الى صديقي ...أخي علاء المشذوب


عباس علي العلي
الحوار المتمدن - العدد: 6157 - 2019 / 2 / 26 - 09:22
المحور: الادب والفن     

الى صديقي ...أخي علاء المشذوب

ما من بوابات مشرعة
ولا شرفات تستقبل الشمس كل يوم
ولا حتى خنادق ندفن فيها خيباتنا
الموت
يبصرنا في كل لحظة من غير عيون
الموت أعمى
ينكح أرواحنا واحدا بعد واحد
دون ملل
وبلا كلل
كزناة الليل المغمورين في الظلمات
يسرق متعتنا ويمضي هاربا
مثل كلب جبان
إذا لا تحمل حقائبك
فالطرق مملؤءة بالضباع
أفرغ ما في جيبك من تلك القصاصات الصغيرة
التي كتبت بها عناوين الرفاق
وأنتظر على أول الطريق
لعل
طائفة من الهاربين تأخذك أسيرا فتنجوا
أو تأسرهم
فتتخذهم عبيدا وتشيخ عليهم ربا
أو تغنم منهم الجمال والخيل والبغال
والحميرا
****
لا تسكن بعدها في وسط المدينة
أصعد الجبال
وأعلن توبتك من الجبن
أو عصمتك من هذا العالم
الوضيع
وأعلن النفيرا
****
لا بوابات
لا خنادق ولا شرفات
فقط هو الموت الجميل
أخر معاقلنا الحصيتة
ما أطلبه ليس هلاكا ولا فناء
هو كامل الموت
بدل التشظي والتبعثر
في الطرقات
*****
لا بوابات
لاأعراس
لاموائد حمراء
وبيضاء
موائد للغانيات
الزانيات
بنات الأفاعي
وأولادهن يسرحون في الطرقات
*****
لا بوابات
لا شوارع مفتوحة على المدى
وكل المومسات العفيفات
يخلعن أردية النهار المتعبة
ويلبسن ثيابا طاهرات
فقط لأجل أن تغلق أبواب المدينة
وتنكح الأرواح بالموت
نكاح البغابا
بدراهم معدودات...
****
فليسقط الصباح
إذا
ولتلبس الشمس ثوب الحداد
على روحك المسكينة
على أبواب قبرك
على شفير سيف
قطع البسمات
****
لا دروب سالكة
لا بوابات
لا معابر نحو الشمس
فكلها ملغومة أو محشورة
بالمفخخات
******
لا أمل
بالشبابيك المحجرة بالصخر العنيد
لا شبابيك
تفتح في الصباح
والشمس تعودت النوم حتى المساء
لا عزاء يليق بك
لاأشرعة تنقلني إليك
لا بوابات ....