من الثورة الثقافية البروليتارية الصينية الكبرى - النص الثاني


الشرارة
الحوار المتمدن - العدد: 6194 - 2019 / 4 / 7 - 17:19
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية     

استمرارا في إحياءه لانتصار الثورة الصينية العظيمية، وبالموازاة مع النشر المستمر لمجموعة من المقالات والدراسات الخاصة بها (انظر ملف الذكرى 68 لانتصار الثورة الصينية العظيمية على موقع الشرارة)، يقدم موقع الشرارة الماركسي ــ اللينيني الوثيقة الثانية من ملف الثورة الثقافية البروليتارية الصينية الكبرى والتي تحمل عنوان "قرار اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني حول الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى" (صدرت في 8 غشت 1966).

قرار اللّجنـة المركزية للحزب الشيوعي الصيني حول الثّــورة الثقافية البروليتارية الكبرى

تقديم

يرى بعض مؤرخي الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى في الصين (جان دوبيي نموذجا في كتابه الشهير: "تاريخ الثورة الثقافية البروليتارية في الصين") أنه خلال هذه الثورة، كانت هناك فترات تقلص المركزية السياسية و التنظيمية، المخطط لها إراديا، تتبعها فترات أخرى تتميز بتدخل الهيئات القيادية للحزب. و تتميز هذه الفترات الثانية بإنجاز حصيلة التطور السياسي للفترة السابقة، فيحصل تدخل في النقاشات الجارية عبر إعطاء التوجيه الذي يجب اتباعه.
و تنتمي تجربة "مجموعات العمل" إلى نوع الفترة الأولى، حيث ساد تقليص المركزية، مما سمح بهامش من المناورة للمعارضة التحريفية، و هكذا، حاولت هذه الأخيرة منع الجماهير الشعبية من استعمال هذا التقليص للمركزية، من أجل التعبئة و تطوير مبادراتها، وتمديد نضالها الثوري، الذي انطلق في ماي و يونيو1966، و قد كان لهذه السياسة الممارسة من طرف التحريفيين أثرها في نشوء اتجاهات ثورية معارضة لها.
تنتمي هذه الطريقة في طرح الأمور إلى الأسلوب التكتيكي، الذي بلوره ماو في مجال الصراعات السياسية أو العسكرية، يقول ماو :
"لا يجب مواجهة العدو وجها لوجه، بل من الأفضل تركه يتقدم و الكشف عن نفسه، و مهاجمته بعد ذلك".
إن هذه القاعدة التكتيكية لحرب العصابات، طبقها ماو كذلك في الحياة السياسية، و قد رأينا ذلك في الحلقة السابقة، عندما ترك بينغ شينغ يأخذ مسؤوليات قيادية، مما جعله يرتكب أخطاء، فظهر للعيان عبر الممارسة، الطابع التحريفي لسياسته، و باعتباره معاديا لخط الثورة الثقافية البروليتارية، وجد عمدة بكين نفسه يتخبط في تناقضات لا حل لها، لأنه أصبح يدير عملا كان يكرهه من الأعماق، و انتظر ماو تسي تونغ تقرير بينغ شينغ في فبراير1966، حول عمل مجموعة الخمسة المكلفة بالثورة الثقافية الصينية للإطاحة به، فتشكلت مجموعة جديدة على رأس مجموعات العمل المكلفة بالثورة الثقافية الصينية، و كان على رأسها هذه المرة زعيما التحريفية الصينية، ليو شاو شي و دينغ غسياو بينغ، و ترك التحريفيون لحالهم في مواجهة الجماهير الثائرة، فانفضحوا بدورهم، وظهرت مجموعات ثورية من داخل الجماهير المناهضة لخطهم التحريفي، و مرة أخرى سيحين الوقت لتقديم الحصيلة، و كانت المناسبة هي انعقاد الدورة 11 للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، ما بين فاتح و 12 غشت 1966. و تعتبر هذه الدورة من أهم الدورات، التي عقدتها اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، و لها أهمية كبرى في تاريخ الثورة الثقافية البروليتارية الصينية، حيث صدرت عنها وثيقتان هامتان كان لهما الصدى الكبير إبان الثورة الثقافية الصينية، أولهما البيان الصادر عن الدورة 11 و "قرار اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني حول الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى"، و قد اعتبرت هذه الوثيقة الأخيرة، بمثابة ميثاق الثورة الثقافية الصينية تارة، و برنامجها تارة أخرى من طرف الصحافة الثورية الصينية آنذاك.
لقد صيغ "قرار اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني حول الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى"، بتوجيه، و تحت القيادة الشخصية للرفيق ماو تسي تونغ، و تعرف هذه الوثيقة بوثيقة 16 نقطة، و تعتبر الأرضية الإيديولوجية و النظرية و السياسية الأساسية للثورة الثقافية البروليتارية الكبرى في الصين، و إذا ما أردنا اختزالها، فإننا سنجد أن مبدأها الأساسي يقوم على شعار: "وضع الثقة في الجماهير و الاعتماد عليها و تعبئتها بدون تحفظ و احترام روح مبادرتها"، إنه شعار يخترق كل نقطها 16.
و بناء عليه، فليس هناك إلا طريقة واحدة يجب اتباعها في الثورة الثقافية البروليتارية وهي:
"فلترب الجماهير نفسها بنفسها، و لتحرر نفسها بنفسها، و لا يجب أن نعمل بدلا عنها".
 
"إن الأسياد في مجتمعنا هم الجماهير، إن الثورة الثقافية البروليتارية، عليها أن تعتمد على نشاطها الواعي، و أن تكون من صنعها"
 
"إن الحركة الثورية للجماهير هي بوتقة كبيرة. كل تلميذ و كل أستاذ و كل رفيق ثوري عليه أن يواجه المحن، و يتصلب، و يصبح قادرا على القيام بالثورة".
"إن مجموعات و لجان و مؤتمرات الثورة الثقافية، هي أشكال جديدة للتنظيم خلقتها الجماهير بنفسها تحت قيادة الحزب، و ذلك من أجل القيام بالثورة الثقافية".
"تمشيا مع أحكام النقط 16، يجب أن تعقد انتخابات عامة من نوع تلك التي كانت في كومونة باريس".

"خلال عدة أيام يجب أن يكون هناك تبادل كامل للآراء حول المرشحين للانتخاب و مقتضيات انتخابهم، و أن تدور نقاشات متكررة في هذا الموضوع. و إذا ظهر أن المنتخبين غير أكفاء، فبالإمكان تعويضهم أو يتم سحبهم".
 
"إن الثورة الثقافية البروليتارية هي صراع سياسي و إيديولوجي تمس الإنسان في أعمق أعماقه".
 
"يجب على هذا النضال أن يعتمد على استعمال المنطق و ليس على وضع القيود أو الإكراه، إن البروليتاريا تمتلك الحقيقة".

" خوض الصراع باستعمال المنطق، هذا ما يساعد على الكشف الكامل على الوجه البغيض لليمينيين البورجوازيين، و يدحض بالكامل افتراءاتهم، و ذلك حتى يتم عزلهم أكثر ما يمكن".
إن وثيقة 16 نقطة كما أصبحت تسمى بعد صدورها، شكلت البرنامج الذي سطره الرفيق ماو تسي تونغ للثورة الثقافية البروليتارية، و قد شكلت الوسيلة، التي تسمح بتوحيد الفهم و النشاط الجماهيري في الثورة الثقافية الصينية.
لا يستطيع القارئ أو المناضل أو الباحث في مجال التاريخ، أن يدرك جوهر الثورة الثقافية البروليتارية في الصين، دون دراسة هاته الوثيقة التاريخية، ليس فقط في الصين، و لكن بالنسبة للحركة الشيوعية الثورية العالمية.
بعد إدانتها لمجموعات العمل، التي كان يشرف عليها ليو شاو شي و دينغ غسياو بينغ، حددت الوثيقة الأهداف الصحيحة للثورة الثقافية، التي حاول قادة الخط التحريفي التعتيم و التشويش عليها.
إن سهام الثورة الثقافية البروليتارية، يجب أن تتوجه إلى أولئك اللذين يحتلون مواقع قيادية في الحزب، و يتبعون الطريق الرأسمالي، و هو ما يطلق عليه في الصين "الزو زي باي"، كما أن هذه السهام موجهة ضد الشخصيات "المرموقة" في المجالات الأكاديمية و الثقافية، الذين يروجون الإيديولوجية البورجوازية.
بهذا الطرح توجه الوثيقة ضربة للتوجه التحريفي، الذي كان يحاول تحريف الثورة الثقافية عن مسارها الحقيقي، عن طريق توجيه الهجوم نحو الأشخاص غير المنتمين إلى الفئات المذكورة أعلاه، و نعني بهم العمال و الطلبة و الأطر المتوسطة و الدنيا في الحزب، علما أن بعض الثوريين قد تكون لهم نواقص أو يرتكبون أخطاء، لكن يكون توجههم بشكل عام صحيحا. إن هذا الطرح يدين الافتراءات ضد الشباب الثوري المعارض و الجريء خلال شهر ماي، و يدين كذلك تلك الممارسات البيروقراطية، التي تحاول تقديمهم كيسراويين و مضادين للثورة.
و قد أكدت النقطة الثانية من الوثيقة أن مقاومة الثورة الثقافية البروليتارية من طرف التحريفيين لا زالت قوية و عنيدة، و لذلك فتعبئة الجماهير بقيادة الحزب، هي ضرورية لتجاوز هذه العراقيل، و لذلك، كما ترى النقطة الثالثة، فإن القيام بأعمال القيادة بشكل جيد من طرف منظمات الحزب يعني تعبئة الجماهير.
و تؤكد النقطة الرابعة على مبدأ أساسي، وهو أن الجماهير يجب أن تحرر نفسها بنفسها، و لا يمكن القيام بذلك نيابة عنها، و من تم، وجب الثقة فيها و التخلص من الخوف و الفوضى.
أما النقطة الخامسة، فتدين النقد الموجه ضد الجماهير، و ضد العديد من الأطر، و تؤكد على المبدأ الاستراتيجي القائل بوحدة 95% من الأطر و الجماهير ضد اليمينيين و التحريفيين، و على قاعدة هذا المبدأ وجب التمييز الدقيق بين أولئك اليمينيين المعادين للحزب، و بين أولئك اللذين، خلال مساندتهم للحزب وللاشتراكية يقومون ببعض الأعمال الخاطئة.
و في النقطة السادسة هناك تأكيد على ضرورة التمييز بين التناقضات في صفوف الشعب، و هي غير عدائية، و بين التناقضات العدائية مع العدو، و قد أكدت النقطة السادسة على ضرورة النضال باستعمال المنطق، و ليس عن طريق الإكراه البدني، و هذه الملاحظة الأخيرة، تعني عدم الاتفاق مع بعض أعمال العنف التي مورست في بداية الحركة من طرف بعض التلاميذ و الطلبة ضد الأساتذة و بعض البورجوازيين القدامى، و نفس الملاحظة موجهة للعنف الذي مورس خلال الخمسين يوما السابقة، ضد عناصر من اليسار الثوري، من طرف عناصر توجهها مجموعات العمل، التي كانت تفتري على العناصر الثورية باعتبارها معادية للحزب، و قد أكدت النقطة السادسة، على أنه من الطبيعي أن تظهر آراء مختلفة بين الجماهير الشعبية، و لذلك لا يجب ممارسة الإكراه ضد أولئك اللذين يشكلون أقلية، فقد تكون الحقيقة أحيانا في جانبهم.
أما النقطة السابعة، فتقول أن مسؤولين عن بعض المؤسسات التعليمية، و مجموعات العمل قد نظموا هجومات مضادة ضد أولئك الذين انتقدوهم من بين الجماهير بواسطة الملصقات الحائطية، و قاموا برفع شعارات تقول بان معارضة مسؤولي مجموعة عمل، هي معارضة للجنة المركزية للحزب و للحزب و للاشتراكية، و أدانت هذه النقطة أصحاب هذا الرأي من التحريفيين، عندما دعت إلى عدم اتخاذ أي إجراء ضد الطلبة و التلاميذ، يخص نشاطهم خلال الثورة الثقافية إلا في حالات خطيرة، مثل أعمال التخريب و القتل و إشعال الحرائق و سرقة أسرار الدولة، و بمعنى آخر، فكل عمل خارج هذه التصنيفات الخاصة، فهو أمر مسموح به.
أما النقطة الثامنة، فقامت بتصنيف مجموعات الأطر داخل الحزب، الأولى و الثانية، أي الأغلبية، فتتشكل من العناصر الجيدة، و الجيدة نسبيا، ثم هناك الذين ارتكبوا أخطاء كبيرة بدون أن يكونوا أعداء للحزب و للاشتراكية، أما المجموعة الأخيرة فتتشكل من الأقلية، و تتضمن اليمينيين و المعادين للحزب.
لقد أوضحنا بعض أهم النقط الواردة في الوثيقة تسهيلا للفهم، و يبقى أن الوثيقة الصادرة عن اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، و التي قامت "يومية الشعب" بنشرها يوم 9 غشت 1966، قد شكلت منعطفا فارقا خلال الثورة الثقافية البروليتارية الصينية، حيث ستدخل فترة جديدة في مسارها الثوري، و سيلاحظ القارئ أن الوثيقتين الصادرتين عن الدورة 11 للجنة المركزية للحزب، لم تأت على ذكر ليو شا وشي و دينغ غسياو بينغ و هما قادة الخط التحريفي البارزين، كما أن الصحافة الرسمية للحزب لم تقم بذكرهما لحد الآن، بما يعني ان النقاش لا زال مستمرا حول وضعهما من أجل تصنيفهما سياسيا و إيديولوجيا.
و بعد صدور الوثيقة، تحقق مبدأ التعبئة الكاملة و الشاملة للجماهير، و الذي أصبح مكسبا، و أضحى التحدي يدور حول كيفية قيادة الجماهير، من أجل توجيه الضربة الفعلية لأعداء الثورة الثقافية، و ضمان عدم انحرافها عن أهدافها الحقيقية. و سنتطرق في الحلقات القادمة إلى الانعكاسات التي تركتها الوثيقة على مسار الثورة الثقافية البروليتارية الصينية، و في مقدمتها ظهور الحرس الأحمر الثوري على مسرح الأحداث.

علي محمود
4 – 4 – 2019

وثيقة: "قرار اللّجنـة المركزية للحزب الشيوعي الصيني حول الثّــورة الثقافية البروليتارية الكبرى"

1- مرحلة جديدة في الثورة الاشتراكية: 
إن الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى، الجارية، هي ثورة كبرى تمس ما هو أكثر عمقا عند البشر. وتشكل مرحلة أعظم اتساعا وعمقا في آن.
قال الرفيق ماو تسي تونغ في الدورة العامة العاشرة للجنة المركزية الثامنة للحزب: لإسقاط سلطة سياسية، ينبغي دائما وقبل كل شيء خلق الرأي العام، والقيام بالعمل على الصعيد الإيديولوجي. يصح هذا بالنسبة للطبقة الثورية كما يصح بالنسبة للطبقة ضد الثورة. وقد أثبتت الممارسة ان هذه الموضوعة للرفيق ماو تسي تونغ صحيحة تماما.
على الرغم من أن البرجوازية قد أُسقطت، فإنها ما تزال تحاول استخدام الأفكار والثقافة والتقاليد والعادات القديمة للطبقات المستغِلة، بغية إفساد الجماهير والاستيلاء على عقولها ومحاولة القيام بالردة. وعلى البروليتاريا ان تصنع العكس تماما: يجب ان تجابه كل تحد من جانب البرجوازية على صعيد الايديولوجية مجابهة مقابلة وتستخدم الأفكار والثقافة والعادات والتقاليد الجديدة للبروليتاريا لتغيير السيماء الروحية للمجتمع كله. وهدفنا في الوقت الحاضر هو مكافحة وإسقاط أولئك الأشخاص ذوي السلطة الذين يسيرون في الطريق الرأسمالي، ونقد وإقصاء "الثقاة" الأكاديميين البورجوازيين الرجعيين وإيديولوجية البرجوازية وسائر أجزاء البناء الفوقي التي لا توافق الأساس الاقتصادي الاشتراكي، بحيث يسهل توطيد وتطور النظام الاشتراكي.

2 ـــ التيار الرئيسي والتعرجات:
إن جماهير العمال والفلاحين والجنود والمثقفين الثوريين والكوادر الثورية تؤلف القوة الرئيسية في هذه الثورة الثقافية الكبرى. لقد قام عدد كبير من الشباب الثوريين الذين كانوا مغمورين في الماضي يشقون الطريق بشجاعة وإقدام. إنهم أقوياء في العمل وأذكياء. وبواسطة الإعلانات بالحروف الكبيرة (دازيباو) والمناظرات الواسعة، يقومون بمناقشة الأمور ويفضحون وينقدون على نحو ناجز، ويشنون الهجمات الحازمة على ممثلي البرجوازية المكشوفين والمتسترين. ويكاد يستحيل، في مثل هذه الحركة الثورية الكبيرة، ألا تبدو منهم نقائص من نوع أو آخر، إلا ان اتجاههم الثوري العام كان صحيحا منذ البدء، وهذا هو التيار الرئيسي في الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى. وهو المنحى العام الذي تواصل هذه الثورة التقدم فيه.
 ولما كانت الثورة الثقافية ثورة، فلا بد ان تلاقي مقاومة. وتصدر هذه المقاومة بصورة رئيسية عن ذوي السلطة الذين تسللوا الى داخل الحزب ويسلكون الطريق الرأسمالي. وتصدر أيضا عن قوة العادات الآتية من المجتمع القديم. وما تزال هذه المقاومة حاليا على جانب من القوة والعناد. إلا ان الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى هي، في النهاية، تيار عام لا يقاوم. والدلائل وافرة على ان مثل هذه المقاومة سرعان ما تنهار متى تم استنهاض الجماهير مليا.
 ونظرا لوجود مقاومة على جانب من القوة، فسوف تحدث انتكاسات، ولسوف تتكرر الانتكاسات، في هذا الصراع. ولا ضير في ذلك. انها تصلب عود البروليتاريا وسائر الشغيلة، ولا سيما الجيل الصاعد، وتلقنهم دروسا وتكسبهم خبرة، وتساعدهم على فهم ان طريق الثورة متعرجة ولا تسير في السهل.

3- أعطوا الأولوية للاندفاع وعبئوا الجماهير دون تحفظ: 
تتوقف نتيجة هذه الثورة الثقافية الكبرى على ما إذا كانت قيادة الحزب تقدم على تعبئة الجماهير دون تحفظ أم لا.
توجد حاليا أربعة أوضاع مختلفة بصدد قيادة حركة الثورة الثقافية من جانب منظمات الحزب في مستويات مختلفة:
1- هناك وضع الأشخاص المسؤولين عن منظمات الحزب الذين يقفون على رأس الحركة ويقدمون على تعبئة الجماهير بجرأة. إنهم يعطون الأولوية للاندفاع، إنهم مناضلون شيوعيون جريئين وتلامذة جيدون للرئيس ماو. إنهم أنصار الدازيباو والمناظرات الواسعة. إنهم يشجعون الجماهير على ان تفضح الأشباح والشياطين من كل نوع وتنتقد النقائص والأخطاء أيضا في عمل الأشخاص المسؤولين. ينتج هذا النوع الصحيح من القيادة عن وضع السياسة البروليتارية في الصدارة وأفكار ماو تسي تونغ في القيادة.
2-في وحدات عديدة يفهم الأشخاص المسؤولون مهمة القيادة في هذا النضال العظيم فهما ضعيفا جدا، وقيادتهم شديدة البعد عن الجدية والفعالية. وبالتالي فإنهم يجدون أنفسهم غير أكفاء وفي موقف ضعيف. إنهم يضعون الخوف فوق كل شيء آخر، ويتمسكون بالأساليب والأنظمة البالية ولا يرغبون في قطع الصلة بالعادات المصطلح عليها وفي التحرك قدما. أخذهم ترتيب الأمور الجديدة، ترتيب الجماهير الثوري، على غرة، وكانت النتيجة ان قيادتهم متخلفة عن الموقف، متخلفة عن الجماهير.
3- في بعض الوحدات، ارتكب الأشخاص المسؤولون أخطاء من نوع أو آخر في الماضي، فهم أشد ميلا بعد لوضع الخوف فوق كل شيء آخر، خشية ان تقبض عليهم الجماهير. والواقع أنهم، إذا قاموا بنقد ذاتي جدي وقبلوا انتقاد الجماهير، فان الحزب والجماهير سوف تصفح عن أخطائهم. اما إذا لم يقم الأشخاص المسؤولون بذلك، فسوف يواصلون ارتكاب الأخطاء، ويصبحون عثرات أمام حركة الجماهير.
4- هناك بعض الوحدات يسيطر عليها أولئك الذين تسللوا الى داخل الحزب ويسيرون في الطريق الرأسمالي. ان مثل هؤلاء الأشخاص المسؤولين هم في منتهى الخوف من ان تفضحهم الجماهير، ولذلك فإنهم يبحثون عن كل ذريعة ممكنة لكبت حركة الجماهير. إنهم يعمدون الى مناورات مثل تغيير أهداف الهجوم وقلب الأسود أبيضا، في محاولة لتضليل الحركة. وعندما يجدون أنفسهم في عزلة شديدة ويعجزون عن مواصلة السير كالسابق، يعمدون الى مزيد من التآمر، ويطعنون الشعب في الظهر، ويبثون الشائعات، ويشوشون التمييز ما بين الثورة والثورة المضادة، من اجل الهجوم على الثوريين. ان ما تطلبه لجنة الحزب المركزية من اللجان الحزبية في كل المستويات، هو ان تثابر على إسداء القيادة الصحيحة، وعلى إعطاء الأولوية للإقدام، وتعبئة الجماهير بجرأة، وتغير وضع الوهن والعجز حيثما وجد، وتشجع أولئك الرفاق الذين ارتكبوا أخطاء، لأنهم راغبون في تصحيحها على ان يطرحوا عنهم أعباء أخطائهم وينضووا للنضال، وتعزل كل ذوي السلطة الذين يسيرون في الطريق الرأسمالي من مناصبهم القيادية، بحيث تستعاد القيادة للثوريين البروليتاريين.
 
4 - فلتربي الجماهير نفسها في الحركة:
 
الطريق الوحيدة في الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى هي ان تحرر الجماهير نفسها بنفسها، ولا يجوز استعمال أية طريقة تقوم على الاضطلاع بالعمل بدلا عن الجماهير.
 ثقوا بالجماهير، اعتمدوا عليها، واحترموا مبادراتها. اطرحوا الخوف جانبا. لا تخشوا الاضطرابات. كثيرا ما قال لنا الرئيس ماو ان الثورة لا يمكن ان تكون شديدة الرقة والنعومة والاعتدال واللطف والتهذيب والاقتصار والأريحية. فلتربي الجماهير نفسها في هذه الحركة الثورية الكبرى ولتتعلم تمييز الحق من الباطل وأساليب العمل الصحيحة من الخاطئة.
 استخدموا طريقة الصحف الجدارية والمناظرات الواسعة على أتم وجه ممكن لمناقشة الأمور، بحيث تتمكن الجماهير من استجلاء الآراء الصحيحة ونقد الآراء الخاطئة وفضح كل الأشباح والشياطين.
 تستطيع الجماهير على هذا النحو ان ترفع وعيها السياسي في مجرى الصراع، وتنمي كفاءاتها ومواهبها، وتميز الحق من الباطل، وترسم خطا فاصلا واضحا بيننا وبين العدو.
 
5- فلنطبق بحزم خط الحزب الطبقي:
 
من هم أعداؤنا؟ من هم أصدقاؤنا؟ هذا سؤال في مقام الأهمية الاول بالنسبة للثورة وفي مقام الأهمية الأول كذلك للثورة الثقافية الكبرى.
يجب ان تجيد قيادة الحزب اكتشاف اليسار وإنماء وتعزيز صفوفه. يجب ان تعتمد بحزم على اليسار الثوري. هذه هي الطريقة الوحيدة، إبان الحركة، لعزل اشد اليمينيين رجعية عزلا تاما، ولاكتساب الوسط والاتحاد بالأكثرية العظمى، بحيث نحقق، في نهاية الحركة، وحدة أكثر من 95 % من الكوادر وأكثر من 95 بالمائة من الجماهير.
ركزوا كل القوى لضرب الحفنة من اليمينيين البرجوازيين الرجعيين المتطرفين ومن التحريفيين المعادين للثورة. ولفضح ونقد جرائمهم ضد الحزب والاشتراكية وأفكار ماو تسي تونغ، على نحو تام، بحيث يتم عزلهم الى الحد الأقصى.
ان الهدف الرئيسي من الحركة الراهنة هو أولئك الذين في داخل الحزب ويتبوؤون السلطة ويسيرون في الطريق الرأسمالي.
 ينبغي التمييز بعناية دقيقة بين اليمينيين المعادين للحزب والاشتراكية وبين الذين يؤيدون الحزب الشيوعي إلا أنهم قالوا وفعلوا شيئا خاطئا أو كتبوا بعض المقالات أو الأعمال السيئة الأخرى.
 وينبغي التميز بعناية دقيقة بين الطغاة و "الثقات" العلميين البورجوازيين الرجعيين من جهة، وبين الناس الذين يعتنقون الأفكار الأكاديمية البرجوازية العادية من جهة أخرى.

6 - فلنعالج التناقضات بين الشعب معالجة صحيحة:
 
يجب التمييز بدقة بين النوعين المختلفين من التناقضات: التناقضات بين الشعب والتناقضات بين أنفسنا والعدو. لا يجوز تحويل التناقضات بين الشعب الى تناقضات بين أنفسنا والعدو. كما لا يجوز اعتبار التناقضات بين أنفسنا والعدو على انها تناقضات بين الشعب.
انه أمر سليم ان تعتنق الجماهير آراء مختلفة. والتنافس بين الآراء المختلفة أمر لا يمكن اجتنابه، انه ضروري ونافع. وسوف تؤكد الجماهير ما هو صحيح، في مجرى المناظرة السياسة الملية، وتصحح ما هو خاطئ، وتبلغ الإجماع بالتدريج.
الطريقة التي ينبغي اتباعها في المناظرات هي عرض الوقائع ومحاكمة الأمور بالمنطق والإقناع من خلال المحاكمة العقلية. ولا يجوز استعمال الإكراه لإخضاع أقلية تحمل آراء مخالفة. يجب حماية الأقلية لان الحقيقة تكون أحيانا الى جانبها. وحتى لو كانت الأقلية على خطأ فينبغي ان يتاح لها الاحتجاج لقضيتها والاحتفاظ بآرائها. عندما تقوم مناظرة يجب إدارتها بالمحاكمة العقلية وليس بالإكراه والقوة. يجب على كل ثوري خلال المناظرة ان يجيد التفكير بالأمور بنفسه، وان ينمي تلك الروحية الشيوعية القائمة على الجرأة في التفكير والجرأة في التعبير والجرأة والعمل. وفي إطار الاتجاه العام الواحد ينبغي على الرفاق الثوريين، من اجل تعزيز الوحدة، ان يجتنبوا النقاش الذي لا ينتهي حول النقاط الثانوية.
 
7- ينبغي الحذر من الذين يسمون الجماهير الثورية بأنها "معادية للثورة":
 
ان بعض المسؤولين في عدد من المؤسسات التعليمية، هيئات أو مجموعات عمل، قد نظموا هجمات مضادة على الجماهير التي انتقدتهم بواسطة الصحف الجدارية. حتى ان هؤلاء الأشخاص رفعوا شعارات مثل: معارضة قادة إحدى الهيئات أو مجموعات العمل هو معارضة للجنة المركزية للحزب ومعارضة للحزب والاشتراكية وهو عمل مضاد للثورة. على هذا النحو، لا مناص من ان تقع ضرباتهم على بعض المناضلين الثوريين الحقيقيين. انه خطأ في شؤون التوجيه، خطأ في الخط، ولا يمكن السماح به إطلاقا.
ويفيد عدد من الأشخاص الذين يعانون الأخطاء الايديولوجية البالغة ولاسيما بعض اليمينيين المعادين للحزب والاشتراكية، من بعض النقائص والأخطاء في الحركة الجماهيرية، بغية نشر الشائعات والثرثرة، ويثيرون القلاقل، ويعمدون الى وصم بعض الجماهير بأنها "ضد الثورة". يجب الاحتراز من هؤلاء "النشالين" وفضح حيلهم في الوقت المناسب.
 وباستثناء قضايا المعادين النشطين للثورة، التي تتوفر فيها الأدلة الجرمية الواضحة، مثل القتل والنهب والسم والتخريب وسرقة أسرار الدولة، والتي ينبغي معالجتها وفق القانون، فلا يجوز اتخاذ أي إجراء، في مجرى الحركة، ضد طلاب الجامعات والمعاهد العالية والمدارس الثانوية والابتدائية بسبب مسائل تنشأ في الحركة. ولا يباح، بأية حجة كانت، تحريض الجماهير أو الطلاب للنضال ضد بعضهم بعضا، وذلك لاجتناب تحويل النضال عن هدفه الرئيسي. وحتى اليمينيين المثبوتين، يجب معاملتهم وفقا لاستحقاق كل حالة وذلك في مرحلة متأخرة من الحركة.

8 - مسألة الكوادر:
 
تدخل الكوادر بصورة إجمالية في الفئات الأربع التالية:
1- الجيدون.
2- الجيدون نسبيا.
3- الذين ارتكبوا أخطاء بليغة إلا أنهم لم يصبحوا يمينيين ضد الحزب والاشتراكية.
4- قلة من اليمينيين المعادين للحزب والاشتراكية.
 الفئتان الأولى والثانية (الجيدون والجيدون نسبيا) هما الغالبية العظمى بصورة عامة. يجب فضح ودحض وإسقاط اليمينيين المعادين للحزب والاشتراكية، ونزع الثقة منهم تماما وإزالة تأثيرهم. وفي الوقت ذاته، يجب إعطاءهم الفرصة لفتح صفحة جديدة في حياتهم.


9 - الجماعات واللجان والمؤتمرات الثورية الثقافية:
 
بدأت أشياء جديدة كثيرة تظهر في الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى. فالجماعات واللجان والأشكال التنظيمية الأخرى للثورة الثقافية التي خلقتها الجماهير في كثير من المدارس والهيئات، هي شيء جديد وذو أهمية تاريخية كبرى.
 هذه الجماعات واللجان والمؤتمرات الثورية الثقافية هي أشكال تنظيمية جديدة ممتازة تربي الجماهير نفسها فيها بقيادة الحزب الشيوعي. انها جسر ممتاز لإبقاء حزبنا على صلة وثيقة بالجماهير. انها أجهزة سلطة للثورة الثقافية البروليتارية.
ان نضال البروليتاريا ضد الأفكار والثقافة والتقاليد والعادات القديمة التي خلفتها الطبقات المستغِلة كافة منذ آلاف السنين، سوف يستغرق بالضرورة زمنا طويلا جدا، ولذلك يجب ألا تكون الجماعات واللجان والمؤتمرات الثورية الثقافية منظمات مؤقتة، بل منظمات جماهيرية قائمة دائمة. انها ملائمة ليس للمعاهد العالية والمدارس والمؤسسات الحكومية وغيرها وحسب، بل على نحو عام أيضا للمصانع والمناجم وسائر المشاريع والأحياء المدنية والقرى.
ينبغي تأسيس نظام انتخابات عامة، شبيه بنظام الانتخاب في عامية باريس، لانتخاب أعضاء الجماعات واللجان الثورية الثقافية والمندوبين الى مؤتمرات الثورة الثقافية. اما قوائم المرشحين، فيجب ان تضعها الجماهير الثورية بعد إجراء نقاشات مستفيضة، وينبغي ان تتم الانتخابات بعد أن تكون الجماهير قد ناقشت القوائم مرارا وتكرارا. وللجماهير ان تنتقد في كل وقت أعضاء الجماعات واللجان الثورية الثقافية والمندوبين المنتخبين للمؤتمرات الثورية الثقافية. وإذا ثبتت عدم كفاءة هؤلاء الأعضاء أو المندوبين، فيمكن استبدالهم عن طريق الانتخاب، أو إقالتهم من قبل الجماهير بعد المناقشة.
يجب ان تتألف الجماعات واللجان والمؤتمرات الثورية الثقافية في المعاهد العالية والمدارس بصورة رئيسية من ممثلي الطلاب الثوريين. وفي الوقت ذاته، يجب ان تضم عددا معينا من الممثلين الثوريين من الهيئات التدريسية والإدارية والعمال.

10 - الإصلاح التربوي:

ان تحويل النظام التربوي القديم ومبادئ وطرق التعليم القديمة هو مهمة بالغة الأهمية في الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى.
ان ظاهرة سيطرة المثقفين البورجوازيين على مدارسنا ينبغي تغييرها تغييرا تاما في هذه الثورة الثقافية الكبرى. يجب ان نطبق تطبيقا ناجزا في كل أنواع المدارس، السياسة التي طرحها الرفيق ماو تسي تونغ حول خدمة التربية لسياسة البروليتاريا واقتران التربية بالعمل المنتج، بحيث يتاح للذين يتلقون التربية ان يتطوروا أخلاقيا وعقليا وجسمانيا ويصبحوا عمالا حائزين الوعي الاشتراكي والثقافة.
يجب اختصار مدة الإقامة في المدرسة. يجب إنقاص عدد الدروس وتحسين جودتها. يجب تحويل مواد التعليم تحويلا ناجزا، على ان يبدأ في بعض الأحوال بتبسيط المواد المعقدة. ومع ان مهمة الطلاب الأولى هي الدراسة، فيجب ان يتعلموا أيضا العمل الصناعي والزراعة والشؤون العسكرية ويسهموا في نضالات الثورة الثقافية لنقد البرجوازية عندما تحدث هذه النضالات.

11- مسألة النقد بالاسم في الصحافة:

في مجرى الحركة الجماهيرية للثورة الثقافية، يجب إجادة التضافر بين إيديولوجية البرجوازية والإقطاع، وبين نشر مفهوم البروليتاريا عن العالم والماركسية – اللينينية – أفكار ماو تسي تونغ. ويجب تنظيم نقد الممثلين النموذجيين للبورجوازية الذين تسللوا الى داخل الحزب و "الثقات" الأكاديميين البورجوازيين النموذجيين، بما في ذلك نقد مختلف أنواع الآراء الرجعية في الفلسفة والتاريخ والاقتصاد السياسي والتربية وفي أعمال ونظريات الأدب والفن ونظريات العلوم الطبيعية وسائر الميادين.
ان نقد أي شخص باسمه في الصحافة يجب ان تقرره اللجنة الحزبية على ذات المستوى بعد المناقشة، وفي بعض الحالات يجب طرحه على اللجنة الحزبية من مستوى أعلى لأخذ الموافقة.
 
12 - السياسة تجاه رجال العلم والتقنيين والموظفين العاديين:

أما العلماء والتقنيون والموظفون العاديون فما داموا وطنيين ويعملوا بنشاط وليسوا ضد الحزب والاشتراكية، ولا يتواطؤون مع أية دولة أجنبية فيجب ان نستمر في الحركة الراهنة على تطبيق سياسة "وحدة، فنقد، فوحدة". ويجب بذل عناية خاصة لأولئك العلماء والعاملين العلميين والمهنيين الذين تميزوا في عملهم. اما بالنسبة لمفهومهم عن العالم وأسلوب عملهم فيمكننا مساعدتهم على إصلاحهما بالتدريج.

13- مسألة التدابير للاندماج بحركة التثقيف الاشتراكي في المدينة والريف:

ان المؤسسات الثقافية والتربوية وأجهزة قيادة الحزب والدولة في المدن الكبرى والمتوسطة هي النقاط التي تتركز فيها الثورة الثقافية البروليتارية الراهنة.
لقد أغنت الثورة الثقافية الكبرى الى مستوى أعلى. يجب بذل الجهود لربط هاتين الحركتين في تضافر وثيق. ويمكن اتخاذ التدابير لهذه الغاية في مختلف المناطق والدوائر على ضوء ظروفها النوعية. لا ينبغي المساس بحركة التثقيف الاشتراكي الجارية في الريف وفي المؤسسات المدينية، حيث تكون التدابير الأصلية بشأنها ملائمة والحركة سائرة سيرا حسنا، بل ينبغي ان تستمر وفقا للتدابير الأصلية. إلا أن المسائل التي تنشأ في الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى الراهنة يجب طرحها على الجماهير للمناقشة في الوقت المناسب، بغية المضي في تنمية إيديولوجية البروليتاريا بقوة واستئصال إيديولوجية البرجوازية. وتستخدم الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى في بعض الأماكن بوصفها نقطة التركز لزيادة عزم حركة التثقيف الاشتراكي وللتطهير في ميادين السياسة والإيديولوجية والتنظيم والاقتصاد. ويمكن إجراء ذلك حيثما تراه لجنة الحزب المحلية ملائما.

14- القيام بالثورة ودفع الإنتاج:

ان الغاية من الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى هي تثوير فكر البشر وبالتالي بلوغ نتائج أعظم وأسرع وأجود وأكثر توفيرا في ميادين العمل كافة. وإذا ما استنهضت الجماهير تماما واتخذت التدابير الملائمة، فانه يمكن مواصلة الثورة الثقافية والإنتاج كليهما دون ان يعرقل أحدهما الآخر، مع ضمان الجودة الرفيعة في عملنا كله.
الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى هي قوة محركة جبارة لتطوير القوى المنتجة الاجتماعية في بلدنا. وكل تفكير في معارضة الثورة الثقافية الكبرى بتطوير الإنتاج يكون خاطئا.

15 - القوات المسلحة:

يجب القيام بالثورة الثقافية وبحركة التثقيف الاشتراكي في القوات المسلحة وفقا لتوجيهات اللجنة العسكرية التابعة للجنة الحزب المركزية والدائرة السياسية العامة في جيش التحرير الشعبي.

16 - أفكار ماو تسي تونغ هي مرشد العمل في الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى:

لا بد في الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى، من أن نعلي الراية الحمراء العظيمة لأفكار ماو تسي تونغ ومن أن نضع سياسة البروليتاريا في مركز القيادة، يجب مواصلة حركة دراسة وتطبيق أعمال الرئيس ماو تسي تونغ على نحو خلاق، بين جماهير العمال والفلاحين والجنود والكوادر والمثقفين، ويجب اتخاذ أفكار ماو تسي تونغ مرشدا للعمل في الثورة الثقافية.
ويجب على لجان الحزب من كافة المستويات، في هذه الثورة الثقافية الكبرى المعقدة، ان تدرس وتطبق أعمال الرئيس ماو بمنتهى الوجدان وعلى نحو خلاق. وبصورة خاصة، عليها ان تدرس مرارا وتكرارا كتابات الرئيس ماو حول الثورة الثقافية وحول طرق القيادة الحزبية، مثل "في الملأ الجديد"، "أحاديث في ندوة ينان حول الأدب والفن"، "في المعالجة الصحيحة للتناقضات بين الشعب"، "خطاب في الندوة الوطنية للحزب الشيوعي الصيني حول العمل الدعائي"، "بعض المسائل بصدد طرق القيادة"، "طرق عمل اللجان الحزبية".
يجب على اللجان الحزبية من كل المستويات ان تتقيد بالتوجيهات التي أسداها الرئيس ماو على مر السنين، ولاسيما ان تطبق خط الجماهير الذي يعني "من الجماهير والى الجماهير"، وأن تكون تلميذة قبل ان تصير معلمة. عليها ان تتجنب النظر من جانب واحد ضيق الأفق. عليها ان تنمي الجدلية المادية وتعارض الميتافيزيقية والمدرسية.
الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى قمينة ان تحقق ظفرا باهرا تحت قيادة لجنة الحزب المركزية برئاسة الرفيق ماو تسي تونغ.

------------
المصدر: جون دوبيه، تاريخ الثورة الثقافية البروليتارية في الصين (1965-1969)، ترجمة طلال الحسيني، دار الطليعة للطباعة والنشر، بيروت، الطبعة الأولى، أفريل 1971، ص.ص. 287-297
 
الوثيقة متوفرة بصيغة PDF على موقع الشرارة

موقع الشرارة الماركسي ــ اللينيني
http://acharara.hautetfort.com
الأداة النظرية للمركز الماركسي ــ اللينيني للدراسات والأبحاث والتكوين