والمسيحيه ايضا انتشرت بالسيف


هشام حتاته
الحوار المتمدن - العدد: 6280 - 2019 / 7 / 4 - 04:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

على الباحث فى تاريخ الاديان ان يكون محايدا
وعلى العلمانى ان يقف على مسافه واحده من كل الاديان
ومن هنا جائت فكره هذه المقاله
كثيرا ما اقرا تعليقات لبعض الاخوه المسيحيين عندما اتعرض للنقد للتوراه التى يعتبروها من ضمن الايمان المسيحى تقول : ولكن المسيحى لايقتل المخالف له فى الدين ولم يامر المسيح بقتله ، وان الاسلام انتشر بالسيف عكس المسيحية
انا فى الغالب لا اتعرض للمسيحية لانها اكثر تسامحا من الديانات الابراهيمية الاخرى ، ولكن هذا التسامح له ظروفه والتى ذكرتها فى المبحث الخاص بالمسيحية فى كتابى ( اساطير التوراه واسطورة الاناجيل ) وقلت انها اقوال بولس المؤسس الحقيقى للمسيحية حتى ينصاع اتباع المسيح بعد مقتله الى الاحتلال الرومانى ، فكان ( احبوا اعدائكم ، احسنوا الى مبغضيكم ، اعطى مالله لله ومالقيصر لقيصر ، من ضربك على خدك الامين فاعطى له الخد الايسر )
فهذه الاقوال لايمكن ان يقولها ثائر على الحكم الرومانى لاتباعه ، فقائلها هو جندى رومانى كان مكلف بمطارده وقتل اتباع المسيح
الكتاب فى مكتبه التمدن – والرابط
https://drive.google.com/open?id=10BNXiJPRXT4ub32twygGMCoLMWajy5Y-

وكان لزاما علينا توضيح الحقيقة واستنطاق التاريخ :
عانى المسيحيين الاوائل الكثير من الاضطهاد من قبل الامبراطوية الرومانية بدايه من العام 58 م بصدور مرسوم طرد المسيحيين من روما لكن الأمور أخذت بالتحسن مع منشور غاليريوس التسامحي وخطوات الإمبراطور قسطنطين التي توجت بمرسوم ميلانو سنة 312 والذي اعترف بالمسيحية دينًا من أديان الامبراطورية ، وكان لاعتناقه المسيحيه نقط تحول كبرى فى تاريخ الكنيسة المسيحية فى اوروبا
ومما لاشك فيه ان والدته القديسة هيلانه زرعت فيه بذور التدين المسيحى ولكنه لم يعلن عن ذلك الا فى الثانيه والاربعين من عمره
ولكن يذكر لنا المؤرخ يوسابيوس القيصري و لاكتانتيوس وبعض المصادر المسيحية الاخرى أن السبب الرئيسى فى ايمانه بالمسيحية كان ان راى قبل معركته الفاصله مع اعدائه وانفراده بحكم روما أن قسطنطين وجنوده شاهدوا رؤية أرسلها الإله المسيحي وهى الصليب وكلمة ( لتنصرن بهذا ) وتم له النصر ن وان كان لم يعمد بالمسيحية الا وهو على فراش الموت .
ومن هنا بدا يتعاظم دور الكنيسة حيث اغدق عليها الإمتيازات و العطايا على حساب الوثنيين الذين أخذ نفوذهم فى التضاؤل قهرا و بدأ التطرف فى إستعمال العنف و القوة ضد الوثنيين فى عهد الإمبراطور ثيودثيوس الأول الذى إستخدم كل أشكال الإضطهاد ضدهم بعد أن نجح فى توحيد العالم الرومانى تحت حكمه سنة394م ,و إستمرت الحرب التى شنها ثيودثيوس ضد الوثنيين مدة ثلاثين عاما بعد وفاته هو نفسه و أقفلت المعابد و أعدمت الكتب و منع الوثنيين من مباشرة طقوسهم حتى داخل منازلهم!! بل أن الإمبراطور أركاديوس أصدر مرسوما بتنظيم معابد الوثنية لا إغلاقها فحسب بل قام بإستخدام أحجارها و مواردها فى إقامة منشأت عامة
يقول الدكتورشوقى أبو خليل (1941 - 2010) الكاتب والباحث الفلسطيني المعروف (و بما أن الإمبراطورية الرومانية كانت تسيطر على كل أوروبا فكان فرضها للنصرانية بالسيف على كل أوروبا هو المتبع من قبل الأباطرة الرومان و قد ظل شارلمان يحارب السكسونيين ثلاثة و ثلاثين سنة كلها عنف و دموية حتى أخضعهم و حولهم قسرا إلى الديانة النصرانية ) انتهى
وتم فرضها على كل اتباع الامبراطورية فى الشرق حتى اننا وفى كتابنا ( محمد ومعاوية والتاريخ المجهول ) كشفنا ان معاويه كان معتنق المسيحية التى كانت مفروضه على كل رعايا الامبراطورية الرومانية
واصبح للكنيسة الكلمه العليا فى اوروبا وبدات محاكم التفتيش التى وصلت ذلروتها الى محاكمة جاليليو جاليلي الذى قال بكريو الارض
و قد وصل الحد فى أمريكا فى عهد هجرة الأيرلانديون البرتستانت أن صدر قانون يجيز إبادة الهنود الحمر فى كل مكان يتواجدوا فيه لأن أمربكا كانت هى أرض الميعاد وفق تفسير البروتستانت للكتاب المقدس وقتها
و كذلك الحال من إبادة شاملة كاملة مارسها الإنجليز فى حق سكان الأصليين لأستراليا و كذلك فعل الأسبان و البرتغاليون فى حق سكان أمريكا الجنوبية
وفى مصر انتشرت المسيحية فى نهايه القرن الاول الميلادى حيث تماثلت فى اللاوعى المصرى مع اسطورة ايزيس واوزويريس وحورس ، وبعدها بدأ المسيحيين الاوائل فى مصر عندما اصبحوا اغلبيه من اضطهاد الاقلية التى مازالت على عبادة آمون والتنكيل بهم ووصمهم بالوثنيين ( وهو نفس مايرددة التيار السلفى الان فى مصر من اتهام اجدادنا الفراعنه بالوثنية!!!!! ) بالاضافة الى تحطيم معابدهم وازاله الكتابات الفرعونية من عليها ، بل تحويل بعض هذه المعابد الى كنائس ، وهو ماشار اليه الكاتب الدكتور ياسر شحاته فى كتابه ( اعادة قراءة التاريخ ) ومن اصدار الهيئة العامة للكتاب عام 2014 حيث يشير الى ان (السبب فى انقطاع المصريين عن تاريخهم ولغتهم الديموطيقية والتى تطورت عن الهيروغليفية عندما فرضت الكنيسة القبطة اللغة القبطية بدلا منها ولاحق المتدينون وقتها كل المصريين الوثنيين وقتلوهم او حبسوهم لتنتهى معهم اللغة الديموطيقية فينقطع المصرى عن تاريخة ،وهدموا وحرقوا العديد من الاثار والمعابد واوراق البردى مما كان السبب فى حديث العالم الان عن الفلسفة اليونانية والتى كانت فى الاساس فلسفة مصرية تعملها الفلاسفة اليونان فى مصر ) انتهى
والغريب ان نرى انه تعليلا لماحدث يردد المسيحيين قولا ابعد مايكون عن حقيقة ماحدث حيث يقول : ان هذه المسلات والمعابد سقطت جميعا وانهارت عند مرور المسيح بها اثناء تواجده فى مصر ، كانت تنهار امامه لانها عبادات وثنية ( ولهذا يرددون ان التثليث الفرعونى فى ايزيس واوزيرسي وحورس هو تثليث شرك والتثليث المسيحى تثليث ايمان ، وقد وضحت ذلك فى بداية هذا المبحث ) ، اى انهم جعلوا من قيام المسيحيين الاوائل بهدم حضارة الفراعنه بانها من معجزات المسيح
وعلينا ان نسترجع ماساه العالمة والفيلسوفة ( هيباتيا ) التى ثم قتلها وتمزيقها وحرقها باوامر من البابا كيرلس الاول والملقب بعمود الدين ومصباح الكنيسة الارثوذكية ، لنعرف ان التطرف والعنف الدينى اذا تمكن من الاغلبية فى اى مكان وفى اى دين سيؤدى حتما الى المزيد من الدماء بغض النظر عن تعاليم السماء
فهاهى الديانه المسيحية السمحة والتى تقول احبوا اعدائكم مارست فى بدايتها نفس مايمارسه اليوم السلفيين
الختام : انا اعرف من خلال قرائتى للتاريخ مدى الظلم الذى وقع على مسيحى مصر منذ دخول عمرو ابن العاص ومازالت بقاياه موجوده الى الان مما كان له اثره فى الكراهية المتوطنه فى نفوس الاخوه مسيحى مصر لغيرهم من المصريين اعتمادا على مقوله خاطئه بان المسلمين هم غزاه وافدين ولابد ان يرحلوا ( وردا على هذا القول سبق وكتبت مقاله على هذا الموقع بعنوان ( الى الاخوه المسيحيين : المواطنه بالميلاد ) ، وقد نوهت عن هذا اكثر من مره على صفجتى ولكنى كنت استتبعها بعباره : ( ارجوكم لاترددوا علينا عباره : احبوا اعدائكم )
لاتنخدع باقوال الضعيف الذى لاحول له ولا قوه ... اعطه القوه وانظر ماذا سيفعل ؟
القاكم على خير