الأقليات القومية والدينية في الشرق الأوسط. بين الشوفينية والإقصائية والتكفيرية ومصالح الدول الغربية!!


اسحق قومي
الحوار المتمدن - العدد: 6321 - 2019 / 8 / 15 - 18:40
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم     

عشتار الفصول:111672
الأقليات القومية والدينية في الشرق الأوسط.
بين الشوفينية والإقصائية والتكفيرية ومصالح الدول الغربية!!
من خلال قراءة التاريخ السياسي والاجتماعي والديني لمنطقة الشرق الأوسط بشكل سريع ومكثف. نستنتج، ونستخلص نتيجة واحدة لاغير . ألا وهي مأساة الأقليات ـ التي كانت أكثرية ذات يوم في الشرق وغدت أقليات من خلال التغيرات المحيطة بالمكان والزمان ورؤية ومنهجية الغالبية الدينية والسياسية جعلها تتقلص وتُهاجر وتموت وتُقتل كل مئة عام وأحينا مابينهما,. لهذا فإن العالم الغربي والمشرقي بشكل عام والمجتمعات المشرقية بشكل خاص .هي المسؤولة عن فناء الأقليات وتصحر المشرق منها .إنّ حل مأساة الأقليات في الشرق الأوسط.لايكون بالمطالبة بدستور حضاري علمي مدني .لأنه لايُحقق لتلك الأقليات شخصيتها القومية وحضورها السياسي كما يجب .بل يعتمد ـ فيما إذا تحقق ولا أعتقد بذلك ـ على الفردية المتميزة في المجتمع .على الرغم من أنّ الأغلبية سيبقى لها الحظ الأوفر في تحقيق سيطرتها وشخصيتها القومية والسياسية والدينية والحقوقية . لكون مفهوم الديمقراطية يؤدي إلى حكم الأكثرية ورأيها في الانتخابات تلك الانتخابات التي ترسم معالم الوجود السياسي والقومي والديني .بينما لن تحقق الأقليات في تلك المعارك ماتحققه الغالبية وهذا أمر محسوم في حقيقة الأمر .
من هنا فحل مأساة الأقليات في الشرق الأوسط لايكون إلا بالموافقة والتوافق على إعطاءها حق تقرير المصير على جزء من أرض أجدادها .
وغير ذلك فهو استهلاك سياسي ومعاداة لحقوق تلك الأقليات وكل الأصوات العاطفية والشوفينية والقومية التي تعلو هنا وهناك وتزعم أنها لاتنظر للأقليات بمنظارنا هذا ماهي إلا تلك الأدوات الحارقة لحقوق الأقليات وتنتظر فنائها من خلال محاصرتها ومعاناتها ، وهُجرتها ، وموت الكبار والشيوخ فيها ومن سيتبقى فهؤلاء لايحرقون جدران جيرانهم فما هو تأثيرهم الوجودي والسياسي . دعهم يبقون كتحف بشرية نُتاجر بهم أمام الغرب وهيئاته الدولية.وبهذا تكون تلك الأقليات قد فقدت عناصر وجودها وحقها في استرجاع بعضا من حق ٍ لن يكون إلا في الكلام المعسول .
أما إذا حاولت أجيال تلك الأقليات أن تتبنى في المغتربات موضوع العودة فهذا أيضا فيه الكثير من المعوقات لأن الواقع الديمغرافي والسياسي للمنطقة سيكون قد تغير وهذا هو المستحيل الذي نُضيفه للمستحيل في عودة بعض من تلك الأقليات .
من هنا فإن الغرب وأجندته قد رسمت للشرق خرائط تناقضاته السياسية والقومية والدينية والمذهبية بغية تحقيق ماتريده من الشرق. .
وبعد هذا هل نصحو على مؤتمر شرق أوسطي يُعالج مسائله برمتها بموضوعية وعلمية ووجدانية وحقوقية وتاريخية ؟!!!
إن كان مستحيلاً تحقيق ذلك ...وهذا ما نلمسه منذ سبعينيات القرن العشرين الماضي وحتى المأساة السورية ، العراقية، اليمنية اليوم.….
إننا أمام مأساة حقيقية. أساسها بُنية الفكر المشرقي المكفر للأخر والذي يتبنى مفهوم أننا أمة لايمكن إلا أن تكون في المقدمة في كلّ شيء.
ولها كلّ الشرق والعالم وهذا ديدنها إن شاء العالم أم ذهب للجحيم.
للحديث لاصلة مع من لايؤمن بحق غيره.
اسحق قومي.
15/8/2019م
مستشارالمنتدى الدائم لأقليات الشرق الأوسط . المركز الأوروبي لدراسات الشرق الأوسط.