الثورة السودانية ودرس الجبهات


التيتي الحبيب
الحوار المتمدن - العدد: 6313 - 2019 / 8 / 7 - 00:59
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان     


ان تكون حزبا شيوعيا معناه ان تكون مستقلا في قرارك سيدا عليه. ان تسعى لبناء التحالفات والجبهات يعني انك تضع نصب اعينك اولا مصالح الطبقة العاملة وثانيا مصالح الطبقة العاملة وثالثا مصالح الطبقة العاملة وأخيرا مصالح الطبقات والفئات الاجتماعية التي لها مصلحة في التغيير مهما كانت آفاقه.

ان تبني التحالفات معناه انك تساهم فيها من قناعة انك تخدم مصالح طبقية متميزة لها من العمق وطول النفس ما يحتم عليك ان تقيس الى اي مدى يمكن ان تسير معك هذه الطبقة او تلك الفئة الاجتماعية.

ان تنتمي للجبهة يعني انك تدافع باستماتة ومبدئية ونزاهة عن القضايا المشتركة وان تحرص على ابقاء البوصلة دائما هي تجدر الثورة وتواصلها. ان تقاوم التذبذب والخيانات وتحصن الصفوف وتمنع الاختراق والضغوطات. ان تنشد ابداع التكتيكات تحشد الجبهة وتقويها من اجل استكمال مهام الثورة.

رغم كل هذه المجهودات وهذه الروح الوحدوية واذا ما ظهرت ميولات التذبذب او كبح الثورة فمالعمل؟ عند ذلك ينتقل التناقض الى صف الجبهة وتتصدع. قد يستغل المتذبذبون هذه اللوضعية ويضغطون على المخالفين او الداعين الى مواصلة الثورة بضرورة الحفاظ على الوحدة والقبول بنصف الخسارة على ان تحصل الخسارة كاملة…هذا ما يعيشه اليوم الحزب الشيوعي ومعه قوى تدفع في مواصلة الثورة حتى اسقاط النظام وتفكيكه لتصفيته… لم يقبل الحزب الشيوعي بالمفاوضات المباشرة وإعطاء الشرعية للمجلس العسكري وهذا الموقف لازال محتضنا وله انصار كثيرون وسط الشعب. تشبث الحزب الشيوعي باستقلالية موقفه وعدم الرضوخ لأصحاب الهبوط الناعم في قوى الحرية والتغيير موقف سياسي سليم لانه يجعله وسط الشعب الثائر يدفع في اتجاه التاريخ وليس في اتجاه كبح الثورة وتوقيفها في منتصف الطريق وتعريضها بذلك لأكبر نكسة بل هي الهزيمة.

عقد الحزب الشيوعي تحالفاته لكنه حافظ على استقلالية رايته ووضوح خطه.

هذا درس من دروس الثورة السودانية وتذكير بالموقف الشيوعي في مثل هذه الحالات.