هي الحياة...

هي الحياة...
لا لوم فيها...
ولا أمل...
ينهبون فيها...
ما شاءوا...
يرتشون...
يشترون ضمائر الناخبين...
لا يسألون...
عما يفعلون...
°°°°°°
والنائمون...
فوق الرصيف...
إن أكلوا خبزا...
ولم يؤدوا ثمنه...
أو شربوا شايا...
ولم يستخلص النادل...
منهم...
قيمته...
تحرك القائد...
تحرك الباشا...
تحرك العامل...
وأخبر بكل ذلك...
وزير الداخلية...
فأعطي الأمر...
للشرطة...
كي يعدوا له...
محضرا...
حتى يحال...
على الوكيل...
فيأمر بالسجن...
°°°°°°
لأن إثم أكل الخبز...
لأن إثم شرب الشاي...
بدون مقابل...
جرم عظيم...
°°°°°°
يأكل النائم...
على الرصيف...
الخبز...
يشرب النائم...
على الرصيف...
الشاي...
ولا يؤدي...
قيمة الخبز...
قيمة الشاي...
حتى لا يطمئن...
بائع الخبز...
نادل المقهى...
على خبزه...
على شايه...
بعد وقوع النائم...
على الرصيف...
تحت حراسة السجان...
°°°°°°
والجائع...
اللا مال له...
حين ينام...
على الرصيف...
حين يمد يده...
إلى كسرة خبز...
إلى كأس شاي...
يكون قد أجرم...
في حق الخباز...
في حق النادل...
يكون قد هدد...
أمن الوطن...
وعلى السجان...
حرمانه...
من أكل الخبز...
من شرب الشاي...
°°°°°°
أما الناهبون...
أما المرتشون...
فمكانهم...
في الكراسي الوثيرة...
في مقدمة الصفوف...
إرضاء لهم...
على نهب الثروات...
على الارتشاء...
اليجعلهم...
من كبار الأثرياء...
اليجلبون...
أمن الوطن...
اليشرفون...
هذا الوطن...
بما نهبوه من ثروات...
بما جمعوه من الارتشاء...
والنهب والارتشاء...
ليس جرما...
بل هو مفخرة...
لهذا الوطن...
°°°°°°
يا أيها الطاعن...
في السن...
لا تتذكر...
كيف كان الوطن...
حتى لا ترى...
كيف صار...