فوقوا بقى - مائة تناقض فى القرآن من 21 إلى 40


سامى لبيب
الحوار المتمدن - العدد: 6197 - 2019 / 4 / 10 - 21:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

- مائة تناقض فى القرآن - جزء أول من 21 إلى 40 .
- الأديان بشرية الفكر والهوى والتهافت (114) .

هذا البحث يعتنى بالتناقضات فى القرآن من تجميعاتى لسلسلة مقالاتى السابقة المعنونة "زهايمر - تناقضات فى الكتابات المقدسة" ليقتصر هذا البحث على التناقضات فى القرآن فقط ..لأمهد بهذا التجميع إلى إصداره فى كتاب إنترنتى , وكدلائل قوية على بشرية الأديان , ولكنى لا أقصره على هذه الغاية فحسب , فالمائة تناقض فى القرآن التى تضم كتاباتى السابقة فى نقد القرآن وما سيستجد من كتابات لتكون موسوعة كاملة لأهديها للمدعو بشاراة أحمد عرمان ذاك السلفى الذى يتوهم أنه يرد على كتاباتى فلا تكون ردوده سوى محاولات مستمرة من السب والإساءة والإزدراء مصحوباَ بتلفيقات ومرواغات , لتصل به البجاحة والكلاحة حداً أن يعلن عليّا صفقة بأن أتخلى عن نقد الإسلام فى سبيل الكف عن إساءاته وسبه لشخصى .!
لقد إنصرفت من فترة عن نقد الإسلام لأعتنى بمواضيعى الفلسفية ونقد فكرة الإله ليكون تطرقى للأديان فى مدى إنتهاك شرائعها وثقافتها لكرامة وحرية الإنسان فقط .. إذن هذه الموسوعة من تناقضات القرآن هى لتحدى المدعو بشاراة احمد وإيلامه وإذلاله وليعلم أنه لن يفلح بسبابه وإساءاته أن يوقفنى تاركاً له الألم والحسرة ولأدعه يضرب أخماس فى أسادس مع نصوصه المهترئة .

21 - هل الفتنة من الله أم من الشيطان ؟ .
فى القرآن الفتنة من الشيطان اللعين ويُفترض أن تكون الأمور هكذا , كون الشيطان كائن حاقد شرير ففى الاعراف7 ( يا بني أدم لا يفتنكم الشيطان كما اخرج أبويكم من الجنة ) وفى الحج 22 ( ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم ) فمن الآيتين السابقتين نجد أن الشيطان يفتن الناس , ومن هنا يحذر الله بني آدم من فتنته كذلك يتوعد من يفتن المؤمنين كما فى البروج 10( إن الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنم وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ ) .. ولكن نجد التناقض والتضارب يحل عندما يتم نسب فعل الفتنة للإله وليس الشيطان , ففى الانبياء21 ( كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون ) . وفى الاعراف7 ( قال "موسى" رب لو شئت أهلكتهم أن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي بها من تشاء أنت ولينا ) وفى طه40 ( وقتلت "موسى" نفسا فنجيناك من الغم وفتناك فتونا) وفى طه 85 ( قال "الله" فإنا قد فتنا قومك قومك من بعدك ) وفى الاسراء17 (وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة ) وفى الفرقان25 ( وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا انهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق وجعلنا بعضكم لبعض فتنة ) فهو يجعل مرسليه فتنة ويبلو الناس فيما أتاهم كما فى المائدة 5 (لو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم في ما أتاكم فاستبقوا) .
فهل الفتنة كشئ قبيح وعمل مُدبر يخدع وينال من الإنسان هو عمل الشيطان أم عمل الله ؟! فإذا تعاملنا مع أغلبية الآيات فسنجدها عمل الله وفتنته وليبقى التناقض والزهايمر قائماً .

22 - هل الغواية من الله أم من الشيطان ؟!.
فى الحقيقة هذه النقطة لا تحتوى على تناقض فج , فالغواية تصب فى النهاية فى يد الله فهو يحيلها للشيطان ولكن بتوجيهات وتوصيات وتنسيق مع الله !! ففى الحجر15 ( قال الشيطان " رب بما أغويتني" لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين ) وفى الاعراف7 ( قال الشيطان " فبما أغويتني" لأقعدن لهم صراطك المستقيم ) كذلك فى سورة ص 82 (قال الشيطان فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك المخلصين ) فهنا الشيطان يريد النيل من البشر بالغواية ويفضح الله المتواطئ بقوله بما أغويتني .. ولكن الله يكشف عن مخططاته وغوايته بشكل فج فى هود11 (ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن انصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم واليه ترجعون ) ! وفى الصف61 ( فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الفاسقين ) .!

23 - هل الرجس من الله أم من الشيطان .؟!
فى القرآن الرجس من عمل الشيطان تارة و ليناقضه تارة اخرى كونه عمل الله , فهو من عمل الشيطان فى المائدة 5 ( إنما الخمر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه ) - وفى الأنفال8 ( وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشياطين ) . وهذا يعنى ان الرجس من عمل الشيطان , ولكن فى آيات عديدة من عمل الله فهو الوكيل الحصرى له ففى الانعام6 (كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون ) . وفى يونس10 (ما كان لنفس أن تؤمن إلا بأذن الله ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون ) . وفى البقرة2: 59 ( فأنزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء ) وفى الاعراف7 (فأرسلنا عليهم رجزا من السماء بما كانوا يظلمون ) .!

24 - من يُضل ؟ هل الله أم الشيطان .؟!
يُفترض أن الشيطان يضل البشر فهذه هى مهمته ولكننا لن نثير هنا أن تضليل الشيطان يتم بعلم وإرادة الله أم لا بل من يمسك بمفاتيح الضلال .. لنجد أن الشيطان يضل ففى النساء4: 60 ( يريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا ) وفى القصص 28 (قال هذا عمل الشيطان انه عدو مضل مبين ) ولكن التناقض يحل ليصبح الضلال من الله وحكراً عليه ففى النساء4: 88 ( أتريدون أن تهدوا من أضل الله ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا ) وفى الجاثية45: 23 (أفرأيتم من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه ) . وفى المدثر 31 ( يُضِلّ اللهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ) . وفى الانسان31 ( وما تشاؤون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليما حكيما يدخل من يشاء في رحمته والظالمين أعد لهم عذابا أليما ) . ثم نجد الآية الأغرب فى سبأ34 التى جاءت توصيف لحال محمد ( أنا أو إيكم لعلى هدي أو في ضلال مبين) فمحمد لا يدري إن كان في الضلال أم في الهدى !
هنااك المزيد من التضليل بفعل الله ففى الكهف 57 ( إنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبهِمْ أَكِنةً أَنْ يَفقهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ) فالله جعل على قلوبهم أكنه وفى آذانهم وقراً .. وفى التوبة 87 ( وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِم فَهُم لا يَفْقَهون ).. ويؤكد الله ثانية أنه يطبع على قلوبهم فكيف يفقهون ( ولو أننا نزلنا اليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا الا ان يشاء الله ولكن اكثرهم يجهلون ) ( وماكانوا ليأمنوا الا أن يشاء الله ) . إذن لا تظن انك تؤمن بقناعات وقبول نفسى وروحى إختيارى فهى مشيئة الإله ( يدخل من يشاء في رحمته) . فالمشيئة الإلهية هى التى تختار من يدخلها فى رحمته .. وتأتى الآية العجيبة فى السجدة 13 ( ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين ) فالله لن يأتى كل نفس هداها فقد تعهد وألزم نفسه بمزيد من الزبائن يملأ بهم جهنم !..( وماتشاؤون الا أن يشاء الله رب العالمين ) .!

25 - من الذى يتآمر على الإنسان ويزين له عمل السوء ؟ الله أم الشيطان .!
فى القرآن آيات تعلن أن الشيطان يتآمر على الإنسان ويزين له عمل السوء وهذه الرؤية منطقية إذا إعتبرنا هذا الكائن الشيطانى موجود ففى الانعام6: 43 ( ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون ) وفى النحل16: 63 (لقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فزين لهم الشيطان أعمالهم) وفى الانفال8: 48 ( وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم ) وفى الإسراء 63 (قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا ) فهنا نرى أعمال السوء كانت بسبب تزيين الشيطان للناس أعمالهم , ولكن يطل التناقض والزهايمر واللامعقولية عندما نجد ان الله هو من يزين اعمالهم ففى النمل27: 4 ( إن الذين لا يؤمنون بالآخرة زينا لهم أعمالهم ) وفى الانعام6: 108 ( كذلك زينا لكل أمة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم ) . وفى فاطر35: 8 ( أفمن زين له لسوء عمله فرآه حسنا فان الله يضل من يشاء ) . فهنا الله كما الشيطان يُزين للذين لا يؤمنون بالآخرة أعمالهم ثم جاءت تلك الآية الفجة فى الانعام6: 137 ( كذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم ليردوهم وليلبسوا عليهم دينهم "ولو شاء الل"ه ما فعلوه فذرهم وما يفترون) . ثم نرى التحالف بين الله والشيطان فى مريم 19( الم تر إنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا ) - تؤزهم أزا تعنى تغريهم .!

26 - من الذى يكيد ؟ الله أم الشيطان !.
يُفترض أن الكيد من الشيطان بإعتباره خبيث وحاقد على الإنسان وهذا ما تؤكده النساء4 ( الذين أمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفا ) .. ولكن الله لا يترك الشيطان متفرد بالكيد ليصير كيده عظيماً ففى الطلاق86 (انه لقول فصل وما هو بالهزل انهم يكيدون كيدا وأكيد كيدا فمهل الكافرين أمهلهم رويدا ) وفى القلم68 ( أملي لهم أن كيدي متين) .!

27 - من الذى يأمر بالفسق والفحشاء ؟ الله أم الشيطان .
عندما نسأل من الذى يأمر بالفسق والفحشاء فمن المؤكد أن الإجابة ستكون الشيطان ذلك الكائن الشرير وهذا ما ذكره القرآن وحذر منه فى النور24 ( ومن يتبع خطوات الشيطان فانه يأمر بالفحشاء والمنكر) . وفى البقرة 26 (الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء ) ولكن كالعادة يحل الزهايمر والتناقض فلا يترك الله الشيطان متفرداً بإثارة الفسق والفحشاء ففى الاسراء17: 4 ( وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ) وفى الاسراء17: 16 ( إذا أردنا إن نهلك قرية امرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا ) . فهنا قضاء الله أن يهلك قرية ليأمر مترفيها بالفسق فحقت على القرية إرادة الله بتدميرها وإهلاكها.

28 - الشيطان المتكبر والله أيضا .
التكبر صفة ذميمة قبحها الله ولعن المتكبرين وأولهم الشيطان ونجد هذا فى مواضع عديدة ففى الاعراف7 قال الله للشيطان ( فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج فأنك من الصاغرين ) وفى البقرة2: 34 ( إذ قلنا للملائكة اسجدوا لأدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر) . كذلك الزمر 60 فجهنم مثواهم ( وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ ) وفى النحل 29 ( فَادْخُلُواْ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ ) . وفى النحل: 23 (إن الله لا يحب المتكبرين ) . وفى لقمان:18 (إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) . ورغم هذا التقبيح للمتكبرين والوعد بأن يكون مثواهم جهنم نجد أن من أسماء الله الحسنى المتكبر كما فى الحشر 23 (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ) ليشارك الله الشيطان فى صفة ذمها ووعد المتكبرين بالعذاب فى جهنم .!
دار فى ذهنى فكرة أبرر هذا التناقض فقلت أن الله لا يريد أن يشاركه أحد فى التكبر لتنطلق أسئلة عديدة تواجه هذا التبرير أولها ما معنى التكبر بالنسبة للإله , فعَلى من يتكبر , وعلى من يُفعلها , وهل توجد معنى لصفة قبل الخلق فعلى من يُفعلها , وما جدوى وما معنى هذه الصفة فى عدم وجود وجه للمقارنه بين الخالق والمخلوق ليمارس هذه الصفة فى ظل الفارق بين المطلق ووالنسبى , وإذا كان الله مُحتكر لصفة التكبر فلماذا يشاركه الإنسان فى صفة العدل والرحمة والكرم ألخ , وهل من المنطقى أن تكون هذه الصفة متواجدة ولائقة بعد أن ذمها وقبحها كثيراً فى الشيطان وكل المتكبرين .

29 - من يمتلك الوحى الله أم الشيطان أم كلاهما ؟.
يُفترض أن الوحى حكراً على الله وهذا مايؤكده فى الانبياء21: 7 ( وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فسألوا أهل الذكر ). ولكننا نجد أن الشيطان يشارك الله فى الوحى بل يطال الأنبياء ففى الحج 22: 52 ( وما أرسلنا قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيتة ) كذلك فى الانعام6: 112(وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفعلون ) . وفى الانعام6: 121 (إن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وان أطعتموهم إنكم لمشركون ) .!

30 - هل أشهدهم على خلق أنفسهم أم لا .؟
بعد الخلق أعلن الله أنه أشهد بنى آدم على أنفسهم ( وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين. أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون وكذلك نفصل الآيات ولعلهم يرجعون ) . ليلح سؤال من هذه الأسطورة فلكى يكون كلام الله حجة على البشر فلابد أن يتذكر كل إنسان هذه الشهادة والإقرار ولكن هكذا الأساطير , لننصرف عن هذه النقطة , ونتناول التناقض الذى ينفى الآية السابقة , فالله فى سورة الكهف 51 ينفى انه أشهدهم على خلق أنفسهم ( مَا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السمَاوَاتِ وَالأرضِ ولا خَلقَ أَنفسِهِم وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُد ) – فهل أشهدنا على أنفسنا أم لا.؟! وهل يتذكر أحد هذه الشهادة الفاصلة ؟!

31 - هل الملائكة معصومون من الخطيئة أم لا .؟
الملائكة معصومون من الخطيئة كونهم خدم الله القائمون بطاعته وتنفيذ كلامه وأوامره والقرآن يؤكد هذا فورد في سورة التحريم 6( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكم نَاراً وَقودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَاد لا يَعْصُونَ اللَّهَ ما أَمَرَهم وَيَفْعَلُونَ ما يُؤمَرُونَ ) . وفي سورة الأنبياء 20 ( يُسَبحُونَ اللَيلَ وَالنَهَارَ لا يَفْترُونَ ) . وورد في سورة النحل 49 ( وللهِ يَسْجُدُ ما فِي السَمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرضِ مِن دَآبَةٍ وَالْمَلآئِكَة وَهُمْ لاَ يَسْتكْبِرُونَ يَخَافُونَ رَبَهُم من فَوْقِهِمْ وَيَفعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ ) . ولكن في سورة البقرة 102: ( وَاتَّبَعُواْ ما تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سلَيمَانُ وَلَكِن الشَياطِينَ كَفرُوا يُعلِّمونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتى يقولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفرْ فَيَتعَلَمُونَ مِنْهُمَا ما يُفَرِقونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ وَيَتعَلَمُونَ ما يَضُرهُمْ وَلاَ يَنفَعُهم وَلَقد عَلِمُواْ لَمَنِ اشترَاهُ ما لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئسَ ما شَرَوا بِهِ أَنفسَهُمْ لَو كَانُوا يَعْلَمُونَ) .!

32 - هل الأمثال لكل الناس أم للعالمين فقط .؟
يقول القرآن فى الحشر59 :21 ( تلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون ) أى أن الله يلقى بالأمثال للناس حتى يتفكرون فيها ولكنه فى العنكبوت29: 43 جعل إدراك الأمثال خاصة بالعلماء فقط ( تلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون ) لتلاحظ إلا كحرف حصر وإستثناء , ولكن قد يقول قائل إنها للناس كافة ولا يعقلها إلا العلماء وهذا تحايل غريب , فبداية هو طلب أن يفكر فيها الناس فما معنى التفكير سوى التعقل فيها .. ثانيا هذا ينال من قول "قرآن عربى مبين" لكل البشر بإطفاء الغموض عليه ,فالعلماء الوحيدون الذين يعقلون فقط وفق آية العنكبوت .

33 - هل لا نزِر وَازِرة وِزر أُخرى , قائمة أم تم إبطال مفعولها .
يذكر القرآن فى آيات عديدة أن كل إنسان معلق بذنوبه , وأتصور هذه الرؤية جيدة تخالف الإيمان المسيحى الذى يتبنى وراثة الخطية لنجد هذا فى مواضع عدة ( وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِنْ تَدْعُ مُثقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى إِنَّمَا تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ) – (وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ) فاطر:18 – (مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً ) الاسراء15 . ( قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبّاً وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلا عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) الأنعام164 .
ولكننا نرى فى الصافات 22 قوله للملائكة الذين يحرسون جهنم ( أحشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون من دون الله فاهدوهم إلى صراط الجحيم ) ليتنافى ويتناقض مع قوله ولا تزر وازرة وزر أخرى , فما هو ذنب أزواج الذين ظلموا ؟ فربما كانت الزوجات مؤمنات ، وقد جاءت نسوة كثيرة من مكة إلى محمد بالمدينة ليبايعن محمد وتركن أزواجهن المشركين بمكة , وأنزل فيهن قرآنا ( يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهن ) الممتحنة 10 , وحتى امرأة فرعون الذي يقول عنه القرآن إنه كان طاغية وقال أنا ربكم الأعلى , كانت زوجته مؤمنة كما يقول القرآن فقد طلبت من الله أن يبني لها بيتاً في الجنة ( وضرب الله مثلاً للذين آمنوا امرأة فرعون إذ قالت ربِ ابنِ لي عندك بيتاً في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين) التحريم 11 . كما تتنافى لا تزر وازرة وزر أخرى مع مذبحة بنى قريظة .

34 - هل آيات القرآن مُحكمات أم متشابهات ؟.
يفتخر المسلم أن آيات القرآن محكمات وفق هود11: 1 ( كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير ) بالرغم أن المسلم يعجز هو وعلماءه وفقهاءه عن تفسير آياته بل بعض كلماته كما فى كلمة زنيم بتعليقات مقالى السابق , لتجد التخبط والتناقض فى التفسير والتأويل وحتى لا يكون قولنا هذا مجرد إدعاء , فالقرآن نفسه يعلن عن ذلك فى سورة آل عمران 7:3 ( هوَ الذِي أَنزَل عليك الكتَاب منْه آيَات محكَمات هُن أُم الْكتابِ وَأُخَر مُتشَابِهات فَأَما الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيغ فَيتَّبعون ما تَشابهَ مِنه ابتِغاءَ الفتنَة وَابتِغاءَ تَأْوِيله وما يعلم تأْوِيلَهُ إِلا اللَّهُ وَالراسِخون فى الْعلْم . ) فالبعض متشابه غير محكم , ولا يعلم تأويله إلا الله فعليك الذهاب إليه أو اللجوء للكهنوت الإسلامى فى الراسخون فى العلم ولكن كل العلماء راسخون ومختلفون . ولا توجد علامات للإستدلال على رسوخهم .

35 - هل القرآن بَيّن أم عسير الفهم ؟.
يردد المسلم ان القرآن بلسان عربى مبين وذو معنى واضح ومفهوم لا غموض ولا إلتباس فيه ليتكأ على آيات من القرآن تؤكد ذلك ففى يوسف12: 1 ( الر تلك آيات الكتاب المبين ) وفى الحجر15: 1 (الر تلك آيات الكتاب وقرآن مبين) فهذا إقرار بأن القرآن مُبين بالرغم أنك لن تجد أحد يستطيع تفسير "ألر" التى تبدأ بها الآيتان .!!
هل لنا أن نقول أن تبيان القرآن مخالف للحقيقة , فمعظم المسلمون لا يفهمونه وفقاءهم وعلمائهم يختلفون فى تفسيره وهذا يفسر حيرة المسلمين بين فتاوى العلماء والشيوخ المختلفة والمتناقضة , بين من يحلل , ومن يحرم , ومن يفتى , وكل يستند إلى آيات القرآن علاوة على الحروف المبهمة في فاتحة كثير من السور والتى لا تجد تفسيرا حتى الآن . وحتى لا يكون كلامنا إدعاء سندع النص القرآنى ذاته يُفصح عن غموضه وعدم وضوحه وبيانه ففى آل عمران 3: 7 ( وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم ) وفى الأعراف7: 53 ( يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل ) .

36 - هل الله ينصر رسله والمؤمنين أم يتقاعس .؟!
فى آية سورة غافر 51 ( إِنَّا لَنَنصُر رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ ) فهذا تعهد إلهى أن ينصر رسله والمؤمنين فى الحياة الدنيا ويوم القيامة , ولكن واقع الحال لا يقول هذا فالمؤمنين يعانون الإضطهاد بالأراضى المحتلة وعلى يد الإستعمار الامريكى والغربى فلا نصر ولا يحزنون بل مهانة وإذلال .!
إذا كان الله يهمل المؤمنين كحال حكامنا الذين لا يعتنون بدماء أبناء الشعب ليخصوا عنايتهم بالنخب والطبقات المميزة , فالله يعد بنصرة للرسل بنص الآية السابقة " إِنَّا لَنَنصُر رُسُلَنَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ ". ولكنه تقاعس وأهمل وعده للرسل بإعتراف القرآن ذاته فى آيات صريحة بعدة مواضع مختلفة , فاليهود قتلة الأنبياء , لذا قال فى البقرة: 61 ( وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ ) . وقال فى آل عمران: 21( إن الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقتُلُونَ النبِيِّينَ بِغَيْرِ حَق وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ) . وقال فى آل عمران: 112( ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلا بِحَبْلٍ مِنَ اللهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا ) - وقال فى النساء: 155 ( فبِمَا نَقضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ) .. ولنتوقف فى الطريق أمام القول "وَيَقتلُونَ النبِيينَ بِغيرِ حق" , فأين نصر الله لرسله فى الدنيا , فهل هو زهايمر وتناقض أم فنجرة بق .!

37 - هل الأنبياء سواسية أم منهم مفضلون وأصحاب مقامات .
فى سورة البقرة نجد الانبياء ذات درجات فى الأفضلية والتمايز( تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ ) البقرة:253. وهنا نرى أن هناك رسل مُفضلة عند الله وبعضهم رفعهم درجات عن الآخرين ( فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ ) ولكن فى سورة البقرة تقول لا فرق بين الأنبياء أى لاتوجد هذه الدرجات ( قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ) البقرة:136. لنلاحظ قوله "لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ" وكذلك فى نفس سورة البقرة يضع الرسل جميعا فى مقام واحد مع محمد ( آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ) البقرة:285 لتتكرر مقولة " لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ" .. كذلك فى آل عمران يؤكد عدم التفريق بين الرسل والأنبياء ( قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) آل عمران:84 - فهل هناك تفرقة ودرجات بين الانبياء أم لا ؟!

38 - هل عرب الجزيرة آتاهم نذير أم لا . ؟!
يقول القرآن فى سورة فاطر آية 24 ( إنا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلا خَلا فِيهَا نَذِيرٌ ) . وفى الأسراء 15( مَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُول ) وهذا يعنى أن أى أمة من الأمم السابقة قبل محمد آتاها نذير لتقوم الحجة عليهم ولكن القرآن يناقض هذه الفكرة فى سبأ 44 :( وَمَا آتَيْنَاهُمْ مِنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِنْ نَذِيرٍ ) . وفى القصص 46 ( لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ) وفى السجدة 3 ( بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ ) .. وهذا يعنى ان العرب لم يأتهم نذير قبل محمد لذلك فلا حجة عليهم طوال السنين التي سبقت بعثته وعليه ليس له أن يعذب الأقوام السابقة , كذلك يظهر التناقض والتخبط مع ما ذكره سابقاً وَإِنْ مِنْ أُمة إِلا خَلا فِيهَا نَذِير وما كُنَّا مُعَذبِينَ حَتى نَبْعَثَ رَسُول , فأليس هذا زهايمر وتناقض .

39 - هل نزل القرآن متفرقاً أم دفعة واحدة أم حسب المناسبات .؟
وفق القرآن فنزوله جاء فى شهر رمضان وتحديدا فى ليلة القدر وفق البقرة 2: 185 (شهر رمضان أنزل فيه القرآن هدى للناس) وآية القدر97: 1 ( إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ) ولكن هذا يخالف كل الآيات التى فى القرآن التى تعاملت مع الحدث ولنرجع إلى أسباب التنزيل لنجد أن آيات القرآن جاءت متواكبة مع الأحداث لتعطى الحكم والنهج فكيف يقال أنه نزل دفعة واحدة فى ليلة القدر .
دعونا نمر على بعض الأيات كأمثلة ففى المجادلة58: 1( قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير ) فلتتأمل أن الله متجاوب مع مايحدث فى اللحظة , كذلك فى الانفال8: 66 ( يأيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبون مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبون ألفا من الذين كفروا الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبون مائتين) ولتتوقف أمام قوله : " الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا " فالمعرفة تمت حينها وليست فى ليلة القدر وعلى أثرها جاءت الآية .
كذلك فى آل عمران3: 181( لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق ) فالله سمع وتجاوب مع قولهم بالإستنكار ولتتوقف أيضا أمام كلمة "سنكتب " التى تعنى أنه سيدون لاحقا , وفى البقرة2: 187 ( حل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم .. علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم ) فالله أحل الرفث إلى النساء بناء على علمه بحالهم فالآية جاءت تحلل بناء على مشهد فكيف يقال أنه نزل دفعة واحدة فى ليلة القدر من رمضان ولك أن تقرأ فى أسباب التنزيل للواحدى لتجد أن الآيات جاءت مواكبة لحدث ومعالجة لها وهذا يعنى أنها جاءت وفق مناسبة وليست فى كتاب مسطور منذ الأزل .

40 - موقف متناقض من الكفار .
(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ المُؤْمِنِينَ عَلَى القِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مَائَتَيْن )سورة الأنفال 8: 65- ليناقضها "وَلاَ تُطِعِ الكَافِرِينَ وَالمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَّكَلْ عَلَى اللهِ وَكَفَى بِاللهِ وَكِيلاً(سورة الأحزاب 33: 48)
فى الآية الأولى دعوة صريحة للنبى على تحريض المؤمنين على القتال وفى الآية الثانية دعوة إلى عدم طاعة الكافرين و الإنصراف عن أذاهم بسلام وليتوكل المؤمنين على الله ويكفيهم هذا فالله وكيلهم .!

دمتم بخير وإلى لقاءات أخرى مع مائة تناقض فى القرآن .
-"من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته " أمل الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع .