عصابة يقودها الرئيس الاميركي تتحدى الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقه


عدلي عبد القوي العبسي
الحوار المتمدن - العدد: 6247 - 2019 / 6 / 1 - 22:15
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم     

عصابة يقودها الرئيس الاميركي تتحدى الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقه

في لحظه من اغرب اللحظات في التاريخ هي الأكثر امتلاء بالمفارقه والدهشه والعجائبيه والدراميه
في زمن النضج الديموقراطي والتحدي الديموقراطي وحقوق الانسان ودعوات السلم واحترام تقرير المصير للشعوب
زمن المساءله والتسويات العادله ومنطق المصالح والمنافع المشتركه والاعتماديه المتبادله يرتفع الصوت النشاز ومنطق العسكره والحروب والكراهيه والعنصريه والاستقواء والغاء الاخر وانكار حقوقه وعزله ومحاصرته وتصفيه قضيته وتشويه مواقفه وشيطنته .
والصوره المضحكه هنا هي وضوح ميكانيزم الاسقاط ورمي كل الصفات البشعه والتهم الشيطانيه على الآخر في الوقت الذي لا تنطبق الا عليه هو لا على الآخر !! الذي هو في أسوأ الأحوال يتخندق في خانه رد الفعل المشروع .
لحظه مليئة بالجنون جنون في السياسه وفي الخطاب الاعلامي وانحطاط وانحدار بلغته السلطات الحاكمه في هذه الانظمه الامبرياليه والدول الحليفه معها غير مسبوق بهذه الدرجه من السفاله والوقاحه والغطرسه!! .
لحظه مخزيه في تاريخ الحضاره المعاصره وصفحه سوداء في تاريخ السياسه الاميركيه و تبرز ضمن مشهد استمر منذ زمن طويل ملئ بالتوتر والحدية والاستقطاب والاصطفاف حيث يزداد الفرز وضوحا وتزداد الملامح بروزا لطرفين اخذا يتبلوران بمواقفهما مع او ضد القضيه الفلسطينيه طرف مناصر لها وطرف متواطئ متآمر عليها
استقطاب يشمل الاقليم كله لا بل العالم من ورائه !.
احداث متسارعه : مؤتمرات خيانيه تصفويه يتم التحضير لها ضمن طبخه الصفقه المشبوهه المسمومه المسماه (صفقه القرن ) وزيارات مكوكيه خاطفه ومباحثات من وراء الكواليس وضغوط تمارس على دول وانظمه واحزاب وحركات
وطبول حرب تقرع وتهديد باستعمال القوه وتشديد الحصار من اجل ضرب العمق الاستراتيجي للقضيه الفلسطينيه وعرب او عربان يتداعون لتهيئه البساط من اجل أن تمر صفقه العصابة على حساب حقوق الشعب الفلسطيني .
كثافة في ممارسات وسلوكيات تنم عن استخفاف بالعرب وبالشعب الفلسطيني وبمحور المقاومه وصفاقة ووقاحة وغطرسة لم نجد لها مثيلا في التاريخ
سفالة ووقاحة يخجل حتى من ممارستها وإبدائها اعتى الطغاه والخونه المشاهير الذين لو عايشوا هذه اللحظة ورأوا هذا المشهد الاستفزازي البشع لشعروا بالخجل ولتواروا عن الأنظار .
الأمور واضحة ولا تحتاج الى توضيح ان 99 % من هذه الممارسات والاستفزازات والقرارات المجنونة ورائها هدف واضح ومستعجل ألا وهو تصفيه القضيه الفلسطينيه .
ليس مبالغه اذا قلنا أن ثمة طموح قذر وغير مشروع كان لدى القياده الصهيونيه في العام المنصرم بمناسبه سبعينيه كيان الاحتلال ويتمثل في جر12 بلدا من البلدان العربيه نحو التطبيع واقامه علاقات دبلوماسيه كامله بمعنى فتح السفارات ونحوه .
لم يتحقق هذا الهدف كما نعلم بسبب بساله محور المقاومه واليقظه التي أبدتها الشعوب العربيه والطلائع المناضله الشريفه
لكنهم لا يزال لديهم أمل كبير في احداث اختراق والتقدم ببطء تشير اليه هذه التحركاتن الشيطانيه المكثفه من اجل فرض التطبيع مستخدمين شتى الاساليب والوسائل في الضغوط على العرب المتخاذلين


.
هذا التحرك الجنوني والهوس الذي يبديه عتاوله الحركه الصهيونيه سواء في الكيان الصهيوني او في الخارج الداعم له في أميركا خصوصا يأتي على أساس تصور واهم مفاده أن الفرصة باتت سانحة لتصفيه القضية الفلسطينية خصوصا مع الشرخ والانقسام الحادث في الوطن العربي وداخل كل قطر من اقطاره وكذا داخل الصف الاسلامي هذا الشرخ الذي ساهموا هم في تغذيته وتوسيعه بتدخلاتهم السياسيه والعسكريه والامنيه وبما يبثوه من أكاذيب مضلله واتهامات مزوره توجه الى الآخر الأخ الشقيق او الحليف الصديق سعيا منهم لإحداث المزيد من الانقسام واستثمار هذه الصراعات الجانبية المفتعلة في تحقيق المزيد من أرباح بيع السلاح وتنشيط اقتصاداتهم الامبريالية المأزومة من جهه ومن جهه أخرى تصفيه القضية الفلسطينية وهو الهدف الذي بات الآن الأكثر إلحاحا لديهم .
ولكن مع هذا بالمقابل يظهر لنا المشهد وبشكل يبعث على الإعجاب رد الفعل السياسي الجماهيري الشعبي والثقافي الإعلامي وهو ما يشير الى بداية صحوة عربيه وإسلاميه تجاه القضية المركزية قضيه فلسطين .
ومن ابرز الحوافز المشجعة على حدوثها هو هذا الإجماع الفلسطيني الحاصل اليوم والذي جاء بعد غياب طويل والعنوان هذه المرة هو التحرك الشعبي والسياسي لإسقاط صفقه ترامب صفقه العار والخيانة .
وهذه الحشود الجماهيرية في كل ربوع المنطقة والمؤيدة لقضية الشعب الفلسطيني بمناسبة يوم القدس العالمي .
لكن هذا الإجماع وهذا الاصطفاف الجماهيري والرأي العام الواسع المؤيد ينبغي أن يتعزز ويتبلور أولا في جبهة وطنيه عريضه سياسيه منظمه وحوار وطني جاد ومصالحه وطنيه تطوي صفحه الماضي وتنهي الانقسام الحاصل في البيت الفلسطيني والترفع عن المصالح الحزبية الضيقة والعصبويات و الشحن الايديولوجي وموروث الخلافات الحادة .
لكن ايضا مع العمل الجاد لازاحه المتواطئين والمتخاذلين والانتهازيين الموجودين في كل مكان داخل الخارطة السياسيه الوطنيه الفلسطينيه .

وثانيا في جبهه عربيه إسلاميه وإنسانيه منظمه لدعم القضية الفلسطينية وتعزيز التنسيق السياسي والاعلامي والثقافي
بين كل القوى السياسية بمختلف الوانها االفكريه المؤيدة للحق الفلسطيني من المنطقه ومن مختلف أنحاء العالم .
لكي يكون لدينا جبهة عالميه مناصره تقف في وجه هذا الاحتشاد الأميركي الاوروبي والعربي الرجعي المعادي والمتآمر على القضية الفلسطينية .
عاش نضال الشعب الفلسطيني
النصر للقضية الفلسطينية
والمجد للشهداء والحرية للأسرى والشفاء للجرحى
تسقط الامبريالية
يسقط الاحتلال وتسقط الصهيونية