في دكرى تأسيس منظمة إلى الأمام


التيتي الحبيب
الحوار المتمدن - العدد: 6337 - 2019 / 8 / 31 - 22:32
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي     


الأقنعة التي سقطت
ولا زالت تتساقط

في 30 غشت من سنة 1970 تأسست منظمة إلى الأمام المنظمة الماركسية اللينينية المغربية بعد أن اقتنع مناضلون منهم من كان ينتمي إلى الحزب الشيوعي المغربي- التحرر والاشتراكية وحزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية أو لم ينتموا إلى أي تنظيم من قبل بضرورة بناء حزب البروليتاريا المغربي لانجاز مهام الثورة المغربية كجواب على حقائق تأكدت وأصبحت غير قابلة للتغطية أو التجاهل وهو الأمر الذي لخصته وثيقة سياسية شهيرة تحت عنوان سقطت الأقنعة فلنفتح طريق الثورة والأقنعة الني سقطت حينها والتي لا زالت تتساقط هي:

1- اتضح أن الاستقلال الذي حصل عليه المغرب هو منقوص بل هو اتفاقات سياسية استراتيجية وصفقة عقدت مع المستعمر الفرنسي ليدخل المغرب إلى عهد الاستعمار الجديد وبالتالي كان الاستقلال شكليا لا غير. وهذا هو القناع الأول الذي سقط.

2- النظام الذي تولى السلطة نظام يخدم مصالح فئات اجتماعية ذات مصالح وثيقة الارتباط مع القوى الامبريالية ولذلك استحق صفة النظام اللاوطني وهو نظام يسهر على إجهاض كل كفاح التحرر الذي بدأه الشعب المغربي. ويشكل هذا القناع الثاني الذي سقط.

3- عجزت كل القوى السياسية البرجوازية التي قادت الحركة الوطنية أو أسست لجيش التحرير على استكمال مهام التحرير فالتحقت بالحلول التوفيقية والمساهمة من موقع التابع الضعيف بل أن قياداتها المتنفدة لعبت دورا في إخماد روح الثورة في القواعد الشعبية والخلايا التي التحقت بهذه الأحزاب. لقد أصبحت هذه الأحزاب تلعب دور عرقلة تجدر نضالات الشعب وتغيير موازين القوى لصالح استكمال مهام التحرير. اتضح أن الإصلاحية كمنهج واختيار سياسي والتحريفية كمنهج واختيار فكري وإيديولوجي باتت تشكل عقبة أمام تطور الصراع الطبقي ببلادنا. وشكل هذا القناع الثالث الذي سقط.

4- أمام تنامي نضالات الشعوب والانتصارات التاريخية التي حققتها حركات التحرير وفي طليعتها نضالات الشعب الفيتنامي وفي أمريكا الجنوبية واسيا وإفريقيا وتطور نضال الشعب الفلسطيني تحت قيادة اليسار الماركسي اتضح أن هذا الزخم التحرري وتجدر نضالات الشعوب يجري تحت راية الماركسية الثورية الماركسية اللينينية في مواجهة عنيفة مع التحريفية في الاتحاد السوفياتي وفي مناطق هيمنتها.وكان هذا هو القناع الرابع الذي سقط.

5- أظهرت الثورة الثقافية الصينية أن الحزب الشيوعي حزب البروليتاريا هو حزب يتأسس على أرضية ومشروع خط الجماهير يقطع مع الأساليب البيروقراطية والأنوية الثورية العسكرية المفصولة عن الجماهير والمستعدة لانجاز التغيير الثوري نيابة عن الطبقة العاملة وحلفائها الدائمين. وكان هذا هو القناع الخامس الذي سقط.

6- سقط جدار برلين وسقطت معه العديد من الأحزاب والقناعات وانكمشت الحركة الشيوعية على الصعيد العالمي وتعرض المناضلون الماركسيون اللينينون المغاربة إلى سياسة الأرض المحروقة نتج عنها شهداء ومعتقلون ومعطوبون ونازحون مهجرون عن وطنهم فتراجعت القناعات وظهرت الردة ولم تصمد وتثبت إلا فئة قليلة للغاية فكان الامتحان شديدا سقطت معه العديد من أقنعة الرياء أو الردة أو البحث عن التوافق أو الالتحاق بصف العدو الطبقي.

فتحت إلى الأمام طريق الثورة وهو طريق انجاز القطائع الفكرية الإيديولوجية والسياسية في انتظار استكمال مهمة بناء الحزب المستقل للطبقة العاملة والذي عبر أطره البروليتارية الفذة والمكونة والمدربة ستواصل إسقاط العديد من الأقنعة لان عملية ارتداء والتلبس بالأقنعة عملية مستمرة باستمرار صراع الطبقات وباستمرار الدولة الطبقية والطبقات السائدة في مهمة منع وحرمان الطبقة العاملة من التطور والتحول إلى طبقة مهيمنة تأخذ السلطة وتبني دولتها.انه طريق طويل ومعقد ودونه التضحيات الجليلة.

فتحية المجد والخلود للشهداء عبد اللطيف زروال وسعيدة المنبهي وأمين التهاني ومعهم كل شهداء الشعب المغربي بمناسبة هذا اليوم الخالد في تاريخ شعبنا وفي تاريخ الماركسيين اللنينين المغاربة ورفاقهم عبر العالم.