالكة، وبثلاثتنا أنا وابنتي وحفيدتي نكون الضامنين لثلاثة أجيال من حكم المملكة. بناتي الثلاث الأخريات ستكون لكل منهن إمارة اسمية على مدينة أو على منطقة من دولتَيِ الْمملكة كما هو جار في إنجلترا، وفقط، على عكس الطفيليات التي تلهط نصف ميزانية الدولة، وبالمقابل ستكون لهن وظائف إدارية هامة في مؤسستي الأخطبوطية قوس قزح: ميساء القاسم فرع باريس، إيناس القاسم فرع لندن، دينة القاسم فرع واشنطن، بينما ستشرف ولية عهدي غيداء القاسم على إدارة سفاراتنا في العالم، هذه السفارات ستكون مزدوجة التمثيل لقوس قزح وللمملكة، لتوفير الرواتب ولتنسيق المهمات التي تدور في محورين، محور جلب الاستثمارات من أركان الأرض الأربعة، ومحور تنفيذ المشاريع العملاقة التي مَدَاكُّهَا العواصم الخمس الفذة طهران الرياض تل أبيب القاهرة الرباط، والتي قمت بتفصيلها في هذا الموقع.



شرط الاتفاق بيني وبين إسرائيل من شرط الطبقة السياسية

الاتفاقات التي تمت مع إسرائيل أو التي اقتُرحت عليها كانت تدور بين أفراد ينتمون إلى طبقة سياسية واحدة، طبقة مغلقة، لهذا كان التهاون في وضع هذه الاتفاقات، وكان الإهمال في تنفيذها أو قبولها، فكيف تقبل إسرائيل مبادرة السلام العربية مقابل الاعتراف بها وإسرائيل في الكواليس معترف بها؟ وما لم يكشفه أحد قبلي، والسعودية تدفع المليارات السنوية لإسرائيل تحت غطاء المعونات الأمريكية؟ كذلك كيف تلتزم إسرائيل باتفاقيات أوسلو والمتفقون فيما بينهم من طينة واحدة، الطبقة السياسية المغلقة؟ فتم الاتفاق على غير الأساسي إلا الأمني، والباقي كوضع القدس ومسألة اللاجئين وقضية المستوطنين بمعنى الأساسي اتفق الجميع على تأجيله. أما عن اتفاق وادي عربة فحدث! أخفى الأستاذ حسين عن شعبه احتلال وادي عربة غداة 67 عشرات الأعوام إلى أن اضطر للكشف عن ذلك مع معاهدة سلامه، وفوق هذا أجَّر ما ادعى تحريره للإسرائيليين، أي أنهم بقوا في أماكنهم كما كانوا بضع عشرات الكيلومترات من عمان. هذه هي الاتفاقات بين أناس ينتمون إلى طبقة سياسية واحدة، إنها ليست الخيانة بالمفهوم الشعبي، فلا خيانة هناك، إنها الممارسة الطبيعية لطبقة سياسية بغض النظر عن كون هذا يهودي أو هذا عربي أو هذا إيراني أو هذا كردي أو هذا تركي أو هذا أمريكي أو هذا فرنسي أو هذا إنجليزي أو هذا غيره، وعندما يخرج أحد هذه الطبقة عن خطها المرسوم، تتم تصفيته، كما حصل مع رابين، وكما حصل مع عرفات. القذر الأول كبير المفاوضين عريقات كان يفاوض مع تسيبي ليفني وزيرة خارجية إسرائيل وهو في فراشها والكاميرات تشتغل، والقذر الثاني صغير المأجورين عبد ربه كان يفاوض كذلك مع المذكورة الجميلة بحق وهو في فراشها والكاميرات تشتغل، بينما القذر الثالث رئيس وزراء ياسر عرفات أبو علاء كان يبيع إسمنته للمحتلين لبناء جدار القهر العنصري. القذران ولدا عباس كانا ولم يزالا يشفطان كل العقود الكبرى مع الدولة التي هي الحظيرة لأبيهما، ثم يأتي عباس بلا لباس –كما يقول المثل الشعبي- لِيُتَفْتِف أنا حردان! احتجاجًا على بناء المستوطنات، ليترك الإسرائيليين على حل شعرهم، فينفذوا كل ما يخططون. هل اتفاق مع هؤلاء اسمه أوسلو يمنع البصاق عليه من فم نتنياهو أستاذ الكل في المبصقة التي اسمها الحكم الذاتي؟ عندما أرسلت إليه خطة سلامي الأولى عن طريق سفيره في باريس طرحت عليه سؤالاً: لماذا لا تعمل إلا مع العملاء؟ رسالتي حتمًا موجودة في أرشيفه، فلم يجبني، ولم يجبني على خطتي، بينما جميع عظماء العالم أجابوني عليها. كل ما سبق لأقول إنني أنتمي إلى طبقة سياسية تختلف تمام الاختلاف عن الطبقة السياسية التي ينتمي إليها حكام إسرائيل، وهذا هو شرط كل اتفاق عادل، ألا ينتمي الطرفان إلى بنية سياسية واحدة، هذا هو مبدأُ كلِّ اتفاقٍ حرِّ النظرةِ إلى العالم، هذا هو قمرُ كلِّ اتفاقٍ قويٍّ بأماني الشعبين، وهو لهذا اتفاق يتم تنفيذه في الحال، لأنه يشترط على الطرفين تنفيذه في الحال، وتنفيذه بحذافيره، ولا شأن هنا بلوبي أم بغيره، لا شأن هنا بمبادرة جَرَبِيَّة (على وزن أنظمة عربية) أم بغيرها، لا شأن هنا بالضغط على ملاك أم بالضغط على شيطان، أمريكا هي الملاك في هذا السياق، شروط المصالح هي شروط الواقع، وشروط الواقع هي شروط الاتفاق، وفقط.



شرط التعامل من شرط الواقع

توقفوا عن التفوق الرقمي لمؤامراتكم، هل فقدتم السيطرة على نفوسكم الافتراضية؟ لم يبق لكم ما تربحونه في العالمين الحقيقي والإلكتروني بعد أن جربتم كل شيء، الابتزاز، الإرهاب، الحرب. قتلتم الإنسانية، قتلتم إنسانيتكم. أنا أعرف، ندائي أخلاقي، وأنتم لا أخلاق لكم. أنتم برامج، أوامر، أرقام. في فترة من حياتي كنتُ أستاذًا للرياضيات، وأعرف أن الأرقام ليست شيئًا ميتًا. كنت أضع الأرقام في معادلات، فتحيا. وهذا ما أحاول معكم، أضعكم في معادلات الحقوق لشعبينا. ندائي هذا أخلاقي، إلا أن كلامي ليس درسًا في الأخلاق، كلامي ليس كودًا من الكودات، كلامي ليس شعرًا من أشعار محمود درويش، كلامي حُكْمُهُ بحكم البديل. لكنكم لم تزالوا تسيرون في الطريق نفسه، ولم تزالوا تتعاملون بالطريقة نفسها، بالطريقة السافلة، بالعقلية السائدة، بالعقلية البائدة، حسب الفرضية الهوليودية عن الغالب والمغلوب، إما نحن وإما أنتم! وها أنتم اليوم على شاشات التلفزيون الفرنسي تعودون إلى التلويح بداعش كخطر كامن، كسيف قاطع، كتوقع تغرسونه في نفوسنا لِتُرَوِّعونا، فيغدو هاجسُنا الإرهابَ لا الرغيف لا الكرامة لا الطفولة، لتمتطونا، فلا نطالب، لا نغير، لا نحيا، نخضع، الخضوع، فقط الخضوع، قضية الخضوع أقوى من كل القضايا، هكذا أنتم تحلون قضايانا بالخضوع، والخضوع لا يحل أية قضية، الخضوع قضيته هي التي تحل نفسها بنفسها، عندئذ ماذا ستفعلون؟ الخارجون على القانون في السلطة هو قانونهم، أصحاب القانون هم القتلة، اسألني عن القاتل أدلك عليه، القاتل هو النظام، النظام هو البحر، الجهاز هو الموجة، الأمواج هي الأجهزة الأربعة التي تحكم العالم، إنها الصورة الخارجية لأنانا. تَطَابَقْنَا نحن والأجهزة، صرناها، صارتنا، صرنا إخضاعَ أنفسِنَا لأنفسِنَا، بينما النظام يتفرج علينا. للخلاص مما نحن فيه، علينا البدء من هنا، علينا الخروج من الأمواج، والخروج من الأمواج يكون عن طريقين أحدهما البديل للآخر، طريق اليأس الذي سيؤدي إلى تهديم النظام، وطريق الأمل الذي سيؤدي إلى تفهيم النظام. سيكون هذا وذاك بقوة الأشياء التي هي أعظم من أعظم قوة كانتها الأجهزة، أقول كانتها كفعلٍ ماضٍ ناقصٍ، فالأجهزة تغرق في الأمواج مثلما نغرق نحن فيها، أقول الأجهزة تغرق كاكتمال للفعل الماضي الناقص، إنها الصورة الداخلية لأنانا. تَنَافَرْنَا نحن والأجهزة، لم نصرها، لم تصرنا، لم نصر إخضاع أنفسِنَا لأنفسِنَا، وإنما إخضاعَهَا لأنفسِنَا. إنه فعل الحياة، فعل الإرادة، فعل الحرية! الكلام الأدبي هذا للمصائر السياسية يُجّمِّل نهايات الأنظمة، ويترك للواقع التشنيع فيها، فهل ستتعظ أمريكا؟ هل ستتعظ إسرائيل؟ هل سيتعظ الغرب؟ هل سيعتبر الحكام العرب؟ الحقيقة الواقعية غير الكتابة الأدبية، الحقيقة الواقعية حادة حامزة حامضة مالحة مُرة، عليهم أن يذوقوها قبل أن تذيقهم مرارتها، فتفلت الأمور من أيديهم، وبإرادتها تهلكهم. بإرادة ديونك يا أمريكا، فقط بإرادة ديونك، ستهلكين، ومعك ستهلك إسرائيل ربيبتك، ومعك ستهلك السعودية مخرأتك، ومعك ستهلك كل الدول الكرتونات المشخخات المشيخات، فلن تنفعك شرمطات الابتزاز، ولن تنقذك ستريبتيزات الأونطة، ولن تدعمك ديكتاتورياتك المفضلة، ستهلكك الفقاعة القادمة ونعالك، فتفقعون كلكم أنتم وشعوبكم. قضيتي هي التي ستحميك يا أمريكا وشعبك من أية فقاعة، ومشروعي الوجودي هو الذي سيعمل على تسديد ديونك وبنوكك، لأن مشروعي الوجودي هذا هو فرصتك (وفرصة كل الآخرين) لتستثمري، لتُبدعي، لتعيدي أمجادك، ليكون الحلم الأمريكي، ليكون الحلم الفلسطيني، ليكون الحلم الإسرائيلي، ليكون الحلم العربي، ليكون الحلم الإيراني، ليكون الحلم الكردي، ليكون الحلم التركي، باختصار ليكون الحلم الإنساني. هذه هي حقيقتي التي أنقلها بقوس قزح على أجنحة نسور التقدم، إنها إنشاءُ الحقيقة لا حقيقةُ الإنشاء. ها أنا أُرضي كل هواجس الاقتصاد بعد أن أرضيت كل هواجس الهوية، وبدون حل قضيتي، قضية الوجود، قضية الإنسانية، كما أرتأي، وفقط كما أرتأي، لا حلول لباقي القضايا، إضافة إلى أن الشروط السياسية اليوم هي غير الشروط السياسية لاتفاقيات الأمس ومبادراته، إنها شروطي. ستبقى إسرائيل مرفوضة مبتورة مقهورة رغم كل قوتها المصطنعة، فهي مخزن أسلحة أمريكي فقط لا غير، ورغم كل عنجهيتها المصطنعتين، فهي طاووس أخرق أمريكي فقط لا غير. لن تدخل إسرائيل التاريخ إلا معي، ولا حتى المراحيض بلا معي ستدخل، وستكون نهايتها.