الفقير الصالح يوم القيامة يكفيه عذاب الدنيا


مصطفى راشد
الحوار المتمدن - العدد: 6163 - 2019 / 3 / 4 - 21:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

الفقير الصالح يوم القيامة يكفيه عذاب الدنيا
========================
ورد لنا سؤال عبر موقعنا من الأستاذ / محمود على بلال  يقول فيه  هل يتساوى المسلم الذى ولد وتربى فى بلد عربى مثل مصر والمسلم الذى ولد وتربى فى بلد مثل امريكا او اوربا هل يتساويان فى الحساب يوم القيامة ؟ وللاجابة على هذا السؤال نقول فى البداية ان الله قد خلق البشر متساوون لما روى عن احمد عن ابى نضرة  قول الرسول ص ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ ، أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى ) والتقوى هى العمل الصالح بٲن يكون الإنسان عادلا مع الناس لا يظلم احدا مسالما ومحبا للناس ويفعل الخيرات لكن الظروف البيئية والعوامل البشرية والمكانية تختلف بين  انسان وانسان ومع ذلك بداخل الكل شعور بالتعب والحزن احيانا  لقوله تعالى فى سورة البلد ( لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ ﴿٤﴾ وكبد يعنى تعب ومشقة لذا فكل الناس مهما وصلت من وفرة ومال فلديها شىء متعب ويحزنها حتى لو الملياردير بيل جيتس  لكن كل انسان سيحاسب بقدر  اى بما قدره الله له  لقوله تعالى فى سورة القمر  (  إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ﴿٤٩﴾ لذا لن يتساوى  من نشٲ فى بلاد فقيرة مثل مصر بمن نشٲ فى بلاد فيها وفرة ويسر مثل اوربا وامريكا لٲن الله عادل فكيف يتساوى المصرى الذى نال من عذاب الدنيا مع الاوربى او الامريكى الذى عاش فى رغد ووفرة فالمصرى هنا فقير محروم والمسلم الاوربى او الامريكى مقتدر غنى والاسلام لم يساوى بين الغنى والفقير بل رفع التكليف عن الفقير فى الزكاة والحج والصوم  فالفقير  مطعوم وليس طاعم فى الصوم كما قال تعالى فى سورة البقرة ( وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين ) وفى سورة الحج ( فكلوا منها واطعموا البائس الفقير  )  ولٲن المصرى نال من العذاب والاحتياج الكثير فيكون اخف وايسر فى حسابه لٲن رحمة الله وعدله سبقت حسابه وعقابه كما ٲن الفقير له حق مفروض  فى مال الغنى مقرر له بالزكاة والصدقات فٲن لم يفعل الغنى ذلك  كمن يذهب للحج او العمرة ويوجد فى اقاربه او جيرانه فقير مسكين محتاج لهذا المال سيٲخذ الله من حسنات هذا الحاج او المعتمر ويعطى المسكين الفقير لٲن الغنى خالف متعمدآ ٲمر الله فى قوله تعالى فى سورة الإسراء ( وات ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا ) فكلمة وات هى فعل امر اى فرض عين  اى اصبح هذا حق للفقير المسكين المحتاج - ايضا امتثالا لقوله تعالى فى سورة التوبة  ( خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا  ) لذا نحن نرى ان الفقير الصالح المصرى او غيره يكفيه يوم القيامة عذاب الدنيا ليفوز بالجنة ورحمة الله وسعت كل شىء والٲمر له من قبل ومن بعد .
 هذا وعلى الله قصد السبيل وابتغاء رضاه
الشيخ د - مصطفى راشد    عالم أزهرى رئيس الاتحاد العالمى لعلماء الإسلام من أجل السلام ومفتى استراليا
ونيوزيلاندا ت موبايل وفيبر وواتساب وماسينجر
0061452227517 ===== [email protected]