حكايةاختطاف أدغاردو مورتارا


عبدالرزاق دحنون
الحوار المتمدن - العدد: 6328 - 2019 / 8 / 22 - 11:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

في كل قرية يوجد هناك شعلة تُنيرها-المعلم
ويوجد من يُطفأها-القسيس
فيكتور هوغو

في عام 1848 تم اختطاف طفل في السادسة من العمر لأبوين يهوديين, عنوة و بالقانون وبأمر من المحققين من قبل الشرطة الباباوية في روما. أدغاردو أخذ من أمه التي تشهق بالبكاء وأبيه المذهول. أُخذ إلى بيت التنصير ومن يومها نشأ كرومي كاثوليكي. وباستثناء بضعة زيارات تحت مراقبة شديدة من القساوسة, لم يستطع أهله رؤيته أبداً.
ما سبب ذلك؟
في أحد الأيام تولت رعايته "آنا موريسي" فتاة كاثوليكية كانت في الرابعة عشر من عمرها آنذاك. مرض الصبي وأُصيبت الفتاة بالفزع لخوفها من أن يموت. وبما أنها تربَّت على الإيمان بفكرة أن الطفل الذي يموت بغير معمودية سيعاني في جهنم الحمراء للأبد, فقد سألت النصيحة من جار كاثوليكي والذي علَّمها كيفية تعميده. فعادت إلى المنزل ورشت بعض الماء من سطل على رأس الطفل أدغاردو وقالت:(أعمدك باسم الاب والابن والروح القدس) وهذا كل شيء. ومنذ تلك اللحظة أصبح أدغاردو مسيحياً. بعد أعوام عندما سمعت الشرطة الكنسية بالحادث تصرفوا فوراً وبشكل حاسم.
والسؤال:
لماذا استخدم اليهود في دولة الباباوية بنات كاثوليكيات كعاملات في منازلهم؟ و لماذا لم يحرصوا على توظيف مُستخدمة يهودية؟
الجواب:
اليهود احتاجوا عاملات ممن لا يمنعهم دينهم من العمل يوم السبت. ولهذا لسبب فإن العائلات اليهودية التي تستطيع دفع أجر عاملة في بولونيا الإيطالية اختاروا كاثوليكيات لهذه العمل.
ماذا قالت الجرائد؟
صرَّحتْ جريدة "الكاثوليكو" حول السبب الذي يجعل الغالبية تفشل في رؤية حجم المعروف الذي أدته الكنيسة الكاثوليكية لأدغاردو مورتارا عندما أنقذته من عائلة يهودية:" لو أن أيَّاً منّا فكّر بالأمر بجدة وقارن ظروف اليهود, بدون كنيسة حقيقية, وبدون ملك, وبدون وطن, متفرقين ويعتبرون غرباء أينما كانوا على وجه الأرض. بل أكثر من ذلك, مكروهين أيضاً للوصمة البشعة التي تلاحقهم كقتلة للمسيح...سيفهم فوراً الميزة الكبيرة التي منَّ به البابا على مورتارا الصبي"
فكرة أخيرة:
يُحكى أن ألفرد هتشكوك مخرج أفلام الرعب المشهور كان يقود سيارته عبر سويسرا عندما أشار فجأة عبر زجاج السيارة قائلاً: شيء أكثر رعباً لم أُشاهد في حياتي: كان عبارة عن قسيس يتكلم مع طفل صغير ويده على كتف الصبي. هتشكوك أخرج رأسه من نافذة السيارة وصرخ: أركض يا بني. أنجو بحياتك.