اتحاد الشغيلة العراقي وثنائية الصراع بين السياسي والاقتصادي


قاسم محمد حنون
الحوار المتمدن - العدد: 6286 - 2019 / 7 / 10 - 20:13
المحور: الحركة العمالية والنقابية     

اتحاد الشغيلة العراقي وثنائية الصراع بين السياسي والاقتصادي

نتيحة الاوضاع والتشرذم الحاصل بصفوف الكادحين والعمال, وبعد فشل الكثير من الاتحادات بتحقيق ابسط شكل من اشكال التنظيم الاجتماعي الطبقي للكادحين والشغيلة والعمال. بادر هذا الاتحاد بتفعيل نفسه , واعادة قرائة الواقع الاقتصادي والاجتماعي والبنى المتعددة وانعكاساتها بهذا الواقع الطبقي. ونتيجة للفهم الارثوذكسي الكلاسيكي. للكثير من الاحزاب العمالية والمذاهب الاشتراكية بمشروع الهيمنة والسيطرة : المنطلق من الفهم الكاوتسكوي اللينيني والفهم السياسي الحرفي. ... ان الطبقة العاملة بمفهوم روزا كذات تاريخية في مجال الاقتصاد تنتظر ان ينبثق التعبير عنها سياسيا لاحداث ثورة اجتماعية. ان الطبقة العاملة هي مجزئة بالضرورة التاريخية وبالفعل السياسي الذي يعد رمزيا يمكن توحيدها. وذلك بسبب هيمنة الاقتصاد الراسمالي. لم نشهد عاصفة افرزها النظال العمالي الذي يحدث يويميا وبشكل شرس في صراع العمال مع ارباب العمل. ولم تتوحد الطبقة بشكل عام ازاء هذا النظام. بمعنى لاتحدد البنية التحتية الحتمية البنى الفوقية.بل عن الطريق السياسي, الذي يقول لينين حوله تتراقص الاحزاب عى المسرح السياسي وتتنافس للتعبير عن الواقع الطبقي, اي الشكل النظالي السياسي والتحريضي. ولكن هذه الوثوقية واسلوب التعليم من قبل الاحزاب الثورية لم يعد ناجعا بفعل الفشل الذي وقعت فيه تلك الاحزاب والتي باتت محط تساؤلات , و العودة بالنقاش حول الحتمية الاقتصادية والجبرية والتجديد.رغم ان الراسمالية لم تغير جلدها وهمها سلب فائض القيمة.الى ان الاحزاب الاشتراكية جددت الماركسية نتيجة عدم وحدة الطبقة وايضا التحولات الاجتامعية والتغيير الحاصل بصفوف الطبقة الكادحة من الجماعات المدنية والعنصرية والنسوية والثقافية بصفوف الطبقة. حيث باتت تلك الجماعات تحت المؤثرات الدينية, والعنصرية , والجندرية , تتخذ مسارات معقدة ومشاكسة باوساط العمال.ولم يعد العامل الاقتصادي اساس الصراع وبقية البنى ذيل لتحقيق السلطة العمالية كما هو بتجربة اكتوبر. هنالك اللامتوقع الذي حدث بالفعل وهو نمو الارستقراطية العمالية, والتفاوت بالاجور, والصراع بين العمال : المجزيء لهذه الوحدة الحتمية.اغلب الاحزاب العمالية بالعراق مثلا تتكون كوادره وقياداته من الطلاب والمثقفين والطبقة الوسطى.ورغم هذا هم ينطلقون من الفهم العمالي الخالص الارثوذكسي الاحادي. وهذه الانتهازية والعقلية من اجل اسقاط الاوتقراطية.لم تعد صالحة بتطور المجتمعات الديمقراطية. لذلك كان لاتحاد الشغيلة هذه الرؤيا المنفتحه وللاسباب المذكورة نسبيا. ستنطلق من نظام داخلي غير فوقي وغيرمهيمن وغير مراتبي والذي اغلبية الاحزاب العمالية الكلاسيكية ملتزمة به. وستتحالف مع الحفاة والطلبة والمثقفيين والمحتجين وتدخل بعقد الصراع وتشاكسه ليبراليا ويساريا من دون هيمنة حزبية وسلطوية تحدد مسار الاحداث والتاريخ بشكل وصفي منطلق من النظرية الوثوقية الاقتصادية. هذا الواقع قد اجبر الحركات الحزبية الشيوعية على قبول الانظمام بصفوفها الطلبة والمثقفين وجماعات اخرى متبعثرة. ان العنصر البشري مهم بتغيير الاوضاع الثورية خارج الانتاج. ان بزوغ راس مال فاسد ومباشر انتج طبقة غريبة لم تنمو من الربح واستغلال العمال واستغلال العمل الاجتماعي. بل مباشرة من الريع, ولم ينعكس هذا النهب ببناء اجتماعي أوصيروة طبقية طبيعية حسب قوانين الصراع بين العمال والبرجوازية. هذا المال الغير سلعي وغير اقتصادي وانتاجي.ادى الى بروز الفاشيات والمافيات.وحولوا الشباب الى مشروع انتحاري وبات الله الاسلام طريق للاستغلال والغتناء والهيمنة.واصبح العاطلين رافعة لتلك القوى المنفلتة من رقابة العمال والنقابات والمجتمع عموما.وبهذا يتطلب رؤيا اعمق من النظرة الميكانيكية لمركزة الاقتصاد الاوربي والصراع الطبقي الواضح.ان مجتمعاتنا بفعل الجذور النفسية للاستعمارات والاحتلالات.تنتج طبقات وراسمال مفاجيء خارج الوضع التقليدي للصراع بين ارباب العمل والشركات والعمال.ولم تعد هنالك طبقة وسطى يعتمد عليها لتحقيق فعل مذهبي سياسي موحد. ودثت خالات تضخم لدى الجنود وعمال النفط والمراتب الوضيفية .وتراكمت الثورة ليس بفعل الصراع والتنافس بين الشركات بل بفعل الفساد المباشر من الريع عبر التحالف مع القوى الراسمالية الامبريالية. وهذا يجرنا الى الابتعاد عن العصبية الاقتصادية والطوطمية للصراع الكلاسيكي القديم.الى حالات ومسارات اخرى.ان اتحادنا سيقف ضد مسلماته حتى ويواكب التغيير بعقل نقدي غير انحيازي والنظرة التلقائية والمتغيرات بمسار حركة المجتمع. ومن هنا سيكون متدخلا ومشاركا بالفعل التغييري الاجتماعي. ويراهن على اتحاد الجماعات المدنية والمثقفة والكادحة . وسيخلق ويحاول خلق حركة واسعة تضم كل المقهورين وكل التواقيين لخلق مؤسسات غير مستزلمة وغير مستقطبة حزبيا وخاصة احزاب الاسلام السياسي النهابة. لقد افرز الصراع الاحزاب المتصارعة وجماهيرها المنتفعه وبين الجماهير الحرة والعاملة والمستغلة. اذ بات الريع كله بجيوب تلك العصابات والمافيات والتي يسترق لها العبيد ويحافظ على وجودها. ان التحالفات المقترحة للاتحاد ليست عرضية او مرحلية وانتقالية فرضت نفسها.بل ه جوهرية.لاننا لاننطلق من ميتافيزياء الطبقة بوصفها جوهر الهوية. وذلك بسبب البيروقراطية والارستقراطية العمالية.ان احداث الانقسام من قبل الراسمالية بين الطبقة العاملة مقصود وشجعت الكنيسة العمال الخاضعين بدائرتها كما يحدث بالعراق من قبل خطباء ومرجعيات الاسلام السياسي.على الابتعاد عن العلمانيين والاشتراكيين, هذا هو سير التطور التاريخي الذي هو عكس ماتوقعه الارثوذكيين الماركسيين الحزبيين. فلم يعد الانتماء نحصورا بدائرة المنتمين بموقع طبقي. هذه الرؤيا الواقعية ستكون جزء وحافز من تاكتيكات الاتحاد. انه تنوع طبقي يفضي بظلاله على كل المعتقدات القديمة. ومازالت العادة والعقيدة والسحر تفعل فعلها بمجتمعاتنا الريعية البدائية التي لم تمر باي تطور تصنيعي او صناعي.بسبب التبعية الاستعمارية والتماهي مع تلك الاشكال السياسية المتسلطة بتاريخنا. ان ااتحاد الشغيلة العراقي بسبب وحوده الفعلي بالعراق ينطلق من واقع العراق الذي يعبث به القوى العالمية ومحاولة تفكيكه الى زمر واحزاب ومنظمات وقبائل وجماعات بشعارت تظليلية كالمكونات والمذاهب الدينية والاديان والقوميات. وذلك بسبب شل قيام اي دولة متمركزة والسيطرة على الطاق والحفاظ على امن اسرائيل والحيلولة دون قيام ثورة وتحرر وطني واقتصادي ينهاض المشروع الامريكي. ان النفخ بروح الجماعات وعملقتها هو الطريق للسيطرة على العقلية الثورية والطاقة ووضع العراق بحالة انتحارية مدمرة. من هنا بادر الاتحاد للمشاركة الفعلية النظرية والعملية من اجل وحدة المجتمع والحث على بناء دولة المؤسسات وفصل السلطة الدينية عن السياسية.وخلق مجالس حوارية جماهيرية بمختلف المواقع الانتاجية والفكرية والشبابية. ورسم الحد الادنى للتفاهمات والمفاوضات بين تلك المجالس للتقرب والتوحيد.والتحرر من كل القوانين النهابة والمستغلة التي وضعته امريكا وحرستها تلك القوى التي مازالت تخدع الجماهير بسلاح الدين والمذهب وتحريك مشاعر وعواطف الناس. ان للاراء والمعتقدات والبنى الفوقية دورا هائل اكثر ضراوة من التحتي الاقتصادي والمالي والسلعي. ان الخرافة والسحر هي سلاح فعال بتاريخ المجتمعات. عبر التلقين والاستحواذ والخطابات. ويحتاج هذا الاداراك الى التعقل بمواجهة الصراع الفكري بين الاقتصادي والفوقي رغم قوة المادة وتاثيرها على الرغبات والالام.وهي محرك موضوعي.حيث تتنافس المجاميع وافرادها عبر ودودها داخل تلك الجماعات وتلغي استغلاليتها وخصوصيتها.من اجل المنفعة والحماية. ومان غابت روح الزواجر الاجتماعية او السلطة المتمثلة بالدولة.برزت وتضخمت بشكل مدمر تلك المجاميع وتخلت عن عقلانيتها ووعيها وبررت لذلك. والطبقة العاملة هي محموعة افراد يقعون فريسة لتلك الجماعات ليكونوا ذاتهم ومافعهم. وهذا يتطلب صراع وفهم اخر عن الطبيعة الغير عمالية بمجتمعنا.والعمل على التغلغل بتلك الاوساط الشبابية واستغلال العشائر بحماية الشباب المحتجين. والتحريض باتجاه تجميع كتلة من مختلف فئات الشعب الرافض للوضع الحالي وجر بقية القوى من الخطوط الثانوية لها واقناعها بالتحالف والانضمام بصفوف هذا التحالف المعارض لكل جزئيات النظام. والبدء باعادة بناء دولة مدنية مؤسساتية من صنع تلك الكتلة الجماهيرية وبمراقبتها وايضا بالدخول الشرعي للمعترك السياسي والاتخابي.الذي سيرسم بضغط من تلك المجالس المتنوعة. وفرض شروط لصالح معيشة الناس واعادة بناء المؤسسات والمعمال والتصنيع.وبناء علاقات دولية مبنية على المصالح .والدخول بالصراع العالمي والحفاظ على الثروة النفطية. والنتفاع منها ببناء البنى التحتية وتوزيع الدخل على الشعب ورفع مواد الحصة والتعليم شبه المجاني وتوفير السكن. واعادة بناء الانسان من خلال بناء تلك البنى التحتية. وضمان الحد الادنى لمعيشة الناس من المتقاعدين والعاجزين والاطفال. وحث الجماهير على العمل والمساوة. وبناء اجهزة منضبطة وغير سرية ومستقلة امنية واجتماعية مرتبطة بمجالس الرقابة الجماهيري عبر متخصصين منخرطين بتلك المجالس. والحث على الحريات الصخفية والسياسية وتشكيل تجمعات ثقافية.وحرية المعتقدات وصيانتها وامنها مسؤلية الحكومة المراقبة والمشكلة من تلك المجالس الجماهيرية المحلية عبر مجلس قومي عام.يعاد تغييره بفترة قصيرة ومحددة. او بتغيير احد افراده من خلال الجماهير ايضا.وبذلك ستفعل الحالة النقدية ليست كحوار كما هو حاصل عبر التواصل الاجتكاعي. وانما خلق قرار حاسم بالتغيير عبر الجدل والتصويت والاستفتاء الجماهيري.