محطات من تاريخ الحزب الشيوعي العمالي العراقي - تاريخ حافل بالفخر والاعتزاز!


فارس محمود
2019 / 7 / 18 - 14:56     

(محطات من تاريخ الحزب الشيوعي العمالي العراقي)

في خطوة تاريخية معاكسة للمد الجارف للبرجوازية العالمية وابواقها الاعلامية والسياسية والفكرية الداعية الى "نهاية الشيوعية"، "خلود الراسمالية" و"نهاية العالم" والانتصار الابدي لليبرالية"، عزمت قوى الشيوعية العمالية في العراق، ومعهم قائد الشيوعية العمالية، منصور حكمت، وحشدت قواها وعبئتها لتاسيس حزب شيوعي عمالي يرفع راية ماركس و"عالم افضل"، وتحرر العالم والبشرية جمعاء من كابوس العمل الماجور والظلم والاضطهاد.
تاسس الحزب في اوضاع كانت تتكالب فيه البرجوازيات والامبرياليات العالمية والاقليمية من اجل حسم اوضاع ومصير المجتمع كل لصالحه وصالح اهدافه الرجعية. تاسس الحزب ليسلح الطبقة العاملة وجماهير العراق وجبهة التحرر والمساواة براية اخرى واهداف اخرى، ويرسي افق ومصير اخر للمجتمع، مصير اكثر انسانية.
ففي 21 من تموز 1993، تاسس الحزب الشيوعي العمالي. كانت القوى البشرية لهذا التاسيس تتالف من طيف واسع وعريض من ناشطي حركة الشيوعية العمالية بالاخص في كردستان، هذا الطيف المنتظم في عدة منظمات في كردستان من مثل منظمات "التيار الشيوعي"، "اتحاد نضال الشيوعية العمالية"، "سه رنجى كريكار" (نظرة العامل)، وفي جنوب العراق منظمة "عصبة تحرير الطبقة العاملة" و"حركة النضال الشيوعي" وطيف واسع من الحلقات والمحافل العمالية والشيوعية التي تعد خط الشيوعية العمالية و منصور حكمت بوصفهما خط وقائد حركة الشيوعية العمالية.
ارتقت الشيوعية العمالية ابان الانتفاضة الجماهيرية في كردستان والعراق في اذار 1991، وبالاخص استنادا الى الحضور القوي لهذا التيار في احداث كردستان العراق من حيث طرد قوى النظام البعثي الفاشي وتنظيم الحركة المجالسية في كردستان.
وكجزء من واجبه الاممي، كان لمنصور حكمت دور تاريخي خاص في ازالة اهم العوائق السياسية والفكرية والعملية امام تاسيس الحزب. اذ بعد تشاور طويل نوعا ما (مايقارب السنتين) مع المنظمات والحلقات التي تعد الشيوعية العمالية خطها ونهجها الفكري والسياسي والعملي، بلغت هذه المشاورات نتيجة وهي امكانية تاسيس حزب شيوعي عمالي على صعيد العراق ككل. وخصص الكوادر اللازمة من رفاق الشيوعية العمالية في ايران للمساهمة في دعم هذه العملية وايصالها الى مالها. بعدها، قدم طرحا عمليا لذلك. يتالف الطرح من اختيار (10) اشخاص من الكوادر القيادية في الحركة لتوجيه نداء بتاسيس الحزب، وان يقوم 40 كادر او اكثر من كوادر الحركة بتخويل هؤلاء الرفاق العشرة بتاسيس الحزب. وقد وقّع او امضى اكثر من 400 كادر من كوادر الحزب في كردستان ووسط وجنوب العراق على هذا التخويل. وتاسس الحزب. وقد كان امجد غفور اول سكرتير للجنة المركزية للحزب منذ البلينوم الثاني في اواخر 1994 حتى المؤتمر الاول للحزب في شباط-فبراير 1998.
تاسس الحزب و وضع نصب عينيه شن نضال واسع ضد النظام البعثي الفاشي، فاسس "لجنة تنظيم الوسط والجنوب" بهدف الدفع بنشاط الحزب والشيوعية العمالية في العراق، فبالاضافة الى عمل تنظيمات الحزب ونشاطها، ونشر الادبيات والمنشورات وكتابات منصور حكمت التي وزعت في مدن العراق، كانت لاذاعة الحزب دور مهم ومحوري في القيام بمهام الحزب ودوره في مقارعة النظام البرجوازي الحاكم، هذا النضال الذي استهل قبل تاسيس الحزب بعدة سنوات، بيد انه اتخذ ابعاد اوسع واشمل بعد تاسيسه.
بالاضافة الى شنه نضال كبير ضد سياسات امريكا بالحرب والحصار الاقتصادي على جماهير العراق، رفع الحزب راية الاطاحة بالنظام البرجوازي القومي البعثي الفاشي. نظم رفاق الحزب في مدينة الناصرية في 1995 حملة واسعة من التحريض على استفتاء رئاسة صدام حسين، عبر حملة واسعة بالكتابة على الجدران، وقد ادت هذه الحركة، للاسف، الى اعتقال (8) من كوادر الشيوعية العمالية ومؤيديها ، مما اضطر البعض الاخر الى الالتجاء الى كردستان.
في الاشهر الاولى من تاسيس الحزب، وتصاعد نشاط تنظيمات الحزب في كردستان، وفي خطوة مناهضة للحريات السياسية، قام الحزب الديمقراطي الكردستاني في اكتوبر-تشرين الاول 1993 بعملية اختطاف نذير عمر، كادر الحزب، في قضاء سميل (محافظ دهوك) وقتله بصورة وحشية وجبانة، دون ان يعلن مسؤوليته عن الحادث.
نظم الحزب منظمة جماهيرية عريضة في كردستان باسم اتحاد العاطلين عن العمل ضم في صفوفها عشرات الالاف من العاطلين، وهي المنظمة والحركة التي بعثت الرعب في قلوب الاحزاب القومية الكردية والجبهة الكردستانية واجبرت جلال طالباني وحزبه في وقتها على الدخول في مفاوضات صعبة المراس ومرعبة للقوميين الكرد.
شنت منظمات الشيوعية العمالية قبل تاسيس الحزب نضالاً بطولياً ضد اعمال القتل بحق النساء في كردستان، والتي كانت، اي هذه الاعمال، بدعم الاحزاب القومية الكردية تحت مبررات وحجج كاذبة واهية "العمالة للبعث وصدام". وواصل الحزب نضاله في الدفاع عن حقوق المراة وحرياتها ومساواتها التامة بالرجل وعقد عشرات الندوات والتظاهرات والاحتجاجات، وبالاخص تجمعات (8 اذار)، وشكل منظمة النساء المستقلة ذات النضالات التاريخية العظيمة من اجل حرية المراة ومساواتها، اذ جعل الحزب من هذه القضية قضية سياسية واجتماعية كبيرة وضاغطة في المجتمع بحيث اجبر القوميين الكرد وعلى راسهم جلال الطالباني للتشدق بوقوفه مع هذه المطاليب ودفاعه عنها في مناسبات عدة. يمثل النضال ضد الرجعية في هذا الميدان احد النقاط البارزة في حياة وتاريخ الحزب. اقترن الحزب باذهان المجتمع في كردستان والى حد كبير بهذه القضية.
لايمكن لاحد اغفال تلك تجمعات في الاول من ايار في كردستان عام 1995 و1996 حيث سار مايقارب 20 الف من العمال في مسيرات حاشدة في السليمانية واربيل من اماكن عملهم الى ملعب السليمانية واحد الساحات العامة والكبيرة في اربيل، والقى قادة الشيوعية العمالية خطابات في الحشود الغفيرة المتجمعة.
في عام 1995، تصدى الحزب، ومعه سائر مؤيديه ودعاة حرية المرأة ومساواتها في كردستان، الى هجمة الاحزاب الاسلامية في كردستان التي سعت الى اغلاق جريدة الى الامام بحجة مقال لريبوار احمد شن فيه هجوما على الاسلاميين وموقفهم وتعاملهم البالي والمهين مع المرأة. اذ اصدر "ادهم برزاني" فتوى بتخصيص مبلغ مالي كبير، في اوضاع يغط المجتمع كله تقريبا بفقر مدقع، لكل من يقتل ريبوار احمد. كانت الجمهورية الاسلامية هي من يقف امام هذه الفتوى. واصطفت اغلبية جوامع كردستان والاحزاب الاسلامية والقومية الكردية سوية في هذه الهجمة على الحريات السياسية. بلغت هذه المجابهة عتبة صراع مسلح، تراجع على اثرها الاسلاميون جراء صمود ومقاومة قوى التحرر والتمدن في المجتمع وفي مقدمتها الحزب.
وتصدى الحزب للصراع المسلح والدموي بين تياري القومية الكردية (الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني)، صراع التكالب على السلطة والهيمنة في 1996. ووقف بوجه اعادة قوات البارزاني لقوات البعث الى اربيل وكردستان في 31 اب من عام 1996 وحملة البعث في سياق ذلك على المعارضة العراقية ومقراتها، وهو الامر الذي ادى الى اعتقال وقتل العشرات من الاخيرة، كل هذا من اجل مصالحهم الضيقة المعادية لجماهير كردستان.
في 18 تموز 1998، ونتيجة لاتساع نشاط الحزب وحضوره الاجتماعي الواسع ودفاعه المستميت عن قضية تحرر المرأة والتي اتخذت ابعاد اجتماعية واسعة، قامت تيارات الاسلام السياسي وبتواطيء صريح للحزب الديمقراطي الكردستاني في اربيل باغتيال اثنين من قادة الحزب في اربيل وهما شابور عبد القادر (عضو المكتب السياسي للحزب) وقابيل عادل (عضو اللجنة القيادة لمنظمة كردستان) اثر فتوى نائب رئيس البرلمان الحالي، ملا بشير الحداد سيء الصيت.
كما شن الحزب حملة سياسية لاهوادة فيها ضد تجنيد الحزب العمال الكردستاني المعروف ب( بككا) للاطفال، وجرت مجابهة شديدة حول هذا الامر، ووقف بوجه ممارسات الاحزاب القومية الكردية بمصادرة الحريات السياسية وحرية الرأي والتعبير وغيرها وجعل كردستان مركزا للتدخلات الاقليمية في كردستان وبوجه ممارساتها بالتحول الى ادلاء ومرشدين لقوات نظام الجمهورية الاسلامية بتصفية المعارضين السياسيين ومهاجمة مقرات الاحزاب المعارضة الايرانية.
كما وقف الحزب وحشد القوى في كردستان بالضد من الممارسات الارهابية التي كانت تقوم بها تيارات الاسلام السياسي في كردستان وبتواطيء صريح وواضح من قبل الاحزاب القومية الكردية.
اسس الحزب اذاعته في كانون الثاني 1996. وتحولت الى منبر مهم للنضال ضد النظام البعثي وممارساته، والى قناة للتوجيهات السياسية والتنظيمية لتنظيمات الحزب في داخل العراق وفي كردستان. وقد قام النظام بالعديد من المحاولات من اجل الوصول الى الاذاعة ومعرفة اعضاء الحزب الذي اداروها. كانت الاذاعة قناة مهمة في عمل الحزب وتنظيمات وسط وجنوب العراق التي كانت تخضع لظروف امنية واستبدادية قل نظيرها.
كما قاوم الحزب كل المحاولات القمعية للاتحاد الوطني باغلاق اذاعة الحزب التي كانت منبر عظيم للدعاية والدفاع عن مجتمع انساني حر ومتساو بوجه القوميين والاسلاميين الكرد. بلغ هذا الصراع الى حد اجبار الاتحاد الوطني على التراجع من تطويقه المسلح للاذاعة وسعيه لشن الهجوم للسيطرة عليها. خرج الحزب وقواه المسلحة مرفوعا الراس من هذه المجابهات التي جرت في 1997.
نظم الحزب، ومنذ السنوات الاولى، قواته المسلحة للدفاع عن الحزب وجماهير كردستان. ونظم عدة دورات عسكرية وسياسية، وتخرجت عدة دورات منها.
وشن الحزب نضالاً سياسيا واسعاً من اجل اخراج كردستان من حالة كونه "معسكر للاجئين ينتظر صدقات المنظمات الدولية" وطالب باستقلال كردستان لانهاء الظلم القومي واخراج مجتمع مليوني من الوضعية المريرة التي يمر بها.
كما اسس الحزب في عام 1997 منظمة جماهيرية كبيرة في كردستان، الاتحاد العام للنازحين في كردستان، وكانت منظمة ذا ثقل ووزن بين النازحين "العرب" و"غير العرب"، نظرت لها الاحزاب القومية بوصفها تهديداً جدياً. قام الاتحاد الوطني الكردستاني بالهجمة على المنظمة واعتقال قادتها شاكر الناصري ويوسف محمد وعمار شريف لاشهر في زنازين الاتحاد الوطني.
في عام 2000 قام الاتحاد الوطني بارتكاب جريمة بشعة بحق الحزب. اذ، وتنفيذا لاوامر النظام البعثي والجمهورية الاسلامية، قام بدءا بتقديم دعوى قضائية على الحزب وذلك لدفاعه عن المساواة التامة بين المراة والرجل، وضع حد لتطاولات الاسلاميين على الحريات الفردية والحقوق المدنية، استقلال كردستان، وحين لاقت هذه الدعوة "الهزيلة" سخط واسع على صعيد اجتماعي، فشل الاتحاد الوطني في خطته هذه، فطالب باغلاق مقرات الحزب والاذاعة ومركز حماية النساء، واعتقل مجموعة من قيادة الحزب اثناء مراجعتهم لدائرة امن السليمانية، وحين كانت القيادة في مفاوضات مع المجرم نوشيروان مصطفى، قاموا باعداد كمين لرفاقنا وقتل 5 من رفاق الحزب الذين كانوا في طريقهم لشراء الاغذية والمياة لرفاقهم. وقد شنت حملة سياسية واسعة على الاتحاد الوطني، وهي لازالت قائمة لحد الان. وواصل الحزب نشاطه شبه العلني الروتيني مرة اخرى في كردستان. وقد اقام الحزب دعوة قضائية على الاتحاد الوطني الكردستاني لمحاكمته على الجريمة التي ارتكبها.
وحين كانت امريكا تعد العدة لشن الحرب على العراق، قام الحزب بحملة سياسية عالمية ضد الحرب وضد مؤتمر المعارضة البرجوازية في لندن عام 2002، وقام رفاق تنظيمات كندا بطرد احمد الجلبي من القاعة التي كان يجري ندوته فيها، ويروج فيها للحرب انذاك.
مع سقوط النظام البعثي، شرع الحزب بنشاطه العلني في مدن بغداد والبصرة وكركوك وذي قار وسامراء والكوت والحلة ومدن اخرى. اسس اتحاد العاطلين ومنظمة حرية المرأة في العراق واتحاد المجالس والنقابات العمالية في العراق. وقام بتظاهرات جماهيرية شارك فيها الالاف من العاطلين امام المنطقة الخضراء امتدت لخمسة واربعين يوما عام 2003. قام الحزب منذ عامي 2003-2004 بالدفاع عن حقوق النازحين و بدون مأوى، ونظم في هذا المجال العديد من التظاهرات. أقام الحزب صلات واسعة مع القوى اليسارية و الشيوعية على صعيد عالمي.
سعى الحزب فوراً الى تنظيم العمال باكثر الاشكال التي تعبر عن الارادة العمالية المباشرة، واقام صلات وثيقة مع القادة والناشطين العماليين ودعم كل اشكال التنظيم العمالي المعبرة عن المصالح الحقيقية للعمال.
وقام الحزب بمجابهة الاسلام السياسي وممارساته القمعية والمعادية للحرية والمساواة وحرية الرأي والتعبير والحريات السياسية. وقامت جماعة من التيار الصدري في مدينة الناصرية بالهجوم على مقر الحزب في الناصرية عام 2003 بحجة مقال كتبه سمير عادل يدين فيه ممارسة التيارات الاسلامية، بلغ الامر الى حصول اشتباك مسلح في الناصرية، دافع الحزب حتى الاخير عن حرية التعبير والنشاط السياسي بدون قيد او شرط.
ومن اجل اعادة المدنية للمجتمع وانهاء الاحتلال وارساء سلطة تعبر عن اوسع مطاليب الجماهير في الحرية والرفاه، اسس الحزب مؤتمر حرية العراق عام 2005 ، حشدت المنظمة قوى عريضة صوب هدف الاغلبية الساحقة للمجتمع. وقد كان لهذا المؤتمر جبهة عالمية قوية في اليابان وفرنسا وامريكا و...غيرها ونالت دعما سياسيا ومعنويا كبيرا.
وتجاه الحركات الاحتجاجية المطالبة بالخدمات، البطالة، اقام الحزب اوسع الصلات مع ناشطي هذه الحركة وسعى الى تسليح هذه الحركات بافق سياسي راديكالي وتحرري واضح.
ويواصل الحزب نضاله اليومي الدؤوب من اجل انهاء عمر السلطة المليشياتية الطائفية الجاثمة على صدور الجماهير بالنار والحديد، سلطة الفساد والنهب، سلطة الدوس على كل المكتسبات التي حققتها الجماهير العمالية والكادحة والمحرومة من اجل حياة افضل تليق بانسان القرن (21).
لايمكن للتطرق لملامح من تاريخ الحزب، ويغض المرء نظره عن الدور الذي لعبته تنظيمات الخارج للحزب في حياة النضال الشيوعي للمجتمع. فبالاضافة الى الحضور السياسي والاعلامي لقيادة وكوادر الحزب، قامت بالعشرات من التظاهرات والتجمعات الاحتجاجية ضد ممارسات النظام البعثي، سياسات امريكا وحربها واحتلالها للعراق، ضد الحصار الاقتصادي، ممارسات الاحزاب القومية الكردية، الدفاع عن حقوق المراة وتشكيل لجنة الدفاع عن حقوق المرأة التي كان لها فروع في اغلب بلدان اوربا وكندا واستراليا وتركيا. كما قام بدور استثنائي كبير في الدفاع عن حقوق اللاجئين في تركيا وبلدان اوربا.
كذلك شنت الكوادر النسوية للحزب في الخارج ورفاقهن عددا من الحملات المناصرة لقضايا المرأة في العراق. فقد شنت حملة عالمية واسعة لوقف قطع رؤوس النساء بائعات الجسد في العراق في شهر تشرين الاول وتشرين الثاني من عام 1998 راح ضحيتها مايقارب (200) امراة، ثم اسست لجنة الدفاع عن حقوق المرأة في العراق عام 2002. وبعد سقوط النظام السابق، وصعود الاسلام السياسي، نظمت حملة عالمية اصدرت نشرة شهرية باسم "لا للافغنة".
كما لايمكن اغفال الصلة التي اقامها الحزب مع عشرات القادة و المنظمات والنقابات والاتحادات العمالية والاشتراكية والمدافعة عن حقوق الانسان وحرياته والمشاركة النشطة والفعالة لتنظيمات الحزب في النشاطات التي اقيمت في تلك البلدان، في الاول من ايار، الثامن من اذار، ضد الحرب، الدفاع عن حقوق العمال والمرأة وضد القوانين الجائرة للحكومات في بلدان العالم.
لقد اقتحمت تنظيمات الحزب في استراليا واحتلت السفارة الامريكية عام 1998 وحوصر مجرم الحرب شوارتسكوف واجبر على عدم السماح له بدخول القاعة التي يلقي فيها محاضرته، والقي البيض الفاسد على كلنتون في السويد وكندا، والاحتجاج امام السفارة التركية وذلك لقرصنتها باختطاف عبد الله اوجلان والعديد من الفعاليات الاخرى، ناهيك عن النشاط الواسع بين افراد الجالية العراقية والعربية.
وارتباطاً بالتحولات والثورات الجارية في المنطقة، قام الحزب باقامة اوسع الصلات مع ناشطي الحركة الاشتراكية والعمالية في مصر وشكل مركز بهذا الصدد (مركز الشيوعية البروليتارية في العالم العربي).
في عام 2008، ونظرا لانفصال كردستان الواقعي والعملي عن العراق، وللتدخل بشكل مركز اكثر على صعيد كردستان، قرر الحزب، عبر مؤتمره، على دعم الكوادر في تاسيس حزب شيوعي عمالي شقيق في كردستان. والحزبان في علاقة وثيقة بوصفهما حزبا حركة سياسية واحدة.
على الصعيد القيادي للحزب، تعاقب كل من امجد غفور، ريبوار احمد، سامان كريم، فارس محمود، مؤيد احمد وسمير عادل على سكرتارية اللجنة المركزية. من الضروري ان نشير هنا انه كان لريبوار احمد دور ومكانة كبيرة في قيادة الحزب وتحمله مسؤولية سكرتارية اللجنة المركزية او ليدر الحزب لسنوات طويلة ارسيت فيها ملامح الحزب واسسه وتقاليده.
عقد الحزب 5 مؤتمرات (الاول 1998)، (الثاني 2002)، (الثالث 2004)، (الرابع 2008) و(الخامس 2012). كما عقد (34) اجتماعاً اعتيادياً وموسعاً للجنة المركزية.
كان للدور الاممي للحزب الشيوعي العمالي الايراني، وبعدها الحزب الحكمتي، وتحديدا الرفيق منصور حكمت بشكل خاص والرفيق كورش مدرسي وبعدها طيف واسع من الكوادر القيادية دور اساسي سياسي وعملي في الارتقاء بالشيوعية العمالية في العراق.
اصدر الحزب عدة جرائد، فابان التاسيس اصدر الحزب جريدة بو بيشه وه بالكردية وجريدة الشيوعية العمالية، وبعدها جريدة النضال الشيوعي. وفي 2003، اصدر الحزب جريدة الى الامام ومجلة فكرية سياسية، المد، وصدر 7 اعداد منها.
ان تاريخ الحزب في الخارج لهو فعلا تاريخ مشرف وحافل.
في الذكرى ال(26) لتاسيس الحزب، يواصل الحزب الشيوعي العمالي نضاله من اجل خلاص المجتمع في العراق من هذه الاوضاع المأساوية، يضع ايادي قوى التحرر، النساء، العمال، الشباب بيد بعض من اجل انهاء عمر السلطة المليشياتية القائمة وارساء البديل التحرري للطبقة العاملة، الاشتراكية، وارساء مجتمع الحرية والمساواة.
الحزب الشيوعي العمالي هو اجمل واعز واغلى ظاهرة في العراق الحديث، يجب المحافظة عليه بكل الاشكال الممكنة، الدفاع عنه، تقويته وشد ساعده. ان نضال 26 عام يظهر وبشكل ساطع انه ركن اساسي لجبهة تحرر المجتمع وخلاصه، تحرر وخلاص العامل، المرأة، الشاب! بالنظر الى كل بيان، وثيقة، سياسة، ممارسة، تكتيك، مقالة اصدرها اعضاء الحزب، تظهر الى اي حد كانت مواقف الحزب معبرة بشكل دقيق وثاقب عن حاجات وتطلعات الجماهير.
واخيرا، لايفوتني ان اقول ان هذا فقط غيض من فيض مما قام به الحزب الشيوعي العمالي ونضالاته وتضحيات رفاقه على امتداد (26) عام!
قووا صفوف الحزب، انضموا اليه، ادعموه بكل الاشكال الممكنة!
عاش الحزب الشيوعي العمالي العراقي
عاشت الحرية والمساواة والحكومة العمالية!