بعض مشاريع الخطه الخمسيه الخامسه


عبد المطلب العلمي
الحوار المتمدن - العدد: 6166 - 2019 / 3 / 7 - 15:16
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية     

يزعم البعض أن قتلة ستالين قاموا بفعلتهم القذره طمعا بالمناصب و خوفا على حياتهم و غير ذلك من الاهداف السطحيه. لكن إذا كان هذا هو السبب ،و إذا كانوا يشاركون بوجه عام آراء ستالين بشأن مستقبل البلاد ، فإن التغييرات المحمومة التي حدثت في الأشهر القليلة الأولى بعد وفاته لم تكن لتبدأ.
في 25 اذار 1953 ، تم اتخاذ قرار خاص لمجلس وزراء اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية بشأن وقف بناء سكه الحديد عبر الدائره القطبية و تجميدها. ما هي اهميه سكه الحديد تلك؟ كان قد تم البدء ببناء ميناء بحري على ينيسي في نقطه مصبه . كان من المخطط بناء خط سكة حديد لربط الميناء مع المناطق الوسطى من البلاد و مع ما وراء ألاورال و من هناك إلى نوريلسك.حينها تسميه نوريلسك لم تكن معروفه، الان في نوريلسك اضخم مصنع في العالم للالومينيوم.المناطق التي كان من المفروض ان تمر بها سكه الحديد ، قد تم دراستها جيولوجيا و ابشرت تلك الدراسات بوجود النفط و الغاز و الذهب بكميات خياليه .
بدأ البناء في عام 1947. و شارك في هذا أكثر من 80 ألف شخص ، تم تنفيذ العمل في ظروف غايه في الصعوبه ،من مستنقعات الى مناطق التجمد الازلى،في عمليه البناء لم يتم استخدام سوى الصلب و الحديد بسبب صعوبه استعمال مواد البناء الاخرى في تلك الظروف. بعد خمس سنوات تم تأسيس البنيه التحتيه للخط و مد ما يقارب 700كم منه. كانت تستعمل لايصال الامدادات و متابعه البناء.
بعد موت ستالين ، تم اتخاذ القرار بتجميد المشروع ، ليس فقط عدم استكماله ،بل التخلي كليا عنه بحجه ارتفاع مصاريف استخدامه و عدم وجود مجمعات حضريه على ذلك الطريق. ببساطة تم ذرو مليارات الروبلات في الهواء وكذلك الامال في تطور سريع وفعال للشمال.
في السبعينيات من القرن الماضي ، من أجل بناء ناديم ونوفي اورنغوي و غيرها من المدن في مناطق استخراج النفط و الغاز . كانت المروحيات تنقل العمال و بيوت مؤقته لهم الى هناك ، ثم نقلت المروحيات ألالواح الخرسانية لانشاء مدارج بدائيه لطائرات الشحن التي تنقل معدات الاستخراج و مصانع انتاج الابنيه الجاهزه و كل ما يخطر على البال من المستلزمات . كل هذا كلف عشرات المليارات من الروبلات. و لو كان قد استكمل بناء سكه الحديد حسب الخطه الخمسيه الخامسه لسارت الامور بشكل مختلف تماما.
جزيره ساخالين في الشرق الاقصى كان ايضا قد تم اكتشاف النفط و الغاز الطبيعي و الغاز السائل هناك ، بالاضافه الى الثروه الحرجيه الهائله .لذلك تقرر بناء نفق من الجزء القاري للاتحاد السوفياتي الى تلك الجزيره . كان بناء النفق إلى سخالين ضروريًا ،العبارات التي كانت مستخدمه حينها لم تكن ذات حموله كافيه لم تكن هناك طائرات شحن كبيرة في ذلك الوقت. كما أن تشييد جسر أو نفق يضمن الإدماج الفعلي للجزيرة في بالاقتصاد الوطني.
كان بناء جسر حسب دراسه التكاليف هي نفس مصاريف بناء النفق ، و وقع الاختيار على النفق لعده اسباب اهمها امكانيه حمايته في حال نشوب حرب. كان من المقرر بناء 540 كم من السكك الحديدية الى اقرب نقطه الى الجزيره وإنشاء نفق بطول عشرة كيلومترات به سكه حديد و طريق للسيارات. وبحلول شهر اذار من عام 1953 ، تم انهاء العمل بجزء من خط السكة الحديد طوله 120 كيلو مترا ، وتم البدء بحفر النفق ، و الأنتهاء من صب سدود الحمايه وما إلى ذلك. لكن في 21 اذار 1953 تم إيقاف البناء. و الى الان ما زال قالب النفق الفولاذي واضحا للعيان كشهاده ادانه للمرتدين ، و ما زالت العبارات هي ما يصل سخالين بالجزء القاري.
في أكتوبر 1948 ، تم اتخاذ قرار مجلس وزراء اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية واللجنة المركزية للحزب الشيوعي البلشفي "حول خطة زراعه غابات الحمايه ، و تعزيز انتاج المحاصيل العشبية ، وبناء الأحواض والخزانات المائيه لضمان غلة عالية مستدامة في مناطق السهوب و السهوب الغابيه في الجزء الأوروبي من الاتحاد السوفياتي". كانت هذه الخطة تسمى في الدوريات "الخطة الستالينية لتحويل الطبيعة".
تضمنت الخطه برنامج شامل للتنظيم العلمي للطبيعة خلال 15 عامًا ، حيث سيتم إدراج 120 مليون هكتار من الأراضي من منطقة السهوب في الدورة الزراعية ، وزرع أكثر من أربعة ملايين هكتار من الغابات ، وأُنشاء احزمه مشجره واقيه بطول أكثر من خمسة آلاف كيلومتر. كان من المفترض أن تحمي هذه الأحزمه ، الحقول من الرياح الجنوبية الشرقية الجافة و الساخنة .
بالإضافة إلى الأحزمة الرئيسية التي تمتد لمئات الكيلومترات ، سيتم ايضا زرع أحزمة ذات اهمية محلية: حول الحقول الكبيره، على طول سفوح الوديان ، على طول الخزانات المائيه القديمة والجديدة ، في المناطق الرمليه ، إلخ.
وفقا للخطة ، كان سيتم تحسين طرق معالجه الحقول و تقسيمها الى بعليه و مرويه ، و تحسين انظمه استخدام الأسمدة العضوية و اللاعضويه ، و استخدام بذور منتقاه من الأصناف عالية الغلة المكيفه مع الظروف المحلية ، و تنميه الاستثمارات في الزراعة ، و تزويد المزارع الجماعية ومزارع الدولة بمعدات جديدة.
كل هذا جعل من الممكن الحصول على غلات عالية في السنة الأولى من الخطة الستالينية: زادت غلة الحبوب بنسبة تصل إلى 30 % ، والخضروات بما يصل إلى 70 % ، والأعشاب إلى 200 %. و إنشاء قاعدة تغذية قوية لتنمية الثروة الحيوانية.و لعبت دورا كبيرا في تنفيذ الخطة محطات المكنكه الآلية المركزيه.
وبهذا المعدل من النمو الزراعي ، كان يمكن تغطيه الطلب المحلي على الغذاء بالكامل بحلول عام 1960. ولكن في عام 1953 ، توقف تنفيذ الخطة ، علاوة على ذلك ، بدأ اتلاف الغابات المزروعه حديثا بسبب إغلاق 570 محطة زراعه و حماية الغابات.تم نقل جميع المعدات التي تم استخدامها وفقا للخطة الستالينية لتحويل الطبيعة: السيارات والجرارات والحاصدات وغيرها ، إلى الأراضي البكر.و بمبادرة من خروتشوف أغلقت محطات المكنكه الاليه المركزيه ،مما اسهم بتحويل المزارع الجماعيه الى سياسه السوق بسبب بيع الدوله للاليات الى المزارع بعد ان كانت الاليات ملك الشعب تعمل في المزارع مقايل جزء من المنتوج ، طبعا هذا مجال اخر يتطلب بحثا اوسع.
في عهد ستالين ، كانت وحدات القياس في الاقتصاد هي الوحدات الطبيعيه لكل نوع من المنتجات: الأطنان ، الأمتار ، إلخ ،و وفقا للخطة ، يتم اقرار أرقام يمكن التحكم بها. هذا جعل من الممكن اعاده بناء اقتصاد البلاد ، الذي دمر خلال الحرب الوطنية العظمى ، وحل مشاكل البنية التحتية الرئيسية ، وبدءًا من عام 1947 ، خفض الأسعار سنويًا.بعد موت ستالين ، ادخل تعديل اصبحت بموجبه الخطه تحسب بالروبلات و ليس بوحدات القياس الطبيعيه ، ونتيجة لذلك اختفت الفرصة لخفض الأسعار ،حيث ان خفضها سيؤدي الى خفض ارقام نجاح الخطه الذي بدوره سوف يؤثر على تلميع صوره القاده.
في عهد ستالين ، كانت ما تزال موجوده تعاونيات الحرفيين التي يعمل فيها ما يقرب من ستة ملايين شخص. أنتجت تعاونيات الحرفيين الملابس والأحذية والأثاث واللعب والأجهزة المنزلية ، الخ.قام خروشوف بإغلاق أكثر من 140 ألف تعاونيه. على المدى القصير ، أدى هذا إلى نقص في العديد من أنواع المنتجات ، وإلى مجاعة سلعية لانواع اخرى.
سيقول قائل انها خطوه لمحاربه البرجوازيه الوضيعه ، لكن كان يجب ايجاد البديل المناسب و ذلك ما حصل بعد اقاله خروشوف .
تطرقت اعلاه الى بعض اهم المشاريع التي تم الغائها ، و لم اكتب عن التراجعات في المجال النظري مثل الغاء اللجنه الاقتصاديه و العلميه التي اقر المؤتمر التاسع عشر تأسيسها بمبادره من ستالين . وضع ستالين امام اللجنه مهمة إحياء العمل النظري في الحزب ، وتحليل العمليات والظواهر الجديدة في العالم. رئيس اللجنه تشيسنوكوف ذكر أن ستالين قال في ذلك الحين: "بدون النظرية ، نحن سنموت سنموت سنموت!.