القرآن يحدد عامين رضاعة كى تتحقق الأخوة من الرضاعة


مصطفى راشد
الحوار المتمدن - العدد: 6273 - 2019 / 6 / 27 - 21:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

عامين من الرضاعة كى تتحقق الأخوة فى الرضاعة
===============================
ورد لنا سؤال عبر موقعنا على الانترنت من الٲستاذة /  سلمى بو عزيز  المغربية تقول فيه : -  انها احبت يوسف  بجنون وبعد ان شرعا فى الزواج ليكللا قصة حبهما  اخبرتها ام يوسف بٲن يوسف اخوها من الرضاعةلٲنها سبق أن ارضعتها مع أخو يوسف أكثر من 7 رضعات  -- لذا من فضلكم ونحن نثق فى علمكم وأمانتكم فما هو  عدد الرضعات التى بها تثبت الأخوة فى الرضاعة فتحرم المراة بها على الرجل  شرعا لٲنه قيل لنا العديد من الاراء المتضاربة والمختلفة فى العدد ؟
وللإجابة نقول : --
ان الإسلام حرم المرٲة على الرجل إذا كانت أخته فى الرضاعة كما ورد بالاية 24 من سورة النساء بقوله تعالى ( حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاَتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاَّتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَآئِكُمْ ) ص ق الى أخره والآية واضحة فقد علمنا منها أن المرٲة تحرم على الرجل اذا كانت اخته فى الرضاعة لكن السؤال هو هل يتحقق المعنى من الأخوة برضعة واحدة او بعدد رضعات أو برضاع كامل لفترة الرضاعة  ولٲنه لم يرد حديث صحيح يفصل فى  ذلك وكل ماورد لنا هو حديث مزور منسوب للسيدة  عائشة رضي الله عنها انها قالت: »كان فيما أنزل الله من القرآن عشر رضعات يحرِّمن ثم نسخن بخمس معلومات يُحرّمن فتوفي النبي e وهنَّ مما يقرأ من القرآن« (9). وهو حديث مزور لان القرآن لا توجد به ايه تقول بعشر رضعات ولا الآيه الناسخة بخمس رضعات وهو مايوضح تزوير الحديث كما يوجد ايضا مجموعة من الروايات المزورة  التى لا أصل لها فى هذا المعنى وهى روايات منسوبة زورا  للفقهاء ابو حنيفة ومالك واحمد وغيرهم بعدد الرضعات منهم من قال بخمسة ومن قال بثلاث ومنهم من قال بعشرة او ان قليلها مثل كثيرها وكلها روايات مزورة لا سند أو اثبات لها لٲن الفقهاء ماتوا لٲكثر من ألف عام والروايات الموجودة عمرها أقل من 250 عاما فقط  مما ينفى صلة الفقهاء بها ولٲن الٲمر كذلك ولٲننا تعلمنا من علم أصول الفقه وعلم التفسير أن الكلمة العليا لتحصين الفتوى هى لٲهل التخصص والعلم فٲذا كانت الآيات تتكلم مثلا عن الزراعة فيسٲل فيها أهل العلم بالزراعة ولو كانت فى الفلك فيسٲل علماء الفلك فى ذلك واذا كانت خاصة بشٲن طبى فيسٲل أهل الطب فى ذلك ولأن المسٲلة الموجودة معنا الآن خاصة بتكوين الأنسجة والخلايا التى تجمع أثنين فى صفات الأخوة وهى مسٲلة طبية فيكون القول الفصل فيها لٲهل الطب لذا توجهنا لٲهل الطب والعلم والتخصص لنعرف منهم الرٲى العلمى فنفى الجميع أن تكون خمس أو خمسين  رضعة كافية من الرضعات المشتركة من نفس الام التى يمكن معها ان تتواجد الشراكة فى الأنسجة والخلايا حتى يتحقق معنى الأخوة فكانت الإجابات ان  هذا الامر يحتاج للمشاركة فى فترة رضاعة طويلة  مشبعة ومتزامنة حتى يتحقق تقارب أو تشابه فى الأنسجة أو الخلايا أى أن يكون الرضاع متزامن بين أثنين فى ذات العام لٲن لبن الٲم لا يكون بنفس الصفات اذا اختلفت الأعوام وبالبحث والتدبر فى الأيات نجد الآية 233 من سورة البقرة تحدد مدة الرضاعة بوضوح بقوله تعالى  ( وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ ۖلِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ  الرَّضَاعَةَ ) ص ق وهو توضيح لا يقبل الشك لكلمة الرضاعة الواردة فى الآية 24 من سورة النساء السابق ذكرها بعاليه  بٲن الرضاعة تتم وتتحقق بعامين كاملين وعليه نفتى بقلب مطمئن ان الرضاعة التى تحرم المرٲة على الرجل هى ان يتشاركا فى نفس الزمن فى الرضاعة لمدة عامين هى فترة الرضاعة كاملة  .
هذا وعلى الله قصد السبيل وابتغاء رضاه
الشيخ د مصطفى راشد   مفتى استراليا ونيوزيلندا ورئيس الاتحاد العالمى لعلماء الإسلام من اجل السلام