أمنيات مجنون عاقل


عباس علي العلي
الحوار المتمدن - العدد: 6155 - 2019 / 2 / 24 - 20:15
المحور: الادب والفن     

أمنيات مجنون عاقل

مثل نورس ضائع
يبحث عن شطئان أمنة....
كنت أبحث عن نفسي بين ركام الأحياء الأموات...
وجدت على عين ماء
في طرف الوادي البعيد
شجرة يتيمة
وبضع عصافير
تلعب لعبة الحياة
قررت أن أفهم اللعبة وأجيد دور المعلم الكبير
أعلنت ربوبيتي على الجميع
وأتخذت لي عرشا من حجارة وطين
كان ينقصني
حاشية
وغلمان
وعبيد
وحراس ينقذوني من لدغات الأفاعي المسمومة
التي تأتي وقت ما تشاء
وتفعل كما تشاء
بحثت عن عوذة قديمة وعلقتها في رقبتي
كتبت أيات الهبة من حول مجلسب
نذرت كل النذورالتي أدمنها سابقا
لو أطاعني عصفور واحد
ومر مساء وأخر وأنا أنتظر معجزة
مثل معجزة سليمان
أن يأتيني هذا المغفل
بخبر من .....
وتدراكني قرع طبول الجوع
فلست صمدا
من لا يملك الأرزاق لا يكون ربا مهاب
ما من جواب
ما من معجزة تصنع مني ربا حتى لو مزيفا بالعنوان
هكذا حملت خيبتي ورحلت
لأبحث عن مكان يصلح للنبؤة
فدور الرب صعب المنال
صعب أن تشبه المحال
وأنت تساكنك الخيبة في كل مرة
وها أنا أعود لأبحث عن سر جديد
في جيوب الموتى
أو على وجوه تلتقط الحياة غصبا
أنا هنا بينكم في أرض تراق بالدم كل صباح
لا ماء يرويها ولا غيث السما
لا أريد أن يراها طفلي القادم
من جوف القضاء والقدر
ويحلم بكل خيباتي أو يخيب من كل أحلامي
الزمن يدور
ونحن على خطى الدائرين لا ننفك
من ذات الدوران.